الحصان الأسود وكأس العالم.. منتخب المغرب يقتحم السباق بضربة مزدوجة
الأحد 2022/12/11
منتخب المغرب في كأس العالم 2022
بات لقب الحصان الأسود أحد الألقاب المصاحبة لأي بطولة كروية او رياضية، والذي يطلق على أصحاب الإنجازات المفاجئة في تلك المنافسات.
وشهدت بطولة كأس العالم على مر تاريخها العديد من المنتخبات التي أطلق عليها لقب الحصان الأسود، نظرا لما حققته من إنجازات أبهرت الجميع في نسخة ما من نسخ المونديال.
وبالعودة لتاريخ كأس العالم سنجد أن منتخبا مثل السويد استحق لقب الحصان الأسود في كأس العالم 1950 بالبرازيل، بعدما تمكن من تصدر مجموعته على حساب إيطاليا حاملة اللقب في آخر نسختين حينها، قبل أن يحقق المركز الثالث بعدما حل ثالثا في مجموعة التتويج النهائية خلف أوروجواي البطل وراقصي السامبا أصحاب الأرض.
وفي مونديال 1954 بسويسرا، مثل المنتخب الألماني مفاجأة كبرى حينها حينما حقق اللقب بالفوز على المجر في النهائي 3-2، لا سيما أنه كان قريبا من مغادرة البطولة من الدور الأول، كما خسر من الفريق ذاته 3-8 في المجموعات، قبل أن يشق طريقه للقب.
واستضاف منتخب تشيلي نسخة 1962 من كأس العالم، وتمكن من التكشير عن أنيابه وتقدين بطولة قوية مستفيدا من عاملي الأرض والجمهور، وشق طريقه لنصف النهائي على حساب منتخبات مثل إيطاليا والاتحاد السوفييتي الرهيب حينها، قبل أن يسقط أمام البرازيل البطل اللاحق 2-4، ويكتفي بالمركز الثالث بعد الفوز على يوغوسلافيا 1-0.
منتخب البرتغال يتعملق
وشهد مونديال 1966 بإنجلترا وصول منتخب البرتغال بقيادة نجمه إيزيبيو إلى نصف النهائي عن جدارة واستحقاق، في مفاجأة كبرى حينها، بعد تصدر مجموعته التي ضمت منتخبين بحجم المجر والبرازيل عبر الفوز عليهما، قبل أن يطيح بكوريا الشمالية من ربع النهائي بريمونتادا تاريخية شهدت فوزه 5-3 بعدما كان متأخرا 0-3 في أول نصف ساعة.
واعتبر البعض كذلك منتخب كوريا الشمالية حصانا أسود آخر لتلك البطولة، قبل أن يطيح به البرتغاليون ويكملوا طريقهم لنصف النهائي قبل السقوط بشق الأنفس أمام إنجلترا 1-2، ليكتفوا بالمركز الثالث بالفوز على الاتحاد السوفييتي 2-1.
بينما استحق منتخب بولندا لقب الحصان الأسود في مونديال 1974، بعدما وصل لنصف النهائي بشكل مفاجئ، حيث تصدر مجموعته في الدور الأول على حساب منتخبي الأرجنتين وإيطاليا، قبل أن يحل ثانيا في مجموعة الدور الثاني خلف ألمانيا المستضيفة، ليلاقي البرازيل على المركز الثالث ويفوز 1-0.
منتخب المغرب وظهور تاريخي أول
في مونديال 1986 لعب منتخب المغرب دور الحصان الأسود لأول مرة، بعدما تأهل لثمن النهائي عقب تصدر مجموعته التي ضمن بولندا وإنجلترا والبرتغال، بالتعادل السلبي مع المنافسين الأولين والفوز على الأخير 3-1، قبل أن يودع بالخسارة أمام ألمانيا 1-3، لكنه أصبح حينها أول منتخب عربي وأفريقي يصل لهذا الدور.
وتعملقت الكاميرون في كأس العالم 1990 بإيطاليا، ووصلت للدور ربع النهائي كأول منتخب أفريقي يحقق هذا الإنجاز، بعدما فازت على الأرجنتين حاملة اللقب ورومانيا في المجموعات مقابل خسارة من الاتحاد السوفييتي لتتصدر مجموعتها وتتأهل لثمن النهائي، وتتخطى كولومبيا بالفوز 2-1، قبل أن تودع من ربع النهائي بالخسارة من إنجلترا 2-3 بعد وقت إضافي.
بينما كان منتخب بلغاريا مفاجأة مونديال 1994 الكبرى، حيث وصل إلى نصف النهائي بالمخالفة لكل التوقعات، بعدما تأهل من المجموعات بفارق الأهداف أمام الأرجنتين وخلف نيجيريا إحدى المفاجآت حينها أيضا، قبل أن يطيح بالمكسيك من ثمن النهائي بركلات الترجيح، ثم ألمانيا من ربع النهائي بالفوز 2-1، قبل السقوط أمام إيطاليا 1-2 في ثمن النهائي.
وفي النسخة ذاتها تألق منتخب السويد ووصل لنصف النهائي أيضا، بعدما حل ثانيا بمجموعته خلف البرازيل، قبل أن يهزم المنتخب السعودي 3-1، ورومانيا بركلات الترجيح في ثمن وربع النهائي، لكنه خسر أمام إيطاليا 1-2، ليكتفي بتحقيق المركز الثالث بالفوز على بلغاريا 4-0.
منتخب كرواتيا.. انطلاقة مبهرة
في مشاركته الأولى تاريخيا في كأس العالم عام 1998، أبهر منتخب كرواتيا الجميع ببلوغ نصف النهائي، مطيحا في طريقه برومانيا من ثمن النهائي (1-0) وألمانيا من ربع النهائي (3-0) قبل الخسارة 1-2 أمام فرنسا صاحبة الأرض في نصف النهائي، وتحقيق المركز الثالث بالفوز على هولندا بالنتيجة ذاتها.
وفي النسخة التالية 2002، تقمص منتخب تركيا دور الحصان بعدما وصل هو الآخر لنصف النهائي، مطيحا باليابان من ثمن النهائي (1-0)، والسنغال من ربع النهائي (1-0)، قبل أن يسقط أمام البرازيل رفيقته في المجموعة في الأساس بالنتيجة ذاتها، ويحقق المركز الثالث على حساب كوريا الجنوبية صاحبة الأرض (3-2).
وفي النسخة ذاتها، اعتبر البعض كوريا الجنوبية حصانا أسود آخر في البطولة، لكن الجدل التحكيمي الذي شاب مبارياته خاصة أمام إيطاليا وإسبانيا في ثمن وربع النهائي، واللتين حسمهما 2-1 بهدف ذهبي، وبركلات الترجيح على الترتيب جعل البعض يرفض منحه هذا اللقب.
بينما كان منتخب غانا الحصان الأسود في نسخة 2010 بجنوب أفريقيا، حيث كان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ نصف النهائي كأول منتخب أفريقي حينها يصل لهذا الدور، لولا الخسارة الدرامية بركلات الترجيح أمام أوروجواي، التي اعتبرها البعض تستحق هذا اللقب بعد وصولها لنصف النهائي، قبل أن تخسر أمام هولندا 2-3 بشق الأنفس.
وفي 2014، تقمص منتخب كوستاريكا دور البطولة بعدما فاجأ الجميع بوصوله إلى ربع النهائي، حيث تأهل من مجموعته على حساب إيطاليا وإنجلترا اللتين ودعتا من الدور الأول، حيث فاز على الأولى 1-0 وتعادل سلبيا مع الثانية، قبل أن يطيح باليونان بركلات الترجيح، لكنه ودع أمام هولندا بالطريقة ذاتها وبشق الأنفس في الدور التالي.
كرواتيا والمغرب يعودان من جديد
في 2018 عاد منتخب كرواتيا لتحقيق المفاجآت في كأس العالم، بعدما شق طريقه نحو النهائي بكل قوة، محققا 3 انتصارات في المجموعات على حساب نيجيريا (2-0) والأرجنتين بقيادة ميسي (3-0) وأيسلندا (2-1)، ثم أطاح بالدنمارك وروسيا بركلات الترجيح، وأتبعهما بإنجلترا بالفوز 2-1، قبل أن يخسر النهائي أمام فرنسا 2-4.
وعاد منتخب المغرب لاستعادة ذكريات 1986 بل والتوفق عليها، بعدما حقق مفاجأة كبرى في مونديال قطر 2022 بالوصول لنصف النهائي بلا هزيمة، حيث تصدر مجموعته بـ7 نقاط بالتعادل مع كرواتيا والفوز على بلجيكا وكندا، قبل أن يطيح بإسبانيا والبرتغال من ثمن وربع النهائي، ليضرب موعدا مع فرنسا.
وبات منتخب المغرب بذلك مرة أخرى أول منتخب عربي وأفريقيا يصل إلى نصف نهائي كأس العالم، محطما إنجازات كل من سبقوه في هذا الصدد.