يابنيْ زَغَاوةَ هَلّا عُجْتُما العِيسَا
نُـحـيِّ رسمًا وأَربـاعًـا أمَـالـيـسَا
بين الحَصيدِ وبين البرقتينِ لَقًى
يشكو الذّئابَ كما يشكو الهجاريسا
خالٍ عهيدٌ لما ألقى الزمانُ بـهِ
وكان في سالفِ الأيّامِ مأنوسا
كأنّ آثارهُ من طولِ ما لَعِـبـت
بهِ الحَراجفُ تسْطيراتُ إدريسَا
وقفْتُ فـيـهِ ولـم أمْـلـك لجـائحـةٍ
حلّت فؤادي سوى التّذرافِ تَنفيسَا
حتّى كأنّ دموعي من هَوًى وَجوًى
سكْبُ الغَمامَةِ تجتابُ الحَنادِيسَا
وما رأيتُ كـهٰـذا الشَّوْقِ عارضةً
تُـذِلّ عَـمْـرِيَ أحـرارًا قَـناعـيـسا
دارٌ لمن آنست وجدي وأعجبها
سُقمي وأضحكها خوفي الوساويسَا
ما مـرّ مـنـهـا خـيالٌ وهـيَ نـازحـةٌ
إلّا وبـتُّ شـريـدَ الـذّهـنِ مَـهْجـوسَا
غريبةُ الحُسْنِ سكرى اللْحظِ فاتنةٌ
أزرت (بـِبـُورانَ) إبـداعًـا (وبـلـقـيسا)
تَـسـبي القـلـوبَ وتُصميها متى رغبت
مـن الـرّجـالِ وإن كـانـوا الـعـتاريـسـا
تَـضُـنّ بالـوصـلِ دومًا وهْـي مُــدْرِكــةٌ
أنّ الجُـروحَ بـهِ مـن حُـبّـهـا تُـوسـَى
دَلًا عـلـيّ وإدلالًا بـمـا مَـلَـكَـت
مـنّـي وَرُبَّـتَـمـا قـد بِـتُّ مَـنْـفُـوسا
ماذا عليها هداها اللهُ لو سَمَحت
بوصلها وشفت ما كانَ ميؤوسا؟
إن كـان ظـنّ سُـليـمى أنّني لـعِـبٌ
فـيـهِ فـإنّي لألقى ما الـدّهـاريـسا
يا قلْبُ ويْحكَ من تشكو؟ ألم تَرَهم
زمّوا الرّكابَ كراديسًا كراديسَا
خَفّض عليك فقد بانت لذي قُذُفٍ
من البلادِ وأضحى العَتْبُ محبوسَا
ومَـهْـمَـهٍ نَـازِحٍ ضخمٍ جَـوانِبُـهُ
يُخالُ من ثَبْجهِ المُنقاضِ قَاموسَا
خَـالٍ مـن الإنسِ موحوشٍ أخي رِيَبٍ
يَعُودُ منهُ رشيدُ القومِ مألوسَا
قَطَعْتُ مُنْفَردًا عِـبْـريـهِ تَحْمِلُني
وجْنَاءُ خَيّسَتِ المَـومَـاءَ تَخْييسَا
حَـرْفٌ عُـذَافـرةٌ عَـيْـرانَـةٌ أُجُـدٌ
ترى الأماعزَ من عُظمٍ مُواعيسَا
كـأنّـمـا وطئت من غَربِها شَررًا
لـمّـا أطارت بخفّيها المَراديسَا
على قَرا مِثْلها أُمضي الهمومَ إذا
أمسى نصيبي من التّهويمِ مخلوســـا
سالم الخولاني