،حين ترى الفزع في عين طفلك المتوجِّس من عقوبة ستُوقِعها به بعد خطأ أَلَمَّ به، ثم لم يمنعك هذا الفزع الذي رأيته في عينه من إنزال العقوبة به =

⁉️فلا أدري أيّ شيء تحمل في ضلوعك، أهو قلب من لحم ودم أم قطعة من الحجر الصوّان؟

أذكر أنني ضربت ولدي الأكبر عبد الله ثلاث مرات في حياتي؛ ولأمور كنت أظنها جسيمة، لكنني ما إن تذكّرتها حتى تهمل عيناي بالدموع؛ فقد كانت هنالك خيارات أفضل ألف مرة مما فعلت..

وكثيرًا ما يُظلم الابن الأكبر في التربية؛ حيث يتعلّم الآباء الجدد التربية في هذا المسكين الأول، ويُجرّبون طرائقهم في التربية عليه.

فإذا كانت الصلاة التي هي عمود الدين، وآكد أركان الإسلام بعد التوحيد لا يُضرب عليها الطفل إلا لعشر؛ فأي جرم يمكن أن يقترفه الصغير ليُضرب؟

لكننا قوم نشأنا في ظروف استبدادية تسلّطية قاهرة؛ فتشبّعنا من دخانها وثقافتها السوداء،

ثم إنّ نفوسنا - لكثرة ما بها من ضغوط - تضيق، ولا تجد فسحة للتنفيس عن غيظها المكبوت إلّا في صغارنا المساكين،

فننتقم من الحياة في شخوصهم، ونفشل في مقارعة الجبّارين لجُبننا؛

فنأتي لنمارس نجاحًا كاذبًا بمقارعة الضعفاء، ولا ندري كم من الندوب ستبقي في جدران ذاكرتهم، وكم من الشروخ سنحفرها في شخصيات هؤلاء اليوافع.

إلى متى نظن أن التربية هي ذلك السيف المصلت على الرقاب؟

العقاب جاء به الشرع الحنيف..
لكن..
متى يُلجأ إليه؟
وكيف يُمارس؟
هذا ما لا نجسر على مواجهته.