القياس في النحو
القياس لغة التقدير نقول قاس الشيء بغيره وقاسه عليه ويقيسه قيسا أي يقدره تقديرا وقيس رمح أي قدر رمح
ويقال للمقدار مقياس ويقال قست الشيء بالشيء قدرته على مثاله فانقاس
وهو في اصطلاح النحاة (حمل غير المنقول على المنقول إذا كان في معناه )ذكره السيوطي في الاقتراح
وقد كانت بداية القياس على يدي عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي الذي قيل عنه أنه أول من مد فروع النحو واعتمد على القياس
والعلل وقد كان القياس في بداية أمره يعتمد على على الاستقراء حيث كان النحاة يعتمدون ما يطرد من الظواهر اللغوية
ويعتبرونها قواعد لا يجوز الخروج عليها ويردون ما دونها من الشاذ والنصوص المحمولة عليه
ومن ذلك ما روي عن الفرزدق حين أنشد:
وعض زمان بابن مروان لم يدع
من الناس إلا مسحتا أومجلف
فقال له الحضرمي :على أي شيء ترفع مجلف ؟ فقال له الفرزدق :على مايسوؤك وينوؤك
والحضرمي يستنكر الرفع هنا لأنه لم يرد عن العرب والنصب أولى
وممن نهج نهجه تلميذه عيسى بن عمر حيث كان يأخذ ما يطرد من اللغة ويلقي ما سوى ذلك
ورد عنه أنه هو الذي خطأ النابغة الذبياني حين أنشد فبت كأني ساورتني ضئيلة
من الرقش في أنيابها السم ناقع
وكان الصواب عنده أن يقول :السم ناقعا
وهكذا كان النحاة البصرييون من أمثال أبي عمرو بن العلاء وسيبويه حيث كان الأول يعتمد على الأكثر مما ورد عن العرب
ويسمي مادونه لغات
وكان الثاني يأخذ بالمطرد من كلام العرب ويجعل ما خالفه شاذا لا يقاس عليه
وكان نحاة الكوفة أكثر اهتماما بالقياس من نحاة البصرة حتى قال كبيرهم الكسائي
إنما النحو قياس يتبع
وبه في كل أمر ينتفع
فقيل عنه إنه أفسد النحو