المشرفين القدامى
تاريخ التسجيل: October-2022
الجنس: ذكر
المشاركات: 36,472 المواضيع: 26,311
آخر نشاط: 1/November/2023
توقيف رئيس البيرو بيدرو كاستيو بعد مصادقة البرلمان على عزله بتهمة "العجز الأخلاقي"
توقيف رئيس البيرو بيدرو كاستيو بعد مصادقة البرلمان على عزله بتهمة "العجز الأخلاقي"
نشرت في: 07/12/2022
نص:فرانس24تابِع
أعلنت النيابة العامة في بيرو توقيف الرئيس اليساري بيدرو كاستيو بعدما صادق البرلمان على عزله الأربعاء من منصب رئيس الجمهورية بتهمة "العجز الأخلاقي" وأقاله متجاهلا قراره بحل هذه الهيئة التشريعية قبل ساعات، فيما وصفته واشنطن بـ"الرئيس السابق". وبعد ساعات، أدت نائبته دينا بولوارتي اليمين الدستورية لتولي منصب الرئيس المؤقت. وواجه الرئيس كاستيو، أستاذ المدرسة السابق الذي تولى السلطة بشكل غير متوقع من النخبة السياسية التقليدية في بيرو، أزمات متواصلة مع تعديلات حكومية متكررة وتحقيقات بالفساد واحتجاجات منذ انتخابه في تموز/يوليو الماضي.
أوقفت النيابة العامة في بيرو الرئيس بيدرو كاستيو بعد عزله من منصب رئيس الجمهورية وتعيين نائبة الرئيس مكانه.
وقالت منسقة فريق المدعين العامين المكلفين بملف الفساد الحكومي ماريتا باريتو، إن كاستيو الذي عزله البرلمان بعيد ساعات على إصداره قرارا حل بموجبه هذه الهيئة التشريعية هو "موقوف".
ووُضع كاستيو رهن الاعتقال في مركز للشرطة في ليما الخميس، وأظهرت صورٌ الرئيس المعزول جالسا على كرسي محاطا بالمدعين وعناصر الشرطة.
وقرر برلمان بيرو الأربعاء عزل الرئيس اليساري كاستيو بتهمة "العجز الأخلاقي" وأقاله متجاهلا قراره بحل هذه الهيئة التشريعية قبل ساعات.
وأفادت وسائل الإعلام البيروفية بأنّ كاستيو نُقل لاحقا بطائرة هليكوبتر إلى قاعدة للقوات الخاصة التابعة للشرطة في ليما، حيث من المتوقع أن يُحتجز لمدة 15 يوما كحد أقصى. وجاء ذلك فيما قامت النيابة العامة بتفتيش القصر الرئاسي مساء الأربعاء.
وأدت السياسية دينا بولوارتي اليمين الدستورية لتولي منصب الرئيس المؤقت بعد ساعات من عزل كاستيو.
وكررت دينا بولوارت خلال حفل تنصيبها أمام نواب البرلمان حيث كانت تضع الوشاح الرئاسي لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة البيرو، أنه كانت هناك "محاولة انقلاب روج لها بيدرو كاستيو، ولم تجد أي صدى في المؤسسات الديمقراطية ولا في الشارع".
وقالت المحامية البالغة 60 عاما والمنتمية لحزب كاستيو نفسه (بيرو الحرة) "أتولى (السلطة) وفقا لدستور البيرو من هذه اللحظة" وحتى "تموز/يوليو 2026"، أي الوقت الذي من المقرر أن تنتهي فيه ولاية كاستيو.
وسارعت الولايات المتحدة للإعلان أنها لم تعد تعتبر بيدرو كاستيو رئيسا للبيرو. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس للصحافيين "ما فهمته هو أنه بالنظر إلى ما قام به البرلمان فهو الآن الرئيس السابق كاستيو"، مضيفا أن المشرعين اتخذوا "إجراءات تصحيحية" تماشيا مع القواعد الديمقراطية.
وقال مصدر قضائي لوكالة الأنباء الفرنسية إنه جرى فتح تحقيق بشأن "تمرد" بحق كاستيو الذي حكم البلاد لمدة 17 شهرا فقط.
ويُضاف هذا التحقيق إلى ستة تحقيقات أخرى تستهدفه في قضايا فساد أو استغلال النفوذ، والتي اتهم بها أفرادا من عائلته وحاشيته السياسية.
"انقلاب"
وأعلن كاستيو الذي واجه ثالث محاولة لعزله خلال فترة حكمه القصيرة، في خطاب متلفز للأمة أنه حل البرلمان وسيحكم عبر مرسوم، في ما اعتبر بمثابة انقلاب.
كذلك، أعلن تشكيل "حكومة طوارئ استثنائية" وأراد "الدعوة (لتشكيل) كونغرس جديد يملك سلطات تأسيسية في أسرع وقت ممكن"، في مناورة تجاهلها البرلمان واستنكرتها الطبقة السياسية على نطاق واسع.
وأفادت الشرطة بأنّ كاستيو، بعد فشل محاولته حلّ البرلمان، كان ينوي اللجوء إلى السفارة المكسيكية وطلب اللجوء، ولكن تم القبض عليه قبل ذلك.
وقال رئيس المحكمة الدستورية فرانسيسكو موراليس "اليوم، كان هناك انقلاب سياسي وفق الأسلوب المحض للقرن العشرين، معتبرا أن "لا أحد يدين بالطاعة لحكومة مغتصبة".
من جهته، قال المحلل السياسي المستقل أوغوستو ألفاريز لوكالة الأنباء الفرنسية إن كاستيو "انتهك المادة 117 من الدستور البيروفي و(كان) غير قانوني. هذا انقلاب ذاتي".
واجه الرئيس الذي كان أستاذ مدرسة وتولى السلطة بشكل غير متوقع من النخبة السياسية التقليدية في بيرو، أزمات متواصلة مع تعديلات حكومية متكررة وتحقيقات بالفساد واحتجاجات منذ انتخابه في تموز/يوليو الماضي.
وقال الرئيس البالغ من العمر 53 عاما "هذا الوضع الذي لا يحتمل لا يمكن أن يستمر" معلنا أنه "يحل البرلمان مؤقتا وينصب حكومة طوارئ استثنائية". وأضاف أنه سيدعو إلى جلسة لبرلمان جديد "في أسرع وقت ممكن لصياغة دستور جديد خلال فترة لا تتجاوز تسعة أشهر".
وأوضح أنه إلى حين تشكيل برلمان جديد ستحكم البلاد "عبر مرسوم" وسيتم فرض حظر تجول بين الساعة العاشرة مساء والرابعة صباحا.
لكن النواب اجتمعوا لمناقشة مذكرة العزل ووافقوا عليها بغالبية 101 من الأصوات من أصل 130 في جلسة بثها التلفزيون بشكل مباشر.
"عودة الحياة الديمقراطية إلى طبيعتها"
تجمع مئات المتظاهرين بشكل سلمي أمام البرلمان.
وقالت العاملة جوهانا سالازار البالغة 51 عاما "لقد تعبنا من هذه الحكومة الفاسدة، من هذه الحكومة التي تسرقنا منذ اليوم الأول".
في المقابل، جاء آخرون للدفاع عن كاستيو والدعوة "إلى احترام تصويت الشعب"، مثل سيسي الموظفة في البلدية البالغة 50 عاما، والتي قالت إنه "منذ وصول الرئيس، أذلوه، لم يقبلوا رئيسا قادما من المحافظات"، في إشارة إلى المدرس السابق في المناطق الريفية لمدة 24 عاما، والمبتدئ في عالم السياسة.
على الإثر، أعلنت الولايات المتحدة أنها لم تعد تعتبر بيدرو كاستيو رئيسا للبيرو. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس للصحافيين "نرفض رفضا قاطعا أي عمل ينتهك... أي دستور أو أي عمل من شأنه تقويض الديمقراطية".
من جانبه، قال الرئيس البرازيلي المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إنه "من المؤسف دائما أن يواجه رئيس منتخب ديمقراطياً مثل هذا المصير"، لكنه أعرب عن سروره بأنه "تم تنفيذ كل شيء ضمن الإطار الدستوري".
واستنكرت الحكومة الإسبانية والأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية لويس ألماغرو "خرقا في النظام الدستوري" في محاولات كاستيو، بينما رحبت مدريد "بعودة الحياة الديمقراطية إلى طبيعتها".
خلافات مع البرلمان
وكان رئيس البرلمان خوسيه وليامز زاباتا قد دعا إلى عزل كاستيو "بسبب العجز الأخلاقي" بعدما حاول الرئيس "حل البرلمان ووقف مهامه في خطوة غير دستورية".
وكان البرلمان الذي تهيمن عليه المعارضة التي تشغل 80 مقعدا، بحاجة إلى 87 صوتا لتمرير المذكرة.
وأصبح كاستيو ثالث رئيس منذ 2018 يتم عزله بموجب بند "العجز الأخلاقي" الوارد في الدستور.
وفي وقت سابق، حضت واشنطن الرئيس البيروفي على العودة عن قراره حل البرلمان وهو إجراء نددت به نائبته دينا بولوارتي معتبرة أنه يشكل "انقلابا".
وكتبت السفيرة الأمريكية في ليما ليزا كينا أن "الولايات المتحدة تحض بقوة الرئيس (بيدرو) كاستيو على العودة عن محاولته حل البرلمان وإفساح المجال للمؤسسات الديمقراطية للعمل بموجب الدستور".
وكان كاستيو في صراع سلطة مع البرلمان منذ أن رفع المدعي العام شكوى يتهم فيها كاستيو بترؤس منظمة إجرامية تشمل عائلته وحلفاءه وتقوم بمنح عقود عامة مقابل المال.
ويواجه كاستيو تحقيقا في ست قضايا فساد بما يشمل اتهامات ضد عائلته وأوساطه السياسية لكن لم يكن من الممكن محاكمته وهو في السلطة خصوصا أن ولايته تنتهي في 2026.
وأفلت بيدرو كاستيو من محاولتي عزل بسبب "العجز الأخلاقي" وكان آخرها في آذار/مارس 2022. وكان قد أطيح سابقا برئيسين هما بيدرو بابلو كوتشينسكي (يمين) في العام 2018 ومارتن فيزكارا (وسط)
في ذلك الوقت، اتهمته المعارضة بالتدخل في قضية فساد يعتقد أن مقربين منه تورطوا فيها وبـ"الخيانة" بعدما أعلن استعداده لإجراء استفتاء على منح منفذ إلى المحيط الهادئ لبوليفيا المجاورة التي لا تطل على البحر.
كما حملته مسؤولية تكرار الأزمات الوزارية وتشكيل أربع حكومات في ثمانية أشهر وهو أمر غير مسبوق في بيرو.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز