حكايات مونديالية.. الشرطة العسكرية تنفذ أمر طرد في كأس العالم
الأحد 2022/12/11
مباراة تشيلي وإيطاليا في كأس العالم 1962
تشهد بعض المباريات في كثير من الأحيان مشادات بين اللاعبين، يتمكن الحكم بسهولة من السيطرة عليها عبر توزيع بطاقاته الملونة على اللاعبين.
تلك البطاقات، سواء كانت صفراء أو حمراء، تتسبب في كثير من الأحيان في إخماد ثورة اللاعبين، خوفا من الطرد ومغادرة الملعب في واقعة قد تتسبب في خسائر كبيرة للفريق الذي ينتمي إليه هذا اللاعب أو ذاك.
لكن في بعض الأحيان قد تخرج الامور عن السيطرة، ويحدث ما لا تحمد عقباها، حيث يفشل الحكم في السيطرة على الامور التي تخرج عن نطاقها الصحيح، ليصبح الأمر حينها في حاجة لتدخلات خارجية من أجل السيطرة على الأوضاع.
تلك الصورة الأخيرة هي ما حدث في مباراة تشيلي وإيطاليا في كأس العالم 1962، التي أقيمت على أرض الأخيرة، والتي أطلق عليها معركة سانتياجو نظرا لكم العنف التي شهدته من لاعبي الفريقين، وهي الحكاية التي سنستعرضها معكم في تلك السطور.
كأس العالم ومعركة سانتياجو
شهدت كأس العالم 1962 أزمة دبلوماسية بين إيطاليا وتشيلي مستضيفة المونديال، بسبب بعض المقالات التي نشرت خلال فترة البطولة من صحفيين إيطاليين وقللت من أصحاب الأرض ووصفت بأوصاف ازدرائية، مؤكدة انتشار السرقات والأنشطة المشبوهة والإدمان والبؤس بينهم، وفقا لما رواه الأرجنتيني لوثيانو بيرنيكي في كتابه "أغرب الحكايات في تاريخ المونديال".
تلك المقالات أدت لثورة شعبية لدى الجماهير التشيلية تجاه الطليان، اضطر على إثرها الصحفيون الإيطاليون لمغادرة تشيلي، وباتت المباراة المرتقبة حينها بين منتخبي البلدين بمثابة معركة منتظرة، لا يعرف أحد كيف ستنتهي أحداثها.
دخل لاعبو إيطاليا، وفقا لما رواه بيرنيكي، أرض الملعب وهم يحملون الورود، على أمل امتصاص غضب الجماهير التشيلية، وقاموا بإلقائها تجاههم، لكن الجماهير الغاضبة لم تقبلها، وقامت بردها عليهم من جديد، مطلقة صافرات استهجان طويلة تجاههم.
أما المباراة على ارض الملعب فكانت أشبه بالمعركة، نظرا لما شهدتها من صدامات بين لاعبي المنتخبين، الذين تبادلوا اللكمات والركلات في بعض الأحيان على مرأى ومسمع من الحكم الذي خرجت الأمور عن سيطرته لاحقا، بعدما فشلت قراراته في إيقاف عنف اللاعبين.
ورغم أن الحكم حاول بسط سيطرته مبكرا، عبر طرد لاعب من إيطاليا بشكل مبكر، هو جورجيو فيريني في الدقيقة الثامنة، وتبعه بطرد زميله ماريو ديفيد في الدقيقة 41، إلا أن ذلك لم يحدث، لا سيما بعد اضطر لاستدعاء الشرطة العسكرية لتنفيذ قرار الطرد الأول.
وكان فيريني وجه ضربة إلى أونورينو لاندا لاعب تشيلي، مما دعا الحكم الإنجليزي كين أستون لطرده بعد 8 دقائق فقط، لكنه رفض أن يغادر الملعب، ليضطر الحكم لاستدعاء الشرطة العسكرية لإخراجه.
وبدا أن الحكم متساهل مع أصحاب الأرض لاحتواء غضبهم، وهو ما أشعل ثورة لاعبي إيطاليا، حيث تغاضى عن طرد لاندا ذاته بسبب تدخل عنيف مشابه لما قام بطرد فيريني من أجله، كما تغاضى عن طرد ليونيل سانشيز لاعب تشيلي أيضا بعد تدخل عنيف قام بعده بثوان بطرد ماريو ديفيد من إيطاليا، بعدما قام بالثأر من سانشيز وتوجيه ركلة له في رأسه.
وبعد طرد لاعبي إيطاليا في الشوط الأول أصبحت الأجواء أشبه بمعركة بين المنتخبين، شهدات الكثير من الشجارات واللكمات والبصق والشتم، واضطرت الشرطة العسكرية للتدخل أكثر من مرة من أجل تهدئة الأمور، قبل أن تنتهي المباراة بفوز أصحاب الأرض 2-0.