المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة اللوتـــس
مراحب عمري ..
أصبحت أماً ..
_واكتشفت أنها أصعب وظيفة يمكن أن يتحملها كائن حي.. وظيفة بدوام كامل 24 لا انقطاع ولا امتناع .. لا إجازات ولا اعتذارات !
_لا يمكنني أن أمرض،لا يمكن أن أؤجل أمومتي كما أجلت امتحاني ..
_كيف أكون حازمة مرنة حاسمة حانية قريبة .. وكيف لا بد من تبديل أولوياتك وخصوصياتك وانشغالاتك ..
_كيف تتخلي عن ملابسك المفضلة و كعبك العالي..
وعن أظافر لطالما اهتممتِ بشكلها وجمالها .. وشعر ربما اخترت له قصة قصيرة مؤقتا ريثما تضبطين أوضاع ..
وزوج ينام قبلك الف مرة وانت تبكي مره وتضحك مرة كلما استيقظ رضيعك منتصف الليل!
_كيف أنني لابد ألا أخطئ وكيف دائما كنت مخطئة !!
لم أعد أستطيع التفوق، ولم أعد أستطيع الاعتماد على علمي، بل فقط على حدسي كأم.. ولم يكن سهلاً أبدا..
لم يكن سهلاً استبدال كريم الصباح بقيء طفل صغير.. ولا استبدال عطورك برائحة البودرة على نعومتها.. أو رؤية شعرك يتساقط وعضلات إحدى ذراعيك ينمو أكثر من الآخر ..
_لم يكن سهلاً التخلي قليلا عن هواياتك، قراءاتك وتطلعاتك... لم يكن سهلاً أن تكوني خبيرة في التنظيف ومكافحة الأتربة وإعداد الوجبات وابتكار الأنشطة ..
_أن تكوني مربية و ممرضة ومرضعة وقارئة قصص ومدربة إن استلزم الأمر.. أن تكوني عدة أشياء ليكون كل شىء في حياة أبنائك مثالياً.. ولكنه دائما لا شىء مثالي.. أليس كذلك؟!
_لا أدري أي فطرة وضعها الله داخل الأم لتكون بالحكمة والحماقة معاً لكي تحب كل هذا ! وتظل بنفس الحماس لتصنعه كل يوم في حياتها ..
_لا أدري أي فطرة دفعها الله داخل الأم فتحب هذا الكائن المزعج بل وتتمنى إرضاءه وسعادته ورؤية الابتسامة على وجهه.. أو الشعور الذي يُخلّفه قُبلة من هذا المخلوق الذى يتغذى عليها ومنها وبها..
عظيمة هي الأم