شَرابُ الأَماني لَو عَلِمتَ سَرابُ
وَعُتبى اللَيالي لَو فَهِمتَ عِتابُ
إِذا اِرتَجَعَت أَيدي اللَيالي هِاتِها
فَغايَةُ هاتيكَ الهِباتِ ذَهابُ
وَهَل مُهجَةُ الإِنسانِ إِلّا طَريدَةٌ
تَحومُ عَلَيها لِلحِمامِ عُقابُ
يَخُبُّ بِها في كُلِّ يَومٍ وَلَيلَةٍ
مَطايا إِلى دارِ البِلى وَرِكابُ
وَكَيفَ يَغيضُ الدَمعُ أَو يَبرُدُ الحَشا
وَقَد بادَ أَقرانٌ وَفاتَ شَبابُ
فَما نابَ عَن خِلِّ الصِبا خِلُّ شَيبَةٍ
وَلا عاضَ مِن شَرخِ الشَبابِ خِضـــابُ
ابن خفاجة الأندلسي