جميعُ النساء يخفن يا ولدي
جميعُ النساء يخفن يا ولدي..مجبولةٌ قلوبهن على الرقة مهما أظهرن عكس ذلك، يخفن حتى من أنفسهن، ومن فصيل جنسهن، يخفن الحُب، ويخفن الغدر، وسوء الفهم، يخفن الفراق ولوعة الوداع، يخفن نبح الكلاب، ومن عِواء الذئاب، ومن أشباه الرجال..
لكنهن لا يعرفن مما يخفن، ولئن سألت إحداهن ما يُخيفك! لأجابت لا شيء، لكنها تخاف من كل شيء، لكن تحديدًا لا تعرف، فهاجس الكبرياء داخلها يمنعها من أن تبدو ضعيفة، ورداء العزة الذي يرتديه قلبها يأبى الأعتراف، لكنها والله تخاف..
لكن لعلمك؛ يعلو الحنان فيها على الخوف، ويسبق الدلال فيها أي جنس وأي صنف، ولها في الشدة ما لا يفعله الرجال وقوفًا بالصف، وأعتى وأصلب امرأة في الدنيا كلها لإن منحتها الأمان للانت، ولإن بادلتها الاهتمام لجادت، ولإن سكبت في روحها الطمأنينة لفضلتك عن العالم وما به مهما كانت الخسائر..
فقط تريد منك أن تكون مأمنها، وحمى عرضها، وبئر سرها، وسور الأمان العالي الذي لا يستطيع أحد مهما كانت نفوذه أن يخترقه، وقتها أنت في رحاب امرأة آمنة تهبك أمان العالمين، وقتها هي لن تخاف أبدا.
أحمد عبداللطيف
رد مع اقتباس
كلش صحيح ..