يقال ان مدينة النحاس هي ذاتها مدينة فيافي الاندلس ( حاليا هي مدينة تطوان ) ، يطلق عليها ايضا لقب ( مدينة الصفر ) ، وسبب اطلاق هذا اللقب هو لون النحاس ، ما يميز هذه المدينة هو طابعها الاندلسي فهي تجمع ما بين مزيج من الثقافات سواء العربية او الاندلسية و كذلك الفرنسية ، كما ذكرنا فان الاقاويل تشير الى ان هذه المدينة قام ببنائها الجن في عهد سليمان عليه السلام ، تم اعطاء الامر لحاكم المغرب ( موسى بن نصير ) من قبل ( عبد اللمك بن مروان ) من اجل البحث عن هذه المدينة.
خرج موسى بن نصير ومعه جنوده و اتباعه من اجل البحث عن هذه المدينة التي لم يكن احد وقتها يعلم اين هي ، سار موسى بن نصير في الصحراء لمدة 40 يوما حتى عثر على منطقة بها مياه و اشجار و عيون و طير كثير ، رأى موسى بن نصير ايضا امامه سورا كبيرا ، كان هذا السور هو السور الخاص بمدينة النحاس ، امر موسى بن نصير اتباعه ان يقوموا بالحفر اسفل السور ولكن السور كان متينا ولا يمكن الحفر تحته ابدا ، لجأ موسى بن نصير الى بناء برج شاهق بالقرب من السور.
اخبر موسى بن نصير بان هناك مكافئة كبيرة تنتظر من يحاول تسلق هذا البرج ورؤية المدينة من الداخل كيف يبدوا مظهرها ، تقدم احد الشجعان وتسلق البرج ، نظر الى المدينة الى الاعلى وبعدها حدث شيء مريب ، بدأ هذا الرجل يخبط على يديه ومن ثم رمى بنفسه داخل سور المدينة ، سمع الجنود و معهم موسى بن نصير ضجيج داخل المدينة واستمر هذا الضجيج لمدة 3 ايام ، كان الجميع يشعر بالدهشة مما حدث ، بعدها خرج موسى بن نصير الى قومه وقال ان هذا الرجل الذي تسلق هذا البرج قد حصلت عائلته على الف دينار.
قرر رجل آخر ان يتسلق البرج مقابل الحصول على الالف دينار فوافق موسى بن نصير ، تسلق الرجل البرج وما ان رأى المدينة من الاعلى حتى قام بالضرب على يديه و القى بنفسه داخل المدينة ، ظهرت ايضا اصوات الضجيج نفسها واستمرت هذه الاصوات لمدة 3 ايام ، حينها تسائل موسى بن نصير قائلا : انذهب من هنا ولا نعلم بشيء من علم هذه المدينة ؟ ، ايضا كان يتسائل ماذا سوف يكتب الى الامير عبد الملك بن مروان ؟ ، وهل يا ترى سوف يصدق ما يقوله موسى بن نصير ؟ ، حاول موسى تشجيع جنوده على تسلق البرج على الرغم مما حدث للرجلين.
اخبر موسى بن نصير اتباعه ان من يتسلق البرج سوف يكون له الفي دينار وليس الفا واحدا فقط ، خرج احد الرجال وقال : أنا اتسلق البرج ، اقترح هذا الرجل ان يتم ربطه بحبل حتى اذا سقط في المدينة يتمكن اصحابه من شده الى الخارج لكي ينقذوه وفي نفس الوقت يعلموا ما يدور داخل اسوار المدينة ، تسلق الرجل البرج وهو مربوط بالحبل ، نظر الى المدينة فبدأ يضرب على يديه وبعدها القى بنفسه داخل اسوار المدينة ، بدأ الرجال في الاسفل خارج السور يسحبون الحبل ، وبعد معاناة انقسم الرجل الى نصفين ، عادت اصوات الضجيج مرة اخرى لتُسمع.
حينها قرر موسى بن نصير الا يخاطر بحياة رجاله مرة اخرى وامر جنوده بالعودة الى المدينة وترك مدينة النحاس على حالها ، اثناء عودة موسى بن نصير رأى امامه الواحا من الرخام الابيض ، كان طول اللوح الواحد يبلغ حوالي 20 ذراعا ، تضم هذه الالواح اسماء الانبياء و الملوك و الفراعنة بالاضافة الى الجبابرة و غيرها من المواعظ و الوصايا ، هذه الالواح ذكرت ايضا سيرة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم ، كان مع موسى بن نصير عالم له القدرة على قراءة كل لغة ، قام موسى بن نصير بنسخ المكتوب على الالواح.
بعدها رأى موسى بن نصير امامه صورة من نحاس ، اتجه اليها فوجد الصورة على شكل رجل في يده لوح من النحاس ، هذا اللوح مكتوب عليه : ( ليس ورائي مذهب فارجعوا ولا تدخلوا هذه الأرض فتهلكوا ) ، حينها شعر موسى بن نصير بالاندهاش ، فكيف لهذه الارض المليئة بالخيرات ان يهلك فيها البشر ، كانت الارض تقع خارج سور مدينة النحاس فقرر موسى بن نصير ان يرسل مجموعة من العبيد الى هذه الارض المليئة بالخيرات ، عندما دخل العبيد الى الارض ، فجأة ظهر من بين الاشجار نمل كبير جدا ، قام هذا النمل بقتل جميع العبيد الذين دخلوا الى الارض ، كان الى جوار هذه الارض بحيرة ، قرر موسى ان ينزل مجموعة من الغواصين الى هذه البحيرة وهذا ما حدث بالفعل.
اخرج الغواصين من البحيرة جباب ( اواني ) من النحاس ، فتح موسى بن نصير احد الاواني فخرج منها فارس على جواد ، كان هذا الفارس من نار و خيله ايضا من النار ومعه رمح وبدأ ينادي : يا نبي الله ان لا اعود ، فتح موسى بن نصير جبابا آخر فخرج منه فارس آخر ، حينها اشار العلماء على موسى بن نصير الا يفتح المزيد من الجباب لانها تحوي الجن الذين امر سيدنا سليمان عليه السلام ان يتم حبسهم ، حينها امر موسى بن نصير ان يتم اعادة جميع الجباب التي تم استخراجها الى البحيرة مرة اخرى ، يرى العالم ابن خلدون ان هذه القصة ليست حقيقية تماما ، ولا تمت للواقع باي صلة لانها تحتوي على امور لا يمكن للعقل البشري ان يتصورها.