ماذا أقول
لو أن هناك لغة أخرى تحتوى ما بين جنباتى
ولو أن هناك من الكلمات ما يلامس إحساسى
أو أن هناك حروف كالمطر تتساقط فتلاحق أنفاسى
أريد قولا بينا يدفع عنى ذلك المارد المحاصر أحلامى
فكل اللغات عجزت أن تصف قدر شعورى وغرامى
ماذا أقول
لم تعد تلك القصاصات تسعفنى
ولم تعد محبرتى تنجدنى
ولا قاموس اللغة يكفينى
ولا أقلامى تخط ما تريده يمينى
ولا فيض الاحساس يروينى
هل أقول
أن الحنين صار كالبحر الهائج
تتلاطم فيه الموجات وتتلاحق الصواعق
والقلب مسكين لا يحتمل تلك الكوارث
أم أقول
أنى فى ظل غيابك صرت كالزهر الذابل
كغروب الشمس تصمت فيه النوارس
كليل ساكن داكن لا تحيه الكواكب
أقول
أنك أيها الحلم البعيد
أيقظت بيا حنان وحنين
طغى وفاض وعبر جسور التكوين
فأنطق كل جزء بى وجعل منه أسطورة حب عظيم
أقول
ستبقى رغم المسافات شراعى لعبور المستحيل
ولوحتى التى ترسم ما قدر عليه الانين
وستبقى تلك اليد التى تربت على أيامى
فتنسينى ما أثقل الكاهل وما أضاع العمر سنين
أقول
ستظل بسمتى التى تنير لدنيايا الطريق
وشمعتى التى تلازم أحلام ليلى الطويل
وستبقى تلك الاغنية التى تملؤ كونى بذاك الامل البعيد
وستبقى ذلك الطفل يزرع البراءة فى بستان عمرى الحزين
أقول
سأترك ذلك كله سرا بينى وبينك
يكفينا أن هناك شئ يعبر عليه ما أريد قوله
فيصلك وتشعر به فتبقى الطير المغرد بين أشجار النخيل
والبلبل الشادى يصدح بما يحيى بيا القلب الجريح
والنشوة الكبرى وسط الفراغ المرير
أحمد شامخ ابو حامد