استمرار معاناة الجبايش .. والأهالي يطالبون بإنقاذهم من التصحر
في وقت اعلنت وزارة الموارد المائية انضمام مدينة الجبايش شرق الناصرية إلى مدن الأراضي الرطبة، طالب الاهالي بإنقاذهم من الجفاف والتصحر.
وذكرت وزارة الموارد المائية في بيان تلقته (المدى)، أن "وفداً من وزارة الموارد، تمكن من ضم مدينة الجبايش في محافظة ذي قار الى مدن الأراضي الرطبة العالمية".
وأضاف البيان، أن "ذلك جاء خلال أعمال المؤتمر الرابع عشر للأراضي الرطبة (COP14) والذي يعقد حالياً في جنيف".
وأشار، إلى أن "رئيس الوفد تسلم وثيقة الانضمام مصدقة من قبل رئاسة اللجنة التوجيهية لاتفاقية (رامسار) للأراضي الرطبة ولمطابقتها المعايير الدولية المطلوبة".
ولفت البيان، إلى "قيمة تلك المدينة البيئية والحضارية وتنوعها الاحيائي"، منوهاً الى أن "الدول المشاركة أبدت إعجابها بتلك المدينة وموقعها الاستثنائي".
ويقول عضو اللجنة المشرفة على الحملة الوطنية لإنقاذ الأهوار العراقية، بديع لبنان الخيون في حديث مع (المدى)، إن "إعلان انضمام مدينة الجبايش إلى مدن الأراضي الرطبة اشبه بالمزحة امام ما تتعرض له الاهوار العراقية، من جفاف واسع وازمة مياه قاتلة ناجمة عن سوء ادارة ملف المياه".
وتابع الخيون، أن "أهوار الجبايش سبق وان ادرجت ضمن لائحة التراث العالمي لكن للأسف لم تتم المحافظة عليها ولم تفِ الجهات الحكومية المعنية بالتزاماتها تجاه بنود هذه اللائحة".
ونوه، إلى أن "الادراج ضمن اللائحة العالمية يتطلب التزاما من الحكومة تجاه تلك المناطق والعمل على تطويرها وتنمية مواردها البشرية والاقتصادية فضلاً عن المتطلبات البيئية التي تحافظ عليها".
وأكد الخيون، أن "الاعلان عن انضمام مناطق من الاهوار الى اللائحة العالمية في ظل التفريط بتلك المناطق وغياب برامج لتنميتها والارتقاء بها يجعل الامر يدخل ضمن خانة الترويج الإعلامي".
وشدد، على أن "المحافظة على الاهوار وانقاذ حياة السكان المحليين من مخاطر الجفاف التي تتهددهم هي اهم بكثير من اي امر آخر".
وأفاد مسؤولون محليون منتصف الشهر الماضي باختفاء معالم أهوار الجبايش بسبب الجفاف، وتحدثوا عن ارتفاع خطير لمعدلات البطالة في صفوف سكانها، مؤكدين هلاك أعداد كبيرة من المواشي.
كشفت مديرية زراعة ذي قار الأسبوع الماضي عن وصول معدلات نفوق الجاموس إلى 4000 رأس، وأرجعت ذلك إلى جفاف 98% من مساحة اهوار المحافظة.
كما أكدت المديرية هلاك أكثر من 2550 رأسا من الابقار والاغنام، وتحدثت عن نفوق مجمل الثروة السمكية وتحول المئات من الصيادين الى عاطلين عن العمل.
وكان الاهالي في قضائي الاصلاح وسيد دخيل المتاخمتين لمناطق اهوار الناصرية حذروا مطلع الشهر الحالي من تفاقم تداعيات ازمة المياه وجفاف الاهوار على حياة السكان المحليين، وفيما اشاروا الى ان 150 ألف نسمة من سكان قضائي الاصلاح وسيد دخيل باتوا مهددين بالعطش، تظاهر المئات من اهالي قضاء الاصلاح للمطالبة بالحل.
بالتزامن مع الذكرى السنوية السادسة لانضمام الاهوار إلى لائحة التراث العالمي دعا مسؤولون ومنظمات بيئية في ذي قار في تموز الماضي الحكومتين المحلية والمركزية الى اعلان الاهوار منطقة منكوبة، وأكدوا جفاف معظم مناطقها ونفوق الاسماك والكائنات الحية ونزوح سكان القرى ومربي الجاموس، وطالبوا باستحداث هيئة عليا لإدارة الملف ترتبط بمجلس الوزراء.