كان هنا أخوين يملكان حماراً يساعدهما في العمل، وكانا يحبانه كثيراً حتى إنه كان يملك اسما وهو (أبو الصبر)، وذات يوم بينما كانا في الصحراء مع الحمار أصابه التعب ووقع علي الأرض ومات.
حزن الأخوان كثيراً على الحمار حتى أنهما دفناه وظلا يبكيان على قبره، وعندما كان أحد المارة يسألهما: ما بهما؟ كانا يقولان (مات أبو الصبر)، فما كان من السائل إلا أن يشاركهم حزنهم ويبكي معهم ظانا أن (أبو الصبر) إنما هو شيخ جليل أو صاحب كرامات!

ومبالغة منهما في الحزن قاما ببناء خيمة علي قبره، ومع توالي الأيام بدأ الناس بزيارة الخيمة، وزاد عددهم ظناً أنه قبر لولي من أولياء الله، حتى أنهم بدأوا يغرقون الضريح بالصدقات والتبرعات!

أدرك الأخوان أن مزحتهما بدأت تؤخذ على محمل الجد، فاستغلا هذا وأنشئا غرفة من الحجر حول القبر، وأسمياه ضريح أبي الصبر، وصار مصدر رزقهم هو عقول أولئك الحمقى الذين يسعون وراء القبور.

ومرت الأيام وذات يوم عندما كان الأخوان يتقاسمان أموال التبرعات نشب بينهما شجار ذات مرة، فقال أحدهما لأخيه: سأطلب من الشيخ أبو الصبر أن ينتقم منك، فما كان من أخيه إلا أن أجاب مصعوقاً: أنت نسيت! احنا دافنينه سوا!"​