ان حلوان هي اقدم المدن الكوردية ، كانت ماثلة للعيان حتى القرن 8 هــ . وان اسم حلوان قد اشتق من اسم حاكمها : حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. ولكن اي ملك؟ ومتى عاش هذا الرجل المدعو حلوان ؟ اين مسقط رأسه ؟ كل هذه غير معروفة ولاشك ان هذه الرواية اسطورة عنصرية بحتة. ان مينتي ارجان وحلوان بنيتا من قبل كاواز (قباد) الساساني (488- 496) ، وهذا الخبر يناقض منطق التاريخ لانه وفق المنحوتات الاثرية كانت مدينة حلوان قائمة في عهد الكاسيين وقد ورد اسمها قبل 3 ألف سنة في النصوص العيلامية. عن باكانوف: ان ئاكوم الثاني الذي كان مشهورا بلقب كاك رم karime كان مۆسس السلسلة الجديدة لاسرة كاسي الملكية، حيث يعتبر نفسه البديل القوي ل خواشوكامونا وملك الكاسي والاكدي وبلاد بابل الواسعة المترامية الاطراف وملك باوان وءالمان والكوتيين. هذا ما ورد في المنجوتات التي تركها، وهدفه من ئالمان هو حلوان الواقعة على سفح جبل زاگروس الذي يقع على نهر سيروان (ديالى) . المستشرق كريشمن : ان الكاسيين في عهد ئامارنا استطاعوا ضمان حدود بلادهم في اطراف حلوان بعد عقد معاهدة مع ئاداد نيراري الاول الاشوري. ابوحنيفة الدينوري: كان اردوان بوراشبور الاشكاني حاكما ل ماهاي (همدان) ، ماسه به زان، ميهره كان وكوچه ك وحلوان. يعتقد البعض بان حلوان مدينة اشورية واسمها كان خالمان واعتبر البعض اسمها حولون وهو البشري باللغة العربية، ان اسم حلوان هو اسم كوردي بحت ، وكان من اساسه هه لمان الذي يفيد مع هه والان وانبثق منه، وفي هذه المنطقة ينابيع وعيون كبريتية (مياه معدنية) تنبعث منها الابخرة. ان اثار من هذه المدينة التي هي بالقرب من سه رپل الحالية جنوب ده رته نك التي اسمها اللاتيني هو زاگري پولا ، يطلق عليها العرب اسم عقبة حلوان (مضيق حلوان) فيها نخلتان متسقتان متقاربتان ، كتب الشاعر ابو مسلم بن مطيع بن اياس الكناني:
اسعداني يا نخلتي حلوان وابكياني من ريب هذا الزمان
ابن حوقل وياقوت: ان حلوان مدينة على سفح الجبل تطل على العراق وتعود الى العراق في الخارطة، حارة تكثر فيها اشجار النخيل والتين والرمان . ابن الواضح اليعقوبي: حلوان مدينة كبيرة مهيبة، اهلها متألفون، فتحت في عهد الخليفة الثاني. كانت حلوان قبل الاسلام يقول الروزبياني تقع وسط اقليم جبلي في محافظة
(خوسره شاه پيروز) وتتكون من المناطق التالية : حلوان – فيروز ابد- كوهستان- تا مه را- ئاريل- خانقين. في سنوات 16 الى 19 هـ بعد ان وقعت العاصمة الساسانية بيد المسلمين وفشل يزدي گورد ، كانت عاصمة يزدي هي حلوان. عام 21 هـ كان الفرس الذين مع يزدي گورد في مرو اخذوا يتبادلون الرسائل فيما بينهم، فارسل يزدي گورد رسائل الى ملوك (باب، سند ، خراسان ، حلوان) . حين اصبح الصحابي عمار بن ياسر واليا على الكوفة كتب الى جرير : امر الخليفة الثاني عمر (رض) ان تغادر انت حلوان وتتوجه لدعم ابو موسى الاشعري. ايام حكم يزيد بن معاوية عين كوثب بن شهاب بن حصين بن ذو الغيصة الحارثي رئيسا لاقاليم ماسبندان بشتكو ومهرجان وكوچگ وحلوان ودينور ونهاوند، وحين فتح المختار الثقفي الكوفة في 66 هـ عين شخصا يدعى ابن مالك البكرامي حاكما على حلوان وماسبندان وامره بمقاتلة الكورد وتعبيد الطرق للتنقل. في 77 هـ سويد ابن عبد الرحمن زعيم لحلوان. عام 96 هـ وصل مبعوث الخليفة سليمان بن عبد الملك وقتيبة بن مسلم الباهلي الى حلوان. عام 102 هـ طعن اتباع مسلمة بن عبد الملك في حملة لهم عثمان بن اسحاق الاشعثي وفروا الى حلوان. في 127 الى 129 هـ تمكن عبد الله بن معاوية بن جعفر الطيار من احتلال حلوان- كوهستان- همدان- قمس- اصفهان- ري، ثم قتل بامر من ابي مسلم الخراساني . 132 هـ حاكمها عبد الله بن علاء الكندي . 137 هـ اسقط جيش ابو مسلم الخراساني الدولة المروانية. 178 هـ ثار وليد بن طرفة التغلبي في جزيرة ابن عمر ضد الخليفة هارون الرشيد ، سار بقوة الى اذربيجان ووسع نفوذه الى حلوان وارض السواد. 196 هـ التقت قوات الامين والمأمون المتقاتلان على السلطة في حلوان . في 241 هـ انتشر نوع من الوباء (السعال والانفلونزه) في عدة مدن منها حلوان ، وقضت على اعداد كبيرة من الناس. في 248 هـ عين الخليفة العباسي المستعين بالله شخصا يدعى (ابو غاشه رابي) حاكما على حلوان. بعد معركة شديدة في 253 هـ عبر الشاعر مساورابن عبد الحميد الموصلي عنها:
فجعت العراق ببندارها وخرت البلاد باقطارها
وحلوان صحبتها غارة فقتلت اغرار غرارها
في 250 هـ عين موسى حاكما على منطقة حلوان حتى السوس( الشوش ) وبطن جوخ { من المعد: ان هذه التسمية قريبة جدا من تسمية جوخا او كويخا التي في قلوروس ، وحتى من الناحية الجغرافية فانها قريبة جدا، ولكن يجب القول ان هذا القول يحتمل الصواب والخطأ }. في 268 هـ حكم حلوان رجل اسمه عمر سيما ثم انيط حكم حلوان ب كيغلغ خليل بن رمال . كانت حلوان حتى 315 هـ احدى اقوى اقاليم سفوح جبال زاگروس ضد الخوارج ، ولم تخضع لهم. وفي نفس السنة في زمن الخليفة العباسي المقتدر بالله بسبب تهديد ابو طاهر القرمطي للعاصمة ، فرسكان العاصمة باقاليم حلوان وهمدان وواسط. 317 هـ ابن حمدان حاكم لحلوان. 319هـ جيش مرداويخ (مردئاويخ) سلب ونهب ممتلكات حلوان واخذ مجموعة من الاطفال والنساء اسرى. 328هـ توجه قائد جيش الخليفة العباسي الرضي بالله لحلوان لقمع حركة الكورد الثائرين. بعد حكم ابو الفتح محمد بن عيار لمدة 20 عاما مات في 401 هـ في مدينة حلوان ، كانت حلوان تحت سيطرة شخص كوردي يدعى ابو الشوك جده الاكبر من الاسرة العيارية العنازية التي كان زعيمها شاه زنگ. 348 هـ مات حسين البرزيكاني، 349 هـ حل محله ابنه حسنويه، وفرض سيطرته من همدان الى الاهواز ومن نهاوند الى هه ولير. 432 هـ وقعت حلوان تحت سيطرة حسام الدولة ابو الشوك محمد بن عيار. 435 هـ التجأ ملك عزيز ابو منصور بن جلال الدولة الذي كان صهر ابو الشوك عيار الى حلوان. 437 هـ غادر ابو الشوك حلوان والتجأ الى قلعة سيروان فدخل ابراهيم ينال حلوان واشعل النار في المدينة. 438 هـ استطاع بدر بن طاهر بن هلال بن بدر بن حسنويه الذي كان اخر رؤساء اسرة حسنويه ان يفرض سيطرته على حلوان بدعم من ابراهيم ينال السلجوقي، ثم اتفق سعدي مع ابراهيم ينال فشن هجوما على حلوان بجيش من عشيرة اخواله الشازه نگانيين وبجيش من الترك الذي ارسله ينال واحتل حلوان، ثم سلم سعدي به نده نيجين ( مندلي ) الى ابو الفتح بن ورام الجاواني . 439 توجه احمد بجيش نحو المنطقة ووجه قسم من الجيش نحو به نده نيجين، ثم احتل ابراهيم ينال قلعة سيروان وعاد من حلوان. 439 انتهى نفوذ اسرة حسنويه في دينور- كرماشان- حلوان. 440 هـ زحف جيش من بغداد على حلوان وحاصر القلعة ولكنه اخفق. 444 هـ قرر اخر ملوك آل بويه ان يتوجه الى حلوان ويحارب سعدي. 445 هـ عاد الاتراك الغوزيون الى حلوان . 446 هـ خرج بن اسحاق بامر من طغرل بك بقوة من الاتراك الغوزيون من حلوان متوجها الى ده سكه ره، عندما قرر طغرل بك التوجه الى الحج اصدر اوامره الى رؤساء دينور وحلوان والمن الواقعة على الطريق ان يهيؤوا المؤونة والاطعمة والعلف لمواشيه. 494 هـ حاكم حلوان ايلغازي بن ارتق من قواد جيش بركيارق، اطلق المستظهر بالله الخليفة العباسي سراح بركيارق واعتبر سلطان محمد ملكا حقيقيا وامر بذكر اسمه مع اسم الخليفة في خطبة الجمعة. 500 هـ توفي ابو الفوارس سرحاب بن بدر بن مهلهل العياري وحل محله اخوه ابو المنصور ، وقد حكمت الاسرة 130 سنة حلوان وكرمنشاه وغرب ايران. 539 هـ توفي السلطان طغرل بك السلجوقي ، ذهب الخليفة العباسي المسترشد بالله مع جيش في نفس العام من بغداد الى حلوان . 544 هـ زلزال شديد في حلوان وكما قيل ان احد الجبال زحف وتساوى مع الارض. 550 هـ عاد السلطان محمد عن محاصرة بغداد وعاد بسرعة الى همدان الى ان وصل حلوان. 614 هـ توجه خوارزم شاه الذي كان يسمى بعلاء الدين محمد تكش الى اقليم الجبال بقصد خلع الخليفة العباسي ابي العباس الناصر لدين الله ، فارسل لذلك قادته الكبار مع 15 ألف فارس ومنحه حكم حلوان. في هذا الوقت شعر لكمال اسماعيل:
مانند پنبه دانه كه در پنبه تعبيه است احرام كوهها است نهان درميان برف
الترجمة: وكما تغطي الجوزة القطن اختفت الجبال بين الثلوج.
655 هـ توجه هولاكو الى المنطقة ، وحالما وصل الملك بايجو الى حلوان ترك هناك مؤونته واعتدته.
ورد في دائرة المعارف الاسلامية : ان مدينة حلوان كانت خربة في القرن 7 هـ .
اسم تاشي خاتون اسم اطلفه المغول والتتار على حلوان.
ابن المستوفي: 745 هـ حلوان مدمرة، في القرنين 9 ، 10 هـ كان اقليم حلوان (ده رته نك) تحت حكم امراء كلهور وامراء اردلان، وكانت لفترة ما تحت حكم ابي بكر الروژبياني، في عهد شرف خان البتليسي كان اقليم حلوان بيد قباد بك ابن عمر بك سهراب بك الكلهوري الذي كان حاكما بامر السلطان العثماني سليمان القانوني وكانت نفوذه ممتدة من دينور الى حدود بغداد. ولقد سمی البعض النهر الذي بقرب سه رپيل زهاو بنهر حلوان.
لقد عثر في اقليم حلوان على الكثير من الاثارمنها محفور على صخر ترجع الى الشاه آنوبانيني وفيها الشاه يدوس برجله اليسرى على اسير لاحول له ولاقوة وياخذ من الالهة نيني الاسرى حيث ان احدهم وضعت السلسلة في منخريه ، ومن اسفله يشاهد 6 سجناء احدهم ملك، ولسوء الحظ ازالت المياه والاشياء الاخرى كتابة المنحوتة على المرمر. وهي كما يلي:
ان ئاننو بانيني الملك القوي ملك الولوبي ك- ئيم لقد حفر نصبه ونصب الالهة ني ني في جبل باتير (باد في جبل باتير{ بادير}) الذي حفر هذا النصب الذي هو أنوم ئانات وانكيت بلكيت وئه ده د وني ني وسين وساماس و..... ويلعن الذين، يلعنون ابناءه. ولقد اظهر الملك في المنحوتة البارزة لانوباديني بملابس اكدية بقلنسوة فاخرة حواشيها مظرزة بدانتيلات وحزام دقيق الصنع ومداس من نوع الصندل، ان الاسرى يلبسون الاقلانس وحدها. ان القلنسوة التاتاجية التي كانت في الالف ق- م اي قبل 3 ألف سنة خلت كانت خاصة بالماد الشرقيين، ثم اخذ منهم الفرس. لقد شيد بلاش بن فيروز الساساني 484- 488 م مدينتين احدهما بلاش آباد التي كانت قريبة من المدائن والثانية بلاش فراي القريبة من حلوان وهما الان خربتان وعلى هذه الحدود نقش تمثال على حجر لم يعرف عنه من خلال الحروف والنقوش والصور شيء، فلم يتمكنوا من قراءته وهو على تلة ، نوعه من المرمر الازرق، ولايوجد في هذا الاقليم من ذلك. وفي الوقت الحاضر ثمة قرية قرب تلك التلة عليها اسم ذلك النصب روون ولاش ، وقرب ذلك ثمة مكان للطراد يطلق عليه ولاش گورد، وان اثار جدران الصيد من الحجر على سفح جبل شاهق يسمى خورهند لا تزال ماثلة للعيان.
عرض : عدنان رحمن / كتب السيد الاديب محمد جميل روزبياني عن حلوان وحكامها في التاريخ باللغة الكوردية ، ترجمها الكاتب كمال غه مبار له الى اللغة العربية ونشرها بجزئين في م - كاروان الاعداد 46 ،47 في 1986