- الفنان حسين فهمي: سأعيد للسينما رونقها.. وأبحث في المرأة عن أمي
الفنان حسين فهمي
الفنان حسين فهمي
يقول عن نفسه: "أنا رجل طيب في الحقيقة، ولا أوْذي أحدًا لذا أشعر براحة ضميري"، كيف لا وقد نشأ في كنف عائلة مصرية كانت مقصدًا لنخبة أهل الفن والسياسة، وأخذ عنها شغفها بالثقافة وانتصارها لقيم الاحترام والتواضع والانفتاح.
افتتح بالأمس مهرجان القاهرة السينمائي العريق، مؤكدًا أنه عاد بعد 20 عامًا إلى الموقع نفسه، ليترك أثرًا ويصنع فارقًا في المجال الذي وهب حياته له، كما يعرب عن سعادته البالغة لحضور مهرجان البحر الأحمر السينمائي، ويصفه بأنه "تجربة متميزة جدًّا" متوقعًا له الاستمرار، ويضيف "أرى أن محمد التركي الرئيس التنفيذي لمؤسسة المهرجان يُقدم جهدًا ممتازًا، وكذلك السيدة جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء المهرجان، أتمنى لها التوفيق في المرحلة المنتظرة".
الفنان القدير حسين فهمي، أيقونة السينما العربية، لعب مئات الأدوار، ولكنه يعرب عن رغبته في أن يؤدي دور "الخديوي إسماعيل"، لما يرى به من أهمية.
حقق إنجازات كبيرة وكثيرة في حياته، ولكنه يرى أن علاقة المحبة التي تربطه بأولاده هي أهم إنجازاته، تفاصيل أخرى ومحطات من حياته الشخصية وخلاصة تجاربة ومسيرته الفنية، في هذا الحوار الذي يتصدر مجلة الرجل.
● نشأت في منزل كان غنيًّا بالمزيد من الثقافة
● لا أفكر فيما انتهى والمستقبل لا أعلمه
● ذهبت لطبيب نفسي بسبب خسارتنا في حرب 1967
● فوجئت باختياري لجائزة أحسن ممثل وبكيت حينها
● تعلمت من والدي أن البشر سواسية
● أهم إنجاز في حياتي هم أولادي
● أنا رجل طيب لا أوذي أحدًا وأشعر براحة ضمير
● كنت أرفض أي دور يشبه شخصيتي الحقيقية
● تمنيت طوال مسيرتي تقديم شخصية الخديوي إسماعيل
● رفضت أفلام المقاولات وجلست 3 سنوات في بيتي
● سيكون لي بصمة وسأعيد لمهرجان القاهرة رونقه
● أفضل تكريم حصلت عليه كان من الرئيس السادات
● أنا شخصيًّا سعيد جدًّا بالسينما السعودية
● مهتم جدًّا بالحضور في مهرجان البحر الأحمر
● التركي والراشد يقدمان جهودًا ممتازة لمهرجان البحر الأحمر
● يمكننا أن نساعد السينما السعودية في الخبرة والعمالة
● بالنية الخالصة سوف تنجح السينما السعودية لا محالة
● أشكر مهرجان البحر الأحمر لإحياء فيلمين لي
● أمي كانت سيدة مجتمع بالمعنى الحقيقي
● أمي علمتنا كيف نحترم أنفسنا ونحترم المرأة
● المرأة الذكية التي ترى أن الزوج يبحث عن والدته
● حياتي مع أولادي هي أكبر إنجاز من وجهة نظري
● أنصح كل فنان صاعد بألاّ يُقلِّد أحدًا
● تعلمت الأناقة من والدي وأنا أهتم بمظهري
طفولة مليئة بالسياسة
نشأ الفنان حسين فهمي في بيت ليبرالي، لدى عائلة من الطبقة الأرستقراطية لها باع طويل بالسياسة، جده الأكبر محمود باشا كان رئيسًا لمجلس شورى القوانين والجمعية العمومية، الهيئة الحاكمة في عصر السلطان حسين كامل، كما عُيِّن والده سكرتيرًا لمجلس الشيوخ.
يقول الفنان فهمي: "لقد مررت بمرحلة طفولة مليئة بالسياسة، وكان والدي حريصًا على أن يُجلسني إلى جانب العديد من السياسيين في منزلنا".
ويرى أن نشأته في هذا المنزل كان لها فضل كبير في حياته فيما بعد، ويضيف متذكرًا: "من بين أصدقاء والدي كان الراحل الفنان يوسف وهبة، وأيضًا الفنان العظيم نجيب الريحاني، جميع هؤلاء كانوا في منزلنا وكان لهم تأثير في حياتي".
أما التأثير المباشر لوالده عليه فيقول: "والدي كان مهتمًّا في تثقيفنا ثقافة فنية وسياسية، المنزل كان غنيًّا بالمزيد من الثقافة المنفتحة، كما كان لدينا فرصة الانفتاح الخارجي بسبب سفرنا بشكل سنوي للخارج وخاصة إلى لبنان".
والدي علمني التواضع
مشهد حُفر عميقًا في شخصية فهمي ولا يزال يحتفظ به من مرحلة الطفولة، يتعلق بأسلوب والده في التعامل مع الآخرين.
يقول: "بالرغم من أن والدي كان في مرتبة عالية جدًّا في الدولة -بين تشريفات السلطانة ملك، وهي الملكة الأم في مصر، وكانت زوجة السلطان حسين، وكان والدي يُمثلها في جميع المحافل الدولية، فكان يُمثّل رأس العائلة- فإنه كان متواضعًا دائمًا مع الجميع، ومُحترِمًا للآخَر دون استثناء، فكانت تجربة متميزة أن أتعلم من والدي أن البشر سواسية، وأن الأهم مما تملكه هو ذاتك".
"شكلك ينفع ممثل"
عشق فهمي الفن منذ صغره، كان في عمر الثامنة حين انبهر بالإخراج، فهو يرى أن "المخرج هو الشخص المسيطر على الفيلم يبني أفكاره في العمل وتوجهاته وآراءه"، لذلك كان من الطبيعي أن يتجه لدراسة الإخراج، يروي لمجلة الرجل "اتفقت حينها مع والدي على الدراسة في إيطاليا، لكنه رفض وطلب مني إنهاء دراستي أولاً، بالفعل درست الحقوق".
بعد ذلك اتجه إلى معهد السينما لدراسة السينما، يقول "وعُينت معيدًا، وحصلت على منحة في جامعة كاليفورنيا وحصلت على ماجستير، ثم عمِلت في هوليوود 4 سنوات، أخرجت حينها أفلامًا قصيرة وإعلانات".
عاد فهمي إلى القاهرة ومنها كانت انطلاقته في التمثيل، يقول: "تلقيت عرضًا من أحد أساتذتي وصديقي المخرج يوسف شاهين لأخرج فيلمًا خاصًا بوزارة الثقافة، وقتها رآني المخرج رمسيس نجيب، وقال لي (شكلك ينفع ممثل)، وقتها قدمت أول أعمالي ونجحت في الانتقال إلى عالم التمثيل".
رفضت أدوارًا تشبهني
أدى فهمي نحو مئتي عمل بين السينما والدراما التلفزيونية والمسرح، ولكن أي دور يشبه شخصيته الحقيقية كما هي بالواقع؟ يفاجئنا بالإجابة: "لا يوجد، فليس لدي أي عمل سينمائي في حياتي الفنية يشبه شخصيتي، لأنه إذا عُرض علي رواية فيها تشابه مع شخصيتي الحقيقية لا أوافق على تقديمها".
ويضيف "فأنا أشعر أنني رجل طيب في الحقيقة، ولا أوذي أحدًا لذا أشعر براحة ضميري، وأحب تقديم شخصية عكس شخصيتي الحقيقية، فيمكنني تقديم شخصية رجل قاتل، أو شخصية مُغايرة تمامًا لشخصي".
دور الخديوي اسماعيل
وفي سؤال عن الشخصية التي يتمنى أن يؤدي دورها، يجيب فهمي دون تردد: "تمنيت طوال مسيرتي تقديم شخصية الخديوي إسماعيل، وأرى أن هذا الرجل طوَّر مصر بشكل كبير، وكان لديه مبدأ وفكرة، استقيتها عندما قرأت عنه الكثير".
ويشرح أكثر عن شغفه ودافعه لأداء دور الخديوي إسماعيل قائلاً: "الرجل كان لديه رؤية تتلخص في أن البحر الأبيض المتوسط بحيرة تطل عليها دول، وهذه الدول لديها شراكة في كل شيء: المصالح الاقتصادية وكذا التاريخ، وكان يرى أن مصر على جنوب البحيرة وأوروبا في الشمال، ولديهما ارتباط، وعلى أساس نظرة التقارب والمصالح بنى الخديوي إسماعيل مصر الحديثة حينها".
ويضيف: "الخديوي إسماعيل تاريخيًّا قدَّم إنجازات هائلة ولكنه ظُلم، وبالمناسبة عُرض علي من قبل تقديم هذه الشخصية في مسلسل تاريخي، ولكن لم يُعجبني الدور المكتوب حينها لأنه كُتِب بشكل مُغاير أو جانبي، فلم أُقدمه".
ذهبت لطبيب نفسي
السياسة حاضرة في شخصية فهمي، فهو كما شرح سليلُ عائلة كانت السياسة محور اهتمامها.
وردًّا على سؤال مجلة الرجل عن أفضل تكريم حصل عليه، يقول: "تكريمي عن فيلم (الرصاصة لا تزال في جيبي)، من قبل الرئيس الراحل أنور السادات، هو أكبر تكريم حصلت عليه".
ولماذا هذا الفيلم دون غيره، يشرح: "لأن انتصار مصر بحرب أكتوبر كان انتصارًا لي، لأنه في هزيمة 5 يونيو 1967 كنت حينها في أمريكا، وتأثرت وقتها بالأمر لدرجة أنني ذهبت إلى طبيب نفسي حتى أُعالج مما حدث لي بسبب العصبية بعد الهزيمة، وشعرت بالهزيمة الشخصية، لذا كان انتصار أكتوبر انتصارًا لي أنا".
ويتذكر أن "تصوير هذا الفيلم كان انتصارًا كبيرًا، بعدما صورت في مكان خط بارليف نفسه، وعبوري قناة السويس حينها، فكان بالنسبة لي من أهم التكريمات التي حصلت عليها في حياتي".
"حين بكيت"
وعن أجمل مفاجأة تلقاها في حياته، يروي لمجلة الرجل ما حدث معه في فيلم "دمي ودموعي وابتسامتي" في أوائل سبعينيات القرن الماضي، يقول "حينما كنت أعمل على فيلم حينها كان لديّ خلاف مع مخرج الفيلم حسين كمال في النصف الثاني من الفيلم، ولم يكن هناك من يوجهني ولم يكن يهتم بي أحد، بسبب هذا الخلاف، وبعدما عُرض الفيلم بفترة، وبينما كنت أتصفح إحدى الصحف، وفوجئت باختياري لجائزة أحسن ممثل عن دوري في الفيلم، كانت مفاجأة لي وبكيت حينها".
سأعيد للمهرجان رونقه
سبق للفنان فهمي أن ترأس مهرجان القاهرة منذ 20 عامًا وعاد لترؤسه الآن، ما الذي اختلف بعد كل هذه السنوات؟ يقول "لا أنظر دائمًا إلى الوراء، فلا أنظر إلى ما قدمته في السابق، رئاسة المهرجان عُرضت عليّ مرتين سابقًا ولكنني اعتذرت، فشعرت أنني لم أكن مستعدًّا نفسيًّا، ولكن هذه المرة كنت مستعدًّا نفسيًّا أن أدخل وأن يكون لي بصمة، وأن أعيد للمهرجان رونقه".
وحتى لا يُفهم خطأً يشرح: "لكنني لا أذم في الرؤساء السابقين للمهرجان، ولكن لدي وجهة نظر، وعندما عُرض عليّ المهرجان مرة أخرى، رأيت أنه يمكنني تحقيقها، وفرض فلسفتي في إقامة مهرجان سينمائي قوي".
ولكن ما الاختلاف بين مهرجانات الأمس البعيد واليوم، يُوضّح فهمي: "التغيير حدث في الحياة بشكل عام، فالتكنولوجيا تغيرت حتى بالنسبة للأفلام التي كان لابد من حفظها بطريقة مُعينة بدرجة حرارة معينة، الآن في هذه الدورة على الرغم من أن لدينا أكثر من 100 فيلم، فالآن لا يوجد لدي فيلم يحتاج إلى حفظه، ولكن يتم عرضه عبر القمر الصناعي، وكذا التذاكر يتم شراؤها أون لاين، المرات الماضية كانت هناك طوابير، لذا المهرجان الآن في عالم تاني!".
يرى فهمي أنه حقق الكثير من الأمنيات بحياته ولكن الأمنية الأكبر التى يطمح للفوز بها هي "أن أرى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي من أرقى المهرجانات، وهو كذلك ولكن أرغب في أن تكون درجته أعلى".
سعيد جدًّا بالسينما السعودية
في ضوء تجربته الفنية الطويل يعبر فهمي عن مشاعره تجاه السينما السعودية بالقول "أنا سعيد، وسعيد جدًّا،"أما كيف ينظر إلى السينما وهي تشق طريقها في بيئة من الإصلاحات والتغيرات التي تشهدها المملكة على يد سمو الأمير محمد بن سلمان، فيقول: "هذه الخطوة مهمة جدًّا، وكان لا بد من أن تحدث، أنا شخصيًّا سعيد جدًّا بها، وبات هناك سينمائيون سعوديون على الساحة، وكذا سينمائيات سعوديات يقدمن أفكارهن ويخضن تجربة الإخراج، وأذكر أنه كان لدينا بينما كنت طالبًا في معهد السينما زملاء دراسة سعوديون، فالأمر ليس بجديد، لكنه خطوة مهمة".
وعن رؤيته لفرصة السينما السعودية لتجاوز ما فاتها، يقول "طبعًا ولكن كل شيء يأخذ وقته، ولكن ما دام هناك نية خالصة لخلق صناعة سينما سعودية، فسوف تنجح لا محالة"
ويشرح أكثر بالإشارة إلى أن المصريين بدؤوا الأمور مبكرًا جدًّا في العشرينيات وقتما بدأت السينما في هوليوود، "كنا نسير خطوة بخطوة مع أمريكا وأوروبا"، ويضيف: "لكن دائمًا هناك خطوة أولى، لذا أرى أن هذه خطوة مهمة جدًّا للسعودية، وسترى نتائج قوية مع الوقت بالإصرار والاتجاه للاستمرار، تعيش التجربة وتنجح، فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة".
جهود ممتازة وشكرًا..
يرى الفنان فهمي في تظاهرة مهرجان البحر الأحمر السينمائي "تجربة متميزة جدًّا" متوقعًا لها الاستمرار، ويضيف "كان لا بد من البداية، المهرجان سيستمر وسيقدمون أفلامًا جيدة جدًّا، وأرى أن محمد التركي الرئيس التنفيذي لمؤسسة المهرجان يُقدم جهدًا ممتازًا، وكذا السيدة جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء المهرجان، أتمنى لها التوفيق في المرحلة المنتظرة".
أكثر من هذا، يرى أن "المجموعة كلها متميزة وهم أصدقاء لي، وأتمنى أن يكون هناك تعاون بين مهرجان القاهرة ومهرجان البحر الأحمر".
وعن أفق التعاون بين مهرجان القاهرة ومهرجان البحر الأحمر، يؤكد الفنان فهمي: "اتفاقنا في السابق أن يكون هناك بروتوكولات ثنائية، وبالفعل سوف أكون موجودًا في مهرجان البحر الأحمر، لأنني مهتم بشكل كبير بأن أكون هناك، ويهمني استمرار هذه العلاقة وأن تكون تعاونًا دائمًا وليست منافسة، ونتمنى كل خير للسينما السعودية، لدينا خبرة كبيرة جدًّا، نستطيع أن نفيد ونساعد، يمكننا أن نفيد بالعمالة والخبرة".
أما كيف تلقى مبادرة مهرجان لترميم فيلم (خلي بالك من زوزو) فيقول "يعني لي الكثير لأن هذا فيلمي، فأنا سعدت بهذا الأمر جدًّا، وسعدت أيضًا بترميم فيلم (الاختيار)، لأنني شاركت في إنجازه مع المخرج يوسف شاهين، وعلى الرغم من أنني لا أعيش في الماضي، ولكن العملين لهما مكانة خاصة في قلبي، فلدي تسجيلات قديمة عندما كنت أعمل على فيلم الاختيار رفقة يوسف شاهين، لذا أشكر إدارة المهرجان أنها فكرت في إعادة إحياء فيلمين، لهما ارتباط بي".
أولادي إنجازي الأهم
في الحديث عن الحياة الشخصية والإنجاز الأهم في حياته، يرى الفنان فهمي أن أهم إنجازاته هو أولاده ويضيف "لدي 3 أبناء أكبرهم محمود، والوسطى نائلة، والصغيرة منة الله، وأعدّ هذا أكبر إنجاز حققته في حياتي، الحب بيننا كبير جدًّا، أحبهم ويحبونني، حياتي مع أولادي هي أكبر إنجاز من وجهة نظري".
وعن نصيحته لهم يقول "دائمًا ما أنصحهم بأن ينظروا إلى ما هو آت، ولا ينظروا إلى الوراء، وألا يضعوا أنفسهم في مقارنات مع الآخرين، وأن يعلموا جيدًا إمكانياتهم ويحاولوا تنميتها، ويحاولوا استئصال كل ما هو سيئ في شخصيتهم".
فقدان الثقة يدمر الزواج
وعن الزواج، وفي ضوء تجربته يرى أن "الصداقة" أهم مقومات الزواج الناجح ويضيف: "إذا رأى أن زواجهما صداقة وأنه هو الحب الذي عاشوا فيه قبل الزواج، وإذا استمرت العلاقة بهذا الشكل سيستمر الزواج لا محالة".
وبالمقابل فإن ما يقود العلاقة الزوجية للفشل برأيه "إذا ما دخلت العلاقة في صراع من سيفرض كلمته على الآخر، ومن أهم من الآخر في المنزل، هنا تفشل العلاقة.
الثقة المتبادلة أيضًا بين الزوجين تجعل الزواج ناجحًا، لذا فإن فقدان الثقة ينهي العلاقة، فإذا شكَّ أحد الطرفين في الطرف الآخر، ومدى حبه، ستنتهي الأمور سريعًا".
وردًّا على سؤال عن سر جاذبية المرأة برأيه، يقول "أن تكون امرأة وليست رجلاً".
أمي سيدة مجتمع
الحديث عن المرأة مع الفنان فهمي يقود إلى والدته ودورها المحوري في حياته، يوضح: "المرأة هي كل شيء، وفي حياتي المرأة كانت أمي، فرأيتها سيدة مجتمع بالمعنى الحقيقي وليس كما رأيناها في الأفلام، فكانت سيدة تهتم بنا وببيتها وبزوجها، وفي الوقت نفسه كانت مؤسسة لأكثر من جمعية خيرية".
ويكشف أن والدته كانت "ضابطًا في الجيش المصري"، مضيفًا: "هذه هي المرأة التي اهتمت بأولادها وعلمتنا كيف نسير، وكيف نحترم أنفسنا ونحترم المرأة، وهذه هي المرأة التي عشت معها، وهي المرأة التي أبحث عنها، لذا فإن المرأة الذكية التي ترى أن الزوج يبحث عن والدته، وعليها أن تلعب دور والدته حتى تنجح العلاقة".
والأناقة من والدَيّ
الفنان فهمي يعشق القراءة، وزيارة المتاحف ويضيف: "وكذلك الموسيقى، لذا أذهب دائمًا إلى دور الأوبرا، فعندما أسافر للخارج لا بُد أن أذهب للأوبرا، والهواية الكبيرة لدي هي السينما فأنا هاوي سينما ولا أرى نفسي محترفًا".
أما عن سر أناقته الدائمة والمحافظة على وهجه كفنان وسيم ومتألق، يقول "والدي كان أنيقًا جدًّا ووالدتي كذلك، غرسا في وعلَّماني كيف أكون أنيقًا، وأن لكل مكان لبسًا معينًا يخصّه، عندما تذهب إلى البحر هناك ملابس، وأرى أن كل مكان يضفي طريقة اللبس الخاصة به، لذا أهتم بملابسي ومظهري".
ويعلق على بعض مظاهر "الموضة" اليوم بالقول "مؤخرًا أرى ملابس مقطعة، ليست منا في شيء، لذا أرفضها حتى مع المساعدين الخاصين بي.
وأرى أن هذه موضة غريبة تعلمناها من الغرب".
لا تقلدوا أحدًا
نصيحة الفنان فهمي للجيل الجديد من الممثلين والممثلات في عالمنا العربي، أن "يكونوا أنفسهم، ويؤمنوا بأنفسهم وأفكارهم، فعليك أن تستمع من الجميع ولكن في النهاية يكون لديك رأي خاص بك".
ويضيف: "أنصح كل فنان صاعد أن يكون لديه شخصية مستقلة ولا يُقلد أحدًا، وكذا لا يقلد أحدهم نفسه، فهناك بعض الفنانين يجدون أن دورًا لعبوه أعجب المشاهدين فيلجؤون إلى تكراره، والتكرار يجعل الفنان يسقط بلا عودة".
القطن بالأذنين مفيد أحيانًا
أجمل لحظات السعادة في حياة حسين فهمي هي "عندما أرى إنسانًا سعيدًا، وعندما أجد أولادي سعداء".
وردًّا على سؤال عن معنى الغد يعلق "لا أعرفه فهو ليس موجودًا بالنسبة لي"، أما حكمته التي يرغب بأن يعرفها الجميع فهي "لن تقدر على إسكات الآخرين لكن يمكنك أن تضع القطن في أذنيك".
ويؤكد فهمي أنه لم يخشَ شيئًا طوال حياته، ويضيف "أثق بنفسي كثيرًا، لكنني يأتي عليّ وقت أكون متخوفًا عندما أتخذ قرارات في حياتي، وأرغب دائمًا في ألا تكون مؤذية لأحد وأنا لا أدري".
المال لا يجلب السعادة
يرى الفنان حسين فهمي أن "المال لا يجلب السعادة"، وفي سؤال افتراضي عن الاختيار بينه وبين الصحة ينحاز كليًّا إلى الصحة ويضيف: "السعادة بداخلنا، يمكنك أن تخلد للنوم وأنت بصحة جيدة ومن ثم تصحو بصحة جيدة، هذا جزء من السعادة، أما المال فيأتي ويذهب".
ويشير إلى أن هذا هو ما حدث معه أكثر من مرة، ويروي "مرة رفضت أفلام المقاولات" واضطررت حينها للجلوس 3 سنوات في المنزل"، ويضيف: "أنفقت كل ما أملك، ولكن بقيت بمكانتي، ولم يشعر أحد بالأمر حينها حتى أولادي، إلى أن استطعت النهوض والعودة مرة أخرى".