طالبان تنفذ أول إعدام علني منذ عودتها للسلطة في أفغانستان
نشرت في: 08/12/2022
نص:فرانس24تابِع
بعد أسابيع على أمر القائد الأعلى في أفغانستان بتطبيق الشريعة الإسلامية بكل جوانبها، نفذت حركة طالبان أول إعدام علني الأربعاء بحق أفغاني أدين بارتكاب جريمة قتل. وأثار الحكم موجة من التنديد الدولي حيث عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن "قلقه الشديد" فيما نددت باريس "بأشد العبارات" بالحكم.
للمرة الأولى منذ عودتها إلى السلطة في أفغانستان، وبعد أسابيع فقط على أمر القائد الأعلى بتطبيق الشريعة الإسلامية بكل حذافيرها، نفذت طالبان أول إعدام علني الأربعاء بحق أفغاني أدين بارتكاب جريمة قتل. وتوالت الإدانات الدولية لهذا الإعدام وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن "قلقه الشديد".
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان إن "المحكمة العليا تلقت أمرا بتنفيذ أمر القصاص هذا خلال تجمع عام للسكان"، في إشارة إلى مبدأ "العين بالعين" في الشريعة الإسلامية.
وأشار البيان إلى أن المحكوم اسمه تاجمير، ابن غلام سروار، كان متهما بقتل رجل وسرقة دراجته النارية وهاتفه النقال. وأضاف البيان "في وقت لاحق، تعرف أهل الراحل على هذا الشخص" وكان يقيم في إقليم أنجيل بولاية هرات (غرب) وقد أقر بذنبه.
وأوضح الناطق باسم طالبان أن حكم الإعدام نفذه والد الضحية الذي أطلق النار ثلاث مرات على المحكوم برشاش كلاشنيكوف. وحضر عشرات الموظفين الرسميين في القضاء ومسؤولون من طالبان تنفيذ حكم الإعدام.
وأكد القادة الجدد للبلاد أن القضية درست بشكل معمق من قبل مختلف المحاكم (البداية ومحكمة الاستئناف والمحكمة العليا) قبل أن يصادق القائد الأعلى لطالبان هبة الله أخوند زاده على الحكم. وقال الناطق باسم طالبان إن "هذه القضية درست بعناية فائقة".
وفي منتصف تشرين الثاني/نوفمبر أمر أخوند زاده القضاة بتطبيق كل جوانب الشريعة الإسلامية، وخصوصا عمليات الإعدام العلنية والجلد والرجم، إضافة إلى بتر أعضاء اللصوص.
وقال بحسب ما أورد الناطق باسم زعيم طالبان على لسانه في تغريدة "ادرسوا جيدا ملفات اللصوص والضالعين في عمليات خطف ومثيري الفتن". وأضاف "أنتم ملزمون بتطبيق الحدود والقصاص بالنسبة للملفات التي استوفت جميع الشروط التي تضعها الشريعة لذلك".
"الشريعة من أجل الوحدة"
وقال كريم باكزاد الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (إيريس) لوكالة الأنباء الفرنسية "مع هذا الإشعار الرسمي بتطبيق ما هو مكتوب، يذكر هبة الله أخوند زاده بأن القانون الوحيد على وجه الأرض هو الشريعة وأنه ما على البشر إلا تفسيرها".
فيما تواجه طالبان اليوم مقاومة حتى من داخل النظام نفسه، يشير الباحث إلى أن "الشريعة التي هي الأساس الأيديولوجي للحركة هي وسيلة للجمع بين الناس وخلق وحدة".
"قصاص ظالم"
من جانب آخر، قالت الناطقة باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني تريمبلاي في تصريح صحافي إن غوتيريس عبر عن "قلقه الشديد" إزاء تنفيذ أول حكم إعدام علني في أفغانستان منذ عودة طالبان إلى السلطة. وقالت "موقفنا لم يتغير أبدا، الأمم المتحدة تعارض عقوبة الإعدام. بالتالي ندعو إلى العودة إلى تجميد عقوبة الإعدام في البلاد".
كما نددت باريس "بأشد العبارات" بهذا الإعدام العلني. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن "فرنسا تدين بأشد العبارات الإعدام العلني الذي نفذته حركة طالبان هذا اليوم". وأضافت "هذا القرار الشنيع يضاف إلى العديد من الانتهاكات الأخرى للحريات الأساسية التي ترتكبها طالبان بحق أفغانيات وأفغان منذ تسلمها السلطة بالقوة في آب/أغسطس 2021". وقالت في بيان إن "فرنسا تذكر بمعارضتها الدائمة لعقوبة الإعدام في كل الأماكن وتحت أي الظروف" و"تبقى ملتزمة بتصميم في سبيل إلغاء هذا القصاص الظالم وغير الإنساني في العالم".
ونفذت حركة طالبان عدة عمليات جلد علنية منذ توليها السلطة في آب/أغسطس 2021 لكن إعدام الأربعاء هو الأول الذي يعترفون به. وقالت أوغاي آميل الناشطة الأفغانية في سبيل حقوق الانسان لوكالة الأنباء الفرنسية إن "هذه العقوبات محظورة في جميع أنحاء العالم من غير الإنساني رؤية ذلك".
واعتبرت واشنطن أنه بهذا الإعدام الذي وصفته بـ"البغيض"، لم تفِ طالبان بوعودها لبقية العالم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في مؤتمر صحافي "هذا يظهر، من وجهة نظرنا، أن طالبان تسعى للعودة إلى ممارساتها الرجعية والعنيفة في التسعينيات".
فرانس24/أ ف ب