إن نويتِ الرحيل
فلستِ أسيرة..
أو أخترتِ البقاء
فليسَ لكِ في النفسِ سَريرة..
إن هامَ بكِ عقلي
ورقرقتْ عيني..
وإرتحلَ لقلبك ِ.. قلبي
دون إذني ..
فلن تكوني الأَخيرة !
أتعلمين إنكِ كنتِ لعيني
نور .. وقريرة ..
وأنكِ كنتِ لروحي
سلوىً مثيرة..
في موسمي الأخضر
كنتِ سِدّرةً كبيرة..
وفي شعائرَ عبادتي
كنتِ أهمَّ شعيرة !
أتعلمين أن عدّادَ عِشقُكِ
كانَ يتصاعدُ بوتيرة !
حتى حواسي التي لم أعدْ أشعرُ بها
كُنتُ بها ..
أراكِ..أسمعُكِ..ألمسُكِ..أتذ وقُكِ..أشمُكِ
رغمَ مأساتي المَريرة !
لِمَ تعبّد فيكِ الشيطان؟
وراوَدكِ بأوهامهِ الحَقيرة !
وكيف إستبدلتي ثوبَ الوداعةِ
بثوبِ أفعىً خطيرة !
أهديتِكِ بَقايا حروفي وسِنيَّ عُمري
وأشياءًا كثيرة ..
أحلامي معكِ .. كانت بريئة
كأحلامِ الأَميرة..
لكنّ الأنا .. الذي لمْ يفارقُكِ
أخذكِ بالجَريرة ..
لقائنا .. الذي لمْ نحظى بهِ
كانَ أُمنيةٌ صغيرة !
مداعبتي لشفتيكِ ذات مَساء
لم تكنْ شريّرة !
أطلالكِ .. إستباحت ذاكرتي
كأغنيةٍ شهيرة !
أما دموعكِ لن أُصدِّقَ دَعواها
فالصيف لا يذرفُ قَيضهُ
بأمطارٍ غزيرة !
قطراتُ نداكِ .. التي وأدتيها
قصيرةٌ جداً، كإستراحةِ الظهيرة !
قرار فراقنا ألهبَ لوعتي
كنيرانٍ سعيرة !
لذلكَ .. لا أحتاج إلاّ قَلمي ودَواتي
لأَخُطَّ .. حكايتي الكبيرة..
وأنتِ .. إبتسمي .. إنتشي
إبكي .. تكلمي .. ضاجعي !
ممتنٌ لكِ ..
سيدتي القديرة !!
من مذكراتي القديمة..