التضخم يجبر الألمان على التقشف.. وداعا للمياه المعدنية والأكل بالمطاعم



التضخم يلتهم أموال الألمان

أظهر مسح أجرته شركة أبحاث السوق "نيلسن آي كيو" أن 52٪ من المستهلكين في ألمانيا يشترون الآن المنتجات التي يحتاجون لها حقا فقط.
وأفاد المسح، الذي نُشرت نتائجه اليوم السبت وشمل أكثر من 10 آلاف شخص، أن حوالي 44٪ ممن شملهم الاستطلاع تخلوا عن المنتجات "الترفيهية أو الفاخرة"، بينما يحاول 31٪ تقليل زيارات المطاعم وتناول الطعام في المنزل بدلا من ذلك، فيما وافق حوالي 30٪ على العبارة التالية: "أنا أتسوق أقل".

وقال لوتار شتايبلين الخبير لدى "نيلسن آي كيو": "يستخدم الأفراد أيضا العديد من استراتيجيات التقشف الأخرى؛ فهم يقارنون بين الأسعار بشكل أكبر، ويولون المزيد من الاهتمام للعروض الخاصة، ويتحولون إلى منتجات أرخص مثل منتجات ذات علامات تجارية غير مشهورة أو يشترون من متاجر الأسعار المخفضة في كثير من الأحيان".


تغيير العادات الاستهلاكية
ويقوم العديد من المستهلكين أيضا بتغيير عاداتهم الاستهلاكية، على سبيل المثال استبدال الزبدة بالسمن والمياه المعدنية بماء الصنبور.
ووفقا للمسح، فإن حوالي 10٪ فقط من المستهلكين غير قلقين على الإطلاق بشأن التضخم - خاصة أصحاب الدخل المرتفع.


ويتملك الجميع في منطقة اليورو، بما فيك البنك المركزي الأوروبي خوف متصاعد من التضخم المتسارع.
وفي هذا الإطار قال لويس دي جيندوس نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي الأسبوع الماضي إن التضخم في منطقة اليورو سيحوم حول مستوياته الراهنة في الشهور القليلة المقبلة قبل أن يبدأ في الانخفاض في النصف الأول من 2023.
وأضاف خلال حدث مالي في ميلانو أن التضخم من المرجح أن يكون بلغ ذروته أو يقترب منها على كل حال.
مستوى تاريخي للتضخم
ارتفع التضخم في منطقة اليورو، التي تضم 19 دولة، بشكل حاد في أكتوبر/تشرين الأول 2022، إلى مستوى قياسي بلغ 10.6% من 9.9% في شهر سبتمبر الماضي.
وجاء ذلك بحسب بيانات نشرتها وكالة الإحصاء الأوروبية "يوروستات"، في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
وجاء التضخم المدفوع في الأساس بارتفاع أسعار الطاقة والغذاء أقل من التوقعات بارتفاعه إلى 10.7% على أساس سنوي.
وعلى أساس شهري، ارتفع معدل التضخم في منطقة اليورو بنسبة 1.5% خلال أكتوبر/تشرين الأول 2022 مقارنة بالشهر السابق عليه.
وارتفع أيضا معدل التضخم الأساسي -الذي يستبعد أسعار الطاقة والغذاء والكحول والتبغ- بنسبة 5% في أكتوبر/تشرين الأول الماضي على أساس سنوي، موافقا التوقعات، وذلك مقابل 4.8% في سبتمبر/أيلول الماضي.


وفي محاولة لكبح التضخم، رفع البنك المركزي الأوروبي، معدل الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس الشهر الماضي وذلك للمرة الثانية على التوالي بهذا المقدار حيث سبق أن رفعها 75 نقطة أساس في سبتمبر، بعد إعلانه في يوليو/تموز 2022 عن زيادة بمقدار 50 نقطة كانت الأولى منذ 11 عاما.
ويواجه المركزي الأوروبي تحديا كبيرا لخفض التضخم الذي يزيد على 5 أضعاف هدفه البالغ 2%، ومن المتوقع أن يظل فوق هذا المستهدف حتى عام 2024، وهو ما يزيد من مخاطر ترسخه عند هذه المستويات المرتفعة.