"سفاح نابل".. فيلم تونسي يروي قصة أعتى قاتل متسلسل في تاريخ البلاد والبطل يكشف الكواليس (فيديو)




فيلم "سفاح نابل"

تعرض قاعات السينما التونسية اعتبارا من الـ21 من ديسمبر الفيلم الحدث "سفاح نابل"، الذي يحكي قصة أعتى قاتل متسلسل في تاريخ تونس.
ويروي الفيلم الذي بدأ الإعداد له منذ 2017، تفاصيل ووقائع عاشتها تونس خلال فترة أواخر ثمانينات القرن الماضي، ويسلط الضوء على الدوافع النفسية التي خلقت من شخصية "الناصر الدامرجي" مجرما راح ضحيته 14 طفلا وحُكم عليه بالإعدام سنة 1991.
وفيلم "سفاح نابل" من إخراج كريم بن رحومة، ويشارك في بطولة الفيلم أحمد الأندلسي، والهادي الماجري، وبلال سلاطنية، وساندرا الشيحاوي، وميساء ساسي، وعمارة المليتي.
والفيلم هو الأول من نوعه الذي يتناول شخصية "سفاح نابل" الذي أرعب التونسيين خلال سنوات أواخر الثمانينات من خلال عمليات الخطف والاغتصاب والقتل التي استهدفت الأطفال بشكل خاص.
وقد اشتهرت شخصية الناصر الدامرجي وهو من مواليد سنة 1944، من خلال سلسلة جرائمه التي ارتكبها بحق أطفال في بعض المناطق من تونس ولا سيما محافظة نابل الواقعة جنوب العاصمة.
وبث الدامرجي حالة من الرعب في صفوف التونسيين لسنوات قبل أن تتمكن السلطات الأمنية من القبض عليه وإحالته إلى العدالة، التي أقرت بشأنه حكم الإعدام، وهو آخر حكم إعدام تم تنفيذه في تونس سنة 1991.
ووفق تقارير إعلامية تم إنجازها حول شخصية سفاح نابل، فإن الرجل كان يعاني اضطرابا نفسيا منذ مرحلة الطفولة، وقد ولد من أم بائعة هوى ولم يتمكن من معرفة هوية أبيه إلا بعد ثلاثين سنة.
وعاش الدامرجي طفولة مضطربة وانقطع عن الدراسة وذهب إلى فرنسا حيث بقي هناك لسنوات، وبعد ذلك رجع إلى تونس ليعمل فلاحا في محافظة نابل، وتقدم لخطبة ابنة خالته لكنه وجدها قد تزوجت بعد أربع سنوات من الغياب عنها فقرر الانتقام منها، وأقدم بعد سنوات على قتل رمزي (13 سنة) ابن خطيبته السابقة، لتنطلق سلسلة جرائمه التي طالت 14 طفلا وفق وثائق قضائية.



بطل فيلم يتحدث
وخلال استضافته في برنامج "نجوم" على أمواج إذاعة "موزاييك"، قال بطل فيلم الممثل أحمد الأندلسي، إن الفيلم تعرض للعديد من العقبات قبل أن يرى النور خاصة عدم الحصول على تمويل من الدولة.
وأضاف "من يرغب في القيام بأعمال سينمائية يجب أن لا يعوّل على الدولة وإلا فلن يتمكن من إنتاج أيّ عمل.. الحصول على دعم مخصص لأشخاص معينين وعلى مقاس أشخاص محددة".
وأوضح أنه ولإتمام إنتاج فيلم "سفاح نابل" هناك من فريق العمل من اضطر لبيع سيارته وآخر رهن منزله وأيضا من استلف أموالا.. لهذا يجب القول إن هذا العمل أنجز بكل حب".
وعن عدم قبول الفيلم في "أيام قرطاج السينمائية"، بين أحمد الأندلسي أنه برر ذلك في البداية بوجود أفلام أكثر جودة وأحسن نصا، لكنه تأكد في اختتام المهرجان أن "سفاح نابل" كان يستحق التواجد والمنافسة في المسابقة الرسمية ولما لا الفوز بجائزة، حسب تعبيره.
وبالعودة إلى اختيار موضوع الفيلم، أكد الأندلسي أن مخرج العمل كريم بالرحومة، قام ببحوث عن القتلة المتسلسلين في العالم وكان بإمكانه أن يقوم بفيلم تجاري بحت لكنه خير أن يسرد قصة واقعية هزت تونس في فترة ما"، مشيرا إلى أن المخرج بحث عن معلومات مخفية وتفاصيل شخصية القاتل التي لم تخرج للعلن".
وأضاف "الفيلم مقلق وشخصيا لم أستطع مشاهدة بعض المشاهد منه بسبب جانبه المظلم وخاصة التي مثلت فيها ابنتي وبقية الأطفال.. وبعد أن جسدت شخصيته وعشت أطوار قصّته أرفض تبرير الجريمة التي ارتكبها والادعاء أنه ضحية طفولة مؤلمة واضطرابات نفسية، لكن لا يمكن إنكار انه يمكن التعاطف معه إنسانيا لأنه تعرض للاغتصاب وقضى طفولة غير عادية".