*أسيرةُ الله*
هيَ زَينبٌ فإذا وَقَفتَ ببابِها
مَرِّغْ جَبينَكَ في ثَرَى أعتابِها
هيَ أحمدٌ هيَ حَيدرٌ ، هيَ فاطِمٌ
بِصِفاتِها ، هي زَينبٌ وَكَفَى بِها
تُملي على الأيامِ آيةُ صَبرِها
واللوحُ والأملاكُ من كُتَّابِها
طَلَّتْ على الدُّنيا بقُدسِ جَلالِها
فَبَكَتْ وَصَلَّت مريمٌ بِحجابِها
اليومَ إبراهيمُ بَشَّرَ أحمدًا
فيها وَطَافَ بمكَّةٍ وشِعابِها
اليومَ أحرارُ الخليقةِ أقبَلَت
بِجِراحِها، وَتَعَلَّقتْ بِركابِها
وأولوا النُّهى في المُعضِلاتِ تَؤُمُّها
وَتَطُوفُ حَولَ ضَريحِها وَجَنابِها
وَتَفاخَرَ الفِردَوسُ في مَولُودةٍ
أنوارُها صَلَّتْ على أَهدابِها
بالأمسِ وهيَ خَطيبةٌ عِملاقةٌ
هَدَّتْ يَزيدَ وَعَرشَهُ بِخِطابِها
وأسيرةٌ والدَّهرُ من أُسَرائِها
سُلطانَةٌ والشُّمسُ من حُجَّابِها
وَسبيَّةٌ وخِيامُها مَسلُوبَةٌ
في كربلا شُلَّتْ يَدا سلابُها
ثَبَتَت عَزيمتُها وَريثَةُ أمِّها
وَضُلُوعُها مَطعُونةٌ بحِرابِها
ذَلَّتْ أعاديها هناكَ وَحَكَّمَتْ
سَيفَ التَّجَلُّدِ زينبٌ بِرِقابِها
والصَّحبُ صَرعَى والحُسينُ مُضَرَّجٌ
والسَّهمُ مَعقُودٌ بعینِ شِهابِها
فَوَ حَقِّ كافِلِ ظَعنِها ولوائِهِ
وَدَمِ الرَّضيعِ وكربلا وَتُرابِها
أنسَتْهُ يُوسفَهُ وكلَّ مُصابِهِ
لو مَرَّ في يَعقوبَ بَعضُ مُصَابِها
لا أرضَ تُؤويها ولا دارًا لها
واليومَ كلُّ الأرضِ فيءُ رِحابِها
والمُكرمَاتُ مَزارُهُنَّ ضريحُها
والنَّيِّراتُ تَوَسَّمَتْ بِنِقابِها
الشاعر مهدي جناح الكاظمي