أعضاء لجنة تحكيم الدورة 19 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش (المهرجان الدولي للفيلم بمراكش)
اجتمع عشاق الفن السابع في فعاليات الدورة رقم 19 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بعد عامين من توقف اضطراري بسبب جائحة كوفيد-19.
وانطلقت هذه الدورة يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وتختتم غدا السبت في حفل كبير تمنح فيه النجمة الذهبية للمهرجان للفيلم الفائز بالجائزة الكبرى.
وجمع سحر السينما صناع الفن السابع من المغرب والعالم في المدينة الحمراء، حيث امتزجت تجارب سينمائية متنوعة ومختلفة، وكانت مناسبة التقى فيها مخرجون وممثلون شباب مع نجوم هذا الفن في لقاءات مباشرة ومفتوحة.
وأكد المدير الفني للمهرجان ريمي بونوم أن أبرز ما يميز الدورة 19 للمهرجان، هو الحضور القوي للسينما المغربية.
وقال بونوم، في تصريح لقناة إم 24 (M24) الإخبارية، التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن السينما المغربية تحضر خلال هذه الدورة بـ 15 فيلما، مبرزا أن الأمر لا يقتصر على الأسماء المغربية الأكثر شهرة في الساحة السينمائية الوطنية، وإنما أيضا المواهب الصاعدة في هذا المجال.
ممثلات مغربيات تألقن بالقفطان المغربي خلال مرورهن على السجاد الاحمر ((المهرجان الدولي للفيلم بمراكش)
عروض وورشات
تحولت مدينة مراكش إلى فضاء للعروض السينمائية، حيث تمكن عشاق الفن السابع من الاستمتاع بمشاهدة 76 فيلما تمثل 33 دولة وتجسد أجيالا وثقافات سينمائية متنوعة.
وتوزعت هذه الأفلام على أقسام المهرجان بين "المسابقة الرسمية" و"العروض الاحتفالية" و"العروض الخاصة" و"القارة 11″ و"بانوراما السينما المغربية" و"سينما الجمهور الناشئ" و"عروض ساحة جامع الفنا" إلى جانب الأفلام المعروضة في إطار التكريمات.
بالإضافة إلى تقديم عروض سينمائية، نظم المهرجان لقاءات مع فنانين وورشات خاصة تتعلق بتطوير المواهب والصناعة السينمائية من بينها "ورشات الأطلس" التي استفاد منها المخرجون من أفريقيا والعالم العربي.
وتواكب هذه الورشات -التي أطلقتها إدارة المهرجان سنة 2018- المخرجين الجدد الذين يعملون على مشاريعهم الأولى أو الثانية أو على فيلم روائي طويل ثالث.
أعضاء لجنة تحكيم الدورة 19 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش (المهرجان الدولي للفيلم بمراكش)
عودة قوية للمهرجان
تميزت هذه الدورة بتقديم عروض سينمائية في الهواء الطلق، حيث وُضعت شاشة ضخمة بساحة جامع الفنا الشهيرة بمراكش بهدف تقريب الجمهور من الإنتاجات السينمائية المغربية والعالمية ضمن قسم "عروض ساحة جامع الفنا".
ومكنت هذه المبادرة الجمهور المراكشي من اللقاء المباشر مع نجوم السينما الوطنية والعالمية والتقاط الصور معهم.
وأبدى الممثل المغربي ربيع القاطي سعادته بحضور المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بعد أن استرجع ديناميته وحركيته.
ولفت المتحدث -في اتصال مع الجزيرة نت- أن القائمين على مؤسسة المهرجان حرصوا على عودة قوية ومتوهجة، وهو ما ظهر من خلال تنوع العروض السينمائية وضيوف المهرجان الذين يمثلون من تجارب فنية مختلفة.
وأضاف "أن يكون رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية هو المخرج الإيطالي باولو سورينتينو، وأن يكون ضمن المكرمين المخرج جيمس جراي. فهذا يعني أن المهرجان عاد بقوة".
ويحضر الممثل ربيع القاطي في هذه الدورة بفيلم "30 مليون" الذي شارك في بطولته إلى جانب كل من رفيق بوبكر ويوسف المغاري وابتسام تسكت وغيرهم، وهو فيلم كوميدي من إخراج ربيع شجيد. وتصدر شباك التذاكر خلال عرضه في القاعات السينمائية سنة 2020.
الممثل المغربي ربيع القاطي في مهرجان مراكش ( المهرجان الدولي للفيلم بمراكش)
وتابع الجمهور هذا الفيلم في الهواء الطلق في ساحة جامع الفنا، حيث التقى مباشرة مع طاقم العمل بعد عرضه.
ويرى القاطي أن اللقاء المباشر مع الجمهور من أهم لحظات مهرجان مراكش وإحدى نقاط قوته، خاصة أن الجمهور المراكشي معروف بعشق السينما وتقديره للفن والفنانين.
وأكد على الحضور الوازن للفنان المغربي في فعاليات هذا المهرجان، معتبرا أن هذا الحضور يشكل قيمة مضافة ويعبر عن هوية المهرجان، وقال "بدون الجمهور المغربي والفنان والسينما المغربية لا يمكن أن تكون لهذا المهرجان هوية".
تكريم مسارات ملهمة
كرم مهرجان مراكش في هذه الدورة أربع شخصيات مهمة من عالم الفن السابع، تقديرا لمساراتها المهنية والفنية الملهمة والمتميزة.
كانت البداية خلال حفل الافتتاح، حيث تم تكريم النجم السينمائي الهندي "رانفير سينغ" الذي تسلم النجمة الذهبية من يد مستشارة رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش ميليتا توسكان دو بلونتيي.
ويعد "رانفير سينغ" من أهم وجوه السينما الهندية حاليا، وأكثرها شعبية بين الشباب إذ أظهر مهاراته ومواهبه الفنية في عدد من الأفلام الاستعراضية التي لعب فيها دور البطولة ومن أهمها فيلم "سيمبا" و"كولي بوي" و"سوريافانشي" و"بادمافات".
وكرم المهرجان أيضا المخرج وكاتب السيناريو الأميركي جيمس جراي -الذي سبق له ترؤس لجنة تحكيم الدورة الـ 17 للمهرجان- وتسلم درع التكريم من طرف النجمة الفرنسية ماريون كوتيلار.
النجم السينمائي الهندي رانفير سينغ خلال تكريمه في المهرجان (المهرجان الدولي للفيلم بمراكش)
وأخرج جراي عمله السينمائي الأول "ليتل اوديسا" وهو في عمر 25، وحاز عن هذا العمل جائزة النقاد في مهرجان دوفيل للسينما الأميركية، وجائزة "الأسد الفضي" بمهرجان البندقية السينمائي الدولي.
كما تم تكريم رائدة السينما المغربية الكاتبة والمخرجة فريدة بليزيد، التي تسلمت درع التكريم من الفنان المغربي يونس ميكري.
وخلف بليزيد تجربة سينمائية تمتد لأزيد من 40 سنة، وكانت بداياتها سنة 1976 عندما كتبت فيلم "جرحة في الحائط" للمخرج الجيلالي فرحاتي، وأخرجت الفيلم القصير "هوية امرأة" سنة 1979، كما أنها أول مغربية عملت في مجال الإنتاج السينمائي.
ويختتم المهرجان بتكريم الممثلة الأسكتلندية الشهيرة تيلدا سوينتون، الفائزة بجائزتي بافتا وأوسكار أفضل ممثلة في دور ثاني عن فيلم "مايكل كلايتون" لتوني جيلروي سنة 2007.
الهندي سينغ مع الجمهور بساحة جامع الفنا خلال تكريمه بالمهرجان (المهرجان الدولي بمراكش)
14 فيلما في المسابقة الرسمية
تنافس ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان 14 فيلما هي أفلام طويلة أولى أو ثانية لمخرجيها، مما يعكس توجه إدارة المهرجان لتشجيع المواهب الجديدة في السينما العالمية والترويج لها.
وتمثل الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية 14 دولة هي "الروح الحية" لكريستيل ألفيس ميرا من البرتغال، و"أشكال" ليوسف الشابي من تونس، و"أستراخان" لدافيد دوبيسيفيل من فرنسا، و"سيرة ذاتية" لمقبول مبارك من إندونيسيا، و"أزرق القفطان" لمريم التوزاني من المغرب، و"أغنية بعيدة" لكلاريسا كامبولينا من البرازيل.
بالأضافة إلى "بترول" لألينا لودكينا من أستراليا، و"حذاء أحمر" لكارلوس كايزر إيشلمان من المكسيك، و"رايسبوي ينام" لأنتوني شيم من كندا، و"أمينة" لأحمد عبد الله من السويد، و"حكاية من شمرون " لعماد علي إبراهيم دهكوردي من إيران، و"طعم التفاح أحمر" لإيهاب طربية من سوريا، و"برق" لكارمن جاكيي من سويسرا، و"الثلج والدب" لسيلسين إيرغون من تركيا.
وترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان المخرج الإيطالي باولو سورينتينو، الحائز على جائزة أوسكار عام 2014 عن فيلمه "لا غراندي بيليتسا".
وتضم في عضوية اللجنة المخرج الأسترالي جاستن كورزيل، والممثل الفرنسي طاهر رحيم والممثلة البريطانية فانيسا كيربي، والممثلة الألمانية ديان كروجر، والمخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي، والمخرجة المغربية ليلى المراكشي.