المشرفين القدامى
تاريخ التسجيل: October-2022
الجنس: ذكر
المشاركات: 36,472 المواضيع: 26,315
آخر نشاط: 1/November/2023
انقسام أمريكي حول الحل الدبلوماسي لأزمة أوكرانيا.. هل يعقد الوضع؟
انقسام أمريكي حول الحل الدبلوماسي لأزمة أوكرانيا.. هل يعقد الوضع؟
سكان يحتضنون جنديًا أوكرانيًا في خيرسون - رويترز
مع دخول أزمة أوكرانيا شهرها التاسع ووسط تقدم قوات كييف، بات البحث عن حل دبلوماسي أقرب من أي وقت وخاصة مع اقتراب القتال نحو هدوء الشتاء.
إلا أن ذلك الحل والذي قالت تقارير صحفية، إن واشنطن تحاول دفع أوكرانيا إليه لأسباب عدة بينها الحفاظ على الدعم الغربي المقدم لها، لم تكن الإدارة الأمريكية نفسها متوافقة حوله، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وتقول الشبكة الأمريكية، إنه خلال المحادثات الداخلية حول الحرب في أوكرانيا، قاد رئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، في الأسابيع الأخيرة محاولات حثيثة للبحث عن حل دبلوماسي للأزمة التي دخلت شهرها التاسع.
إلا أنها قالت إن موقف ميلي لا يحظى بدعم واسع من فريق الأمن القومي للرئيس الأمريكي جو بايدن، بما في ذلك وزير الخارجية أنتوني بلينكين ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، مشيرة إلى أن أيًا منهما لم يعتقد أن الوقت قد حان للقيام بدفع جاد لإجراء محادثات بشأن أوكرانيا.
"مكاسب" أوكرانية
وقال مسؤولون في الإدارة الأمريكية على دراية بالمحادثات، في تصريحات لـ"سي إن إن"، إن المباحثات تزايدت داخل الإدارة الأمريكية حول ما إذا كانت المكاسب الأخيرة التي حققتها أوكرانيا في ساحة المعركة يجب أن تثير جهودًا متجددة، للسعي إلى نوع من التفاوض لإنهاء القتال.
جهود ميلي من أجل السلام لقيت قبولا بين الأمريكيين في الأيام الأخيرة بنفس الزخم الذي استقبلوا به استعادة أوكرانيا مدينة خيرسون، بحسب "سي إن إن"، التي قالت إن ميلي الذي أشاد بالجيش الأوكراني الذي دفع روسيا "إلى طريق مسدود"، أكد أن تحقيق نصر عسكري صريح بعيد المنال.
وقال ميلي: "عندما تكون هناك فرصة للتفاوض، وعندما يمكن تحقيق السلام، اغتنمها. اغتنم الفرصة".
وبحسب "سي إن إن"، فإن تصريحات ميلي أثارت مخاوف البعض بشأن الإدارة الأمريكية التي تبدو منقسمة في نظر الكرملين، مؤكدة أنه في حين أن بعض مسؤولي بايدن أكثر انفتاحًا على استكشاف الشكل الذي قد تبدو عليه الدبلوماسية، فإن المصادر تقول إن معظم كبار مسؤولي الدبلوماسية والأمن القومي قلقون من منح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي نوع من النفوذ على طاولة المفاوضات، ويعتقدون أن الأوكرانيين يجب أن يقرروا متى يجب عليهم ذلك.
"استسلام" أوكراني؟
وعندما سئل عن إمكانية إجراء محادثات، قال الرئيس بايدن في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء: "الأمر متروك للأوكرانيين. لا شيء يتعلق بأوكرانيا بدون أوكرانيا".
وفي المداولات الداخلية، يقول المسؤولون إن ميلي سعى لتوضيح أنه لا يحث على الاستسلام الأوكراني، بل يعتقد أن الوقت الحالي هو الوقت الأمثل للانطلاق نحو إنهاء الحرب قبل أن تستمر في الربيع أو بعده، مما يؤدي إلى المزيد من الموت والدمار دون تغيير الخطوط الأمامية.
وقال مسؤول مطلع على تفكير ميلي: "إنه لا يسارع إلى التفاوض مع روسيا أو الضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (..) إنها مناقشة حول وقف القتال من أجل نهاية سياسية".
لكن هذا الرأي لا تتبناه الإدارة الأمريكية على نطاق واسع، بحسب أحد المسؤولين الذي قال إن وزارة الخارجية على الجانب الآخر من خطة ميلي.
وقال أحد المسؤولين إن هذه الديناميكية أدت إلى وضع "فريد"؛ فالقادة العسكريون يدفعون بشدة من أجل الدبلوماسية أكثر من الدبلوماسيين الأمريكيين.
دعم أوكرانيا
يأتي موقف ميلي في الوقت الذي دفع الجيش الأمريكي بمزيد من الأسلحة الأمريكية لدعم الأوكرانيين، فيما يجوب العالم حاليًا بحثًا عن مواد لدعم أوكرانيا مع اقتراب فصل الشتاء - مثل السخانات والمولدات الكهربائية - مما أثار مخاوف بشأن المدة التي يمكن أن تستغرقها هذه الحرب.
وقال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة تعتزم شراء 100 ألف طلقة من ذخيرة هاوتزر عيار 155 ملم، من مصنعي الأسلحة الكوريين الجنوبيين لتزويد أوكرانيا بها، كجزء من جهد أوسع لإيجاد أسلحة متاحة للمعارك الشديدة الحدة التي تتكشف في أوكرانيا.
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس يوم الخميس ما إذا كانت وزارة الخارجية توافق على موقف ميلي، إلا أنه قال إن الولايات المتحدة مع زيلينسكي الذي قال إن هناك حاجة إلى حل دبلوماسي.
انفتاح أوكراني
يأتي النقاش الداخلي في الوقت الذي حث فيه كبار المسؤولين الأمريكيين - بمن فيهم سوليفان - أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة على الإشارة إلى أنها لا تزال منفتحة على المناقشات الدبلوماسية مع روسيا، حتى بعد أن وقع زيلينسكي مرسوماً في أوائل أكتوبر/تشرين الأول يستبعد إجراء مفاوضات مع بوتين.
وتتفهم الولايات المتحدة بوضوح سبب رفض زيلينسكي إجراء مفاوضات مع الدولة التي تهاجم أوكرانيا بشكل يومي، ولم يُظهر بوتين استعدادًا يذكر للدخول في مناقشات جادة أو تقديم أي تنازلات إلى كييف.
وبدلاً من ذلك، كان الهدف المباشر للولايات المتحدة هو تغيير استراتيجية المراسلة للتأكد من أن أوكرانيا يمكنها الحفاظ على الدعم الدولي الذي ساعدها على النجاح في ساحة المعركة حتى الآن.
وقال سوليفان في زيارة أخيرة لأوكرانيا: "ستكون الولايات المتحدة مع أوكرانيا طالما استغرقت هذه المعركة. لن يكون هناك تذبذب، ولا ضعف، ولا تراجع في دعمنا ونحن نمضي قدمًا".