تحليل مباراة المغرب وكندا.. كيف انتزع الأسود التأهل التاريخي في المونديال؟
الخميس 2022/12/1
منتخب المغرب في كأس العالم 2022
حقق منتخب المغرب فوزا ثمينا على نظيره الكندي (2-1) في الجولة الأخيرة من مجموعات كأس العالم 2022، ليتأهل إلى ثمن النهائي.
المنتخب المغربي رفع رصيده إلى 7 نقاط في صدارة ترتيب المجموعة السادسة، ليتأهل لدور الـ16 من بطولة كأس العالم 2022.
وباتت هذه هي المرة الثانية التي يتأهل فيها "أسود الأطلس" إلى ثمن نهائي المونديال، بعد نسخة 1986 في المكسيك. وفيما يلي تستعرض "العين الرياضية" خلال السطور التالية، أبرز النقاط الفنية من مباراة المغرب وكندا في كأس العالم.
بداية "نارية" واستغلال الأخطاء
وشهدت تشكيلة المغرب عودة ياسين بونو لحراسة عرين "أسود الأطلس"، في المقابل أجرى وليد الركراكي تغييرا في وسط الملعب من خلال مشاركة عبد الحميد صابري على حساب سليم أملاح.
وليد الركراكي بدأ اللقاء برسم تكتيكي 3-4-3 يتحول أحيانا عند الهجوم إلى 4-3-3، وفي حالة الدفاع يتحول شكل المنتخب المغربي إلى 4-1-4-1.
وبدأ المنتخب المغربي اللقاء بتشكل مكون من ياسين بونو في حراسة المرمى، أمامه رباعي دفاعي يتمثل في أشرف حكيمي ورومان سايس ونايف أكرد ونصير مزراوي، وثلاثي وسط تكون من سفيات أمرابط والصابري وعز الدين أوناحي، بينما ظهر في الهجوم ثلاثي مكون من سفيان بوفال وحكيم زياش ويوسف النصيري. وضغط المنتخب المغربي على خصمه منذ الدقيقة الأولى من كافة أرجاء الملعب، ونتج عن ذلك تسجيل الهدف الأول بعد مرور 4 دقائق فقط عن طريق حكيم زياش الذي استغل خطأ حارس المرمى الكندي.
منتخب المغرب وضع الخصم في موقف حرج طوال الـ45 دقيقة الأولى، حيث كان يضغط عليه من الثلث الأخير في الملعب، بالإضافة إلى غلق جميع مفاتيح اللعب وعلى رأسها ألفونسو ديفيز، نجم بايرن ميونخ.
وفشل منتخب كندا في الخروج بالكرة أغلب أحداث الشوط الأول، وسط استحواذ واضح من "أسود أطلس" الذين نجحوا في تسجيل الهدف الثاني بالدقيقة 23 عن طريق يوسف النصيري.
واستمر المنتخب المغربي في الضغط بجميع أسلحته على الخصم، وكاد أن يسجل الكثير من الأهداف، خاصة من الجبهة اليمنى التي شهدت توهجا كبيرا من أشرف حكيمي وحكيم زياش.
صخرة الوسط
منتخب المغرب ظهر بأداء قوي ومشرف هجوميا ودفاعيا، ولكن سفيان أمرابط، لاعب المحور الدفاعي، كان أحد أهم العناصر في تحقيق الفوز على كندا على مدار الـ90 دقيقة.
أمرابط كان بمثابة "الصخرة" التي ارتكزت عليها قوة المغرب، حيث كان دائما ما يجهض محاولات الخصم بداية من منتصف الملعب وصولا بالثلث الأخير وتحديدا داخل منطقة الجزاء.
أمرابط كان له دورا كبيرا في إيقاف خطورة ألفونسو ديفيز، حيث كان دائما ما يقوم بالعمق الدفاعي خلف أشرف حكيمي وأحيانا قلبي الدفاع عند التقدم، خوفا من سرعة لاعب بايرن ميونخ.
فضلا عن ذلك، فإنه لعب دورا كبيرا في بناء الهجمة، عندما تتحول الطريقة إلى 3-4-3، حيث كان يلعب كقلب دفاع ثالث ويقوم بالنزول إلى منطقة الجزاء ليستلم الكرة ثم يبني الهجمة وهو ما أسهم في عدم فقدان الكرة بالثلث الدفاعي المغربي أغلب أوقات اللقاء.
خطأ الركراكي
الشوط الثاني، شهد تراجعا كبيرا وغير مبرر من المنتخب المغربي بفرمان فني من وليد الركراكي، رغم الأفضلية الفنية لـ "أسود أطلس" من بداية المباراة.
الركراكي جعل المنتخب المغربي يلعب على الهجمة المرتدة وكان يواجه الخصم من بداية نصف ملعبه مع وجود لاعب واحد في الأمام إما يوسف النصيري أو حكيم زياش. وأسهم ذلك في عودة منتخب كندا للمباراة، حيث كان الأكثر خطورة في الشوط الثاني، واستحوذ على الكرة وتناقلها يمينا ويسارا وهدد مرمى المغرب في كثير من الأحيان، وكان قريبا من وضع هدف التعادل ولكن العارضة أنقذت "الأسود".
وبدلا من أن يستعيد توازنه بالهجوم والضغط، تراجع بشكل أكبر فقد حول الطريقة إلى 4-5-1 في الربع ساعة الأخيرة بإخراج حكيم زياش وسفيان بوفال والدفع بمهاجم وحيد عبدالرزاق حمدالله.
ولم يتغير شيئا وظل المنتخب الكندي الأخطر حتى النهاية لكنه فشل في منع المغرب من فرحة تاريخية، كان وليد الركراكي سيكون المتسبب الأول في إفسادها.