كيف تغيرين أسلوبك الصارم في تربية طفلك؟
أطفال يمثلون الاستمتاع
من فضلك توقف عن التذمر
قد يؤدي ذلك إلى الكثير من الضغط النفسي والصدمات
امنحي طفلك حريته في الاختيار
صورة للتعب من الدراسة
هل تتوقعين أن ينفذ طفلك جميع أوامرك من دون أن يستسفر ويقول لماذا؟ هل تشعرين بأنه يحبك فقط إذا أطاع أوامرك؟ هل تشعرين بأن كل عصيان يجب أن يقابل بعقوبة صارمة؟ إذا كانت لديك مطالب مفرطة من أطفالك، فاعلمي أنك تسيئين إلى طفلك جسدياً وعاطفياً، فكيف عليك تغيير طريقة تربيتك لطفلك؟
يثبت العلم أن الأطفال الذين نشأوا بطريقة صارمة للغاية، ينتهي بهم الأمر بتدني احترام الذات، ويلجأون إلى التنمر، وقد يقعون فريسة للاكتئاب. يعاني الكثيرون أيضاً من مشاكل في الوزن ويواجهون مشاكل في تنظيم أنفسهم.
ذات مرة طلب مستشار الصحة العقلية من المراهقين ما قبل سن المراهقة أن يكتبوا سطراً واحداً يرغبون في كتابته إلى والديهم. وقد طلب منهم عدم ذكر الأشياء العادية، ولكن ما يتمنون أن يعرفه آباؤهم عنهم. كانت بعض الردود:
من فضلك توقف عن التذمر
أنا أحاول بجد هل تنتبه لما أقوم به؟
من فضلك لا تؤنبني كثيراً.
أتمنى أن تستمع لي أيضاً في بعض الأحيان.
أشعر بالخوف عندما تصرخ في وجهي.
من فضلك توقف عن التذمر.
إجابات صادمة
تم عرض هذه الردود على الكثير من الآباء، وكانت ردود أفعالهم صادمة إلى حد ما. فقد قال بعضهم، "إنهم يربون أطفالهم ليكونوا مستعدين للعالم السيئ الكبير"، بينما قال آخرون، "إن ما يفعلونه هو من أجل مصلحتهم". فيما قالت إحدى الأمهات: "نشأنا جميعاً في بيئة صارمة حيث كان من المتوقع منا أن نفعل ما توقعه آباؤنا، سيصبح أطفالنا ضعفاء إذا سمحنا لهم بالاختيار لأنفسهم!".
نتائج تنذر بالخطر
قد يؤدي ذلك إلى الكثير من الضغط النفسي والصدمات
نعلم جميعاً أن حالات انتحار المراهقين آخذة في الازدياد والقلق والاكتئاب يتزايدان بدرجة تنذر بالخطر. فإن ضغط الأقران والتعرض لوسائل التواصل الاجتماعي كلها كافية لجعل طفلك يشعر بالتوتر والقلق، ولكن إذا لم يشعر بالأمان العاطفي في منزله، فقد يؤدي ذلك إلى الكثير من الضغط النفسي والصدمات.
قالت إحدى الأمهات التي تخضع طفلتها للعلاج من الاكتئاب: "كانت ابنتي من أفضل التلاميذ في المدرسة، ظللت أخبرها أنها تجعلني فخورة بها. ولكن بعد ذلك بدأت درجاتها في الانخفاض وشعرت بالفشل. بدأت في الضغط عليها وأخبرتها أنها لا تبذل جهداً كافياً. أصيبت بالخوف، وتحول وقت الامتحان إلى كابوس لكلينا. لقد حولت ابنتي الجميلة المشرقة إلى شخص مرعوب. انخفضت درجاتها أكثر. بدأت في الانسحاب والعزلة، وتوقفت عن التحدث إلى أصدقائها، وعندما أردت مساعدتها، كانت قد دخلت في حالة من الاكتئاب".
أطفال يمثلون الاستمتاع
أطفال يمثلون الاستمتاع
نحن كآباء نحاول إلى الأبد تحسين أطفالنا. نريدهم أن يتفوقوا أكاديمياً ونريدهم أيضاً أن يكونوا استثنائيين في الرياضة أو الرقص أو أي نشاط آخر خارج المنهج. في هذه العملية، ينتهي بنا الأمر إلى خنقهم في أوقات فراغهم. في الواقع، يطلب معظم المدربين من الآباء التراجع والتفكير مليّاً، من دون أن يصرخوا على أطفالهم ليحسنوا من أدائهم.
فهناك بعض الأطفال يمثلون الاستمتاع بالنشاط الذي يفرضه الآباء، أو يدعون أنهم يفهمون المادة الدراسية، ويسارعون لحمل الكتاب إرضاء للأبوين، وليس لأنهم يحبون ما يفعلونه.
ماذا عليك أن تفعلي؟
امنحي طفلك حريته في الاختيار
1 – شاركي طفلك، واعرفي ما يحبه لينجح فيه.
2 – لا تكوني سلطوية، ولا تهاجميه ولا توبخيه.
3 – إذا رأيت طفلك يبتعد عنك، فهو في الواقع يحاول أن يترك مساحة بينك وبينه، وأن يجد هويته، فلا تقتحمي خصوصيته.
4 – امنحي طفلك حريته في الاختيار، فهذا يقوي من كيانه، وقدرته على التحكم في حياته.
5 – أعطي طفلك حرية قراراته، فهذا يجعله ينمو بشكل صحي، ليصبح واثقاً ومستقلاً بنفسه عندما يكبر.