بعد المصالحة التركية المصرية.. إلى أين سيتجه الإخوان؟

الخميس 2022/12/1


علما مصر وتركيا - أرشيفية

مع كل خطوة للأمام في التقارب المصري القطري التركي، يتساءل الجميع إلى أين يتجه عناصر جماعة الإخوان الموجودون في إسطنبول؟
سؤال يفرضه الواقع، فقد ظلت الأراضي التركية والقطرية تشكل مأوى لكثير من أعضاء جماعة الإخوان، وعلى رأسها جبهة إسطنبول برئاسة محمود حسين، قبل أن تمثل تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان عن لقائه مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، وبعدها وزير خارجيته بقرب عودة السفراء "صفعة جديدة".

رؤية جديدة للقيادة التركية في التعامل مع مصر فرضت على تنظيم الإخوان واقعا وسيناريوهات مختلفة، سيحاول قادة جبهتي إسطنبول ولندن التعاطي معها، بعد أن بات سيناريو الإبعاد من الأراضي التركية الأقرب للواقع.
إعادة بناء الهيكل التنظيمي
وتعقيبا على ذلك، قال الباحث في الإسلام السياسي عمرو فاروق إن التنظيم سيتجه إلى لندن ويقوم بالبناء الداخلي وترميم جداره المتهدم.
وأضاف فاروق لـ"العين الإخبارية" أن الإخوان سيسعون إلى تنفيذ الأجندة التي أعدها إبراهيم منير، وهو إظهار الجماعة على أنها سلمية دعوية والبعد عن السياسة والسلطة في الدول العربية بشكل عام.
ولفت إلى أن أي نشاط معادٍ داخل تركيا سيقف بشكل تام، مشيرا إلى أن اتجاه الإخوان سيكون إلى بريطانيا وسويسرا كندا والسويد نظرا لوجود نشاط لهم هناك على الجاليات العربية والإسلامية رغم وجود بعض التضييقات مؤخرا.
وأشار إلى أن الإخوان سيستفيدون من المظلات القانونية لهم في أوروبا، مضيفا أنهم يستثمرون علاقتهم في دوائر صنع القرار بتلك البلدان.
وأكد الباحث في الإسلام السياسي أن جبهة منير ربما تضم العديد من شباب الإخوان والذين سيغادرون تركيا، والعمل على إعادة بناء الهيكل التنظيمي لمدة 5 سنوات قادمة.
وأكمل أنه خلال السنوات المقبلة سيكون الإخوان مجرد "جماعة بيانات فقط"، ولن يدخلون في صراعات أو منافسات سياسية والدخول في توائمات بالدول العربية.
أوروبا وأفريقيا
واتفق مع فاروق، الكاتب والباحث في الحركات المتطرفة عمرو عبدالمنعم، حيث رأى أن الإخوان أدركوا ما يحدث منذ فترة وأعدوا بعض الملذات في أوروبا على رأسها بريطانيا وفرنسا.
وفي حديثه لـ"العين الإخبارية" أوضح فاروق أن بعض الملذات هي كندا وماليزيا ودول أفريقية، لافتا إلى أن هناك عددا من الأماكن الآمنة التي تحتوي على مشروعات اقتصادية وموجود بها كيانات للجماعة مسؤول عنها بشكل أساسي التنظيم العالمي للإخوان.
وأكمل أن هناك تكهنات كثيرة من الممكن حدوثها مثل السيناريو الباكستاني الذي حدث في عام 1994، وهو المطروح في الوقت الحالي.
وأشار إلى أن عودة العلاقات مع كل من تركيا وقطر والدبلوماسيين بشكل رسمي، مؤكدا أن الدول تبحث عن مصالحها التي من المستحيل أن تكون رفقة تنظيمات "تكفيرية ملوثة بالإرهاب".
نزاع الجناحين
الأمر ذاته، أكده الخبير في حركات الإسلام السياسي والمنشق عن الجماعة إسلام الكتاتني أنه في الغالب ستكون إحدى الدول الأوروبية هي المحطة القادمة لقيادات الإخوان.
ورجح الكتاتني أن تكون جماعة الإخوان قد بدأت في ذلك منذ فترة ونقلت قناة "مكملين" إلى لندن، تمهيدا لانتقال الأعضاء بعد المصالحة المصرية التركية وعودة العلاقات.
ورغم تأكيد الجميع على هجرة الكثير من أعضاء الجماعة إلى بريطانيا إلا أن الكتاتني رأى صعوبة انتقال جناح إسطنبول بقيادة محمود حسين إلى هناك، نظرا لوجود مجموعة منير، فالبديل له هي النمسا أو إحدى دول أوروبا الشرقية.
وأشار إلى أن اجتماع الجناحين المتنازعين في لندن سيشكل خلافا كبيرا وتضاربا مما يرجح الذهاب إلى دولة أوروبية أخرى.