قَلبٌ يَذوبُ ومهجةٌ تَتَقطَّع
وجوًى يهيجُ به الفؤاد المولَعُ
لي بعد مَن سكن الغضا نار الغضا
تطوى على الزفرات منها الأضلع
ما زِلتُ تُصْبيني الصّبا بهبوبها
سَحراً وتبكيني البروق اللُّمَّعُ
وتهيجني الورقاء ما إنْ أصْبَحَتْ
تشدو على فنن الأراك وتسجع
تُملي عليَّ حديث فرط شجونها
في الشجوِ في صُحفِ الغرام فأطمعُ
وقضى ادِّكار الظاعنين بأنَّه
لا يستقرُّ لمستهامٍ مضجعُ
أرأيتَ أنَّ المزمعين على النوى
عزَموا على أخذ القلوب وأزمعوا
لو كنتَ يومَ البين حاضرَ لوعتي
لرأيت كيف تصوب تلك الأدمعُ
أشكو إليك وأنت أبصر بالهوى
ما أودعوا يا سعد ساعة ودّعوا
هم أهرقوا دمعي المصونَ وأوقدوا
في القلب غُلَّةَ وامقٍ لا تنقعُ
ولقد رعيتُ لهم هناك وما رَعوا
وحَفِظْتُ وُدَّهم القديم وضيَّعوا
وأخذت أذكرهم وبينَ جوانحي
كبدٌ تكادُ لما بها تتصدَّعُ
حُيِّيت يا دار الأحبَّة في اللوى
بحياً يصوبك في العشيِّ ويقلعُ
حتَّى يراقَ على ثراك فترتوي
بعد الظما تلك الطلول الخشـــعُ
عبد الغفار الأخرس