".. العرب الجاهليون وفقاً للمعنى الإيقاعي للوزن لا يكتفون بوجود النظم في الشعر، لأنهم لا يعرفون الوزن بالمعنى العروضي، بل يوجبون أن يكون هذا النظم غنائياً إيقاعياً.وهكذا فإنهم لا يعرفون قراءة الشعر وإنما كان الشعر عندهم هو بكل تطابق الغناء، لذلك لم يكونوا يقرأون الشعر بل كانوا يغنّونه فقط! فالنظم الذي نكتفي به نحن وعلماء العربية تحديداً لطبيعة الشعر وماهيته لم يكن يكفي العرب الجاهليين لتحديد اسم الشعر؛ لأنه مجرد من الغناء الذي وحده عندهم يسبغ اسم الشعر على ذلك النظم... وجماع هذا قول ابن عبد ربه (وإنما جعلت العرب الشعر موزوناً لمدِّ الصوت فيه والدندنة. ولولا ذلك، لكان الشعر المنظوم كالخبر المنثور) "




باسم إدريس