هل يكتب فشل دعوات "11/11" السطر الأخير في حياة الإخوان؟



عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية - أرشيفية
السبت 2022/11/12
رغم كل الجهود والأموال التي رصدتها جماعة الإخوان الإرهابية للحشد للتظاهر يوم أمس، إلا أن المصريين أفشلوا تلك الدعوات بوعيهم.
وجاء اختيار الجماعة الإرهابية للدعوة للتظاهر بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 27" بمدينة شرم الشيخ، لإحراج الدولة المصرية أمام الحضور الدولي واسع النطاق والذي تجاوز 120 رئيس وقائد وزعيم، إضافة إلى قرابة 10 آلاف مدعو من كافة أنحاء العالم.

وأظهر المصريون وعيا وطنيا عاليا برفضهم لتلك الدعوات الأمر الذي مثل صفعة على وجه الإخوان وردًا قاطعًا على كل المشككين في وعي الشعب، وتأكد للجميع سقوط الجماعة فكرًا وتنظيمًا.


ولعل فشل التحريض الإخواني للمصريين على التظاهر يؤكد أن الجماعة كتبت بيديها الفصل الأخير في حياتها، وأن المصريين تجاوزوا الجماعة الإرهابية إلى المستقبل.
واستطلعت "العين الإخبارية" أراء العديد من الخبراء والباحثين المختصين في شؤون الجماعات الإسلامية، حول هل هناك ثمة مستقبل للجماعة بعد هزيمتهم وفشلهم هذه المرة كالمعتاد.
الفشل يدفع الإخوان لمزيد من الكذب
ثروت الخرباوي المفكر والكاتب والقانوني أشار إلى صعوبة اعتبار أن فشل الإخوان الأخير هو نهايتهم الأبدية، بل هو حدث هام للغاية سيدفع المصريين لقطع التفكير في الإخوان.
وقال الخرباوي إن "الدعوة للتظاهر تقوم على طرفين؛ الأول الإخوان: وهم الدعاة للنزول للشارع، والثاني هم المصريون الذين رفضوا الدعوة، وهو ما لا يعني توقف الإخوان عن المحاولة، بل سيحاولون مراراً وتكرارًا، ولا يعنيهم كم مرة فشلوا".


وأضاف الخرباوي أن "رفض الشعب المصري لدعاوي الفوضى يضع على عاتقنا جميعًا مسؤولية مواجهة جماعة الإخوان الإرهابية ومحو أي أثر فكري أو تنظيمي لها".
وأشار إلى أنه لا يجب انتظار أن ينهي الإخوان خطرهم بأيديهم، لأن هذا لن يحدث، مضيفا "لا يجب أن ننتظر تعديل الإخوان لطريقتهم ولا حسن اختيارهم لوسائلهم، فهذا لن يحدث".
واعتبر الخرباوي أن آثار الهزيمة ورفض الشعب سيتم معالجته داخل الإخوان بمزيد من الكذب، إذ سيقول لهم قادتهم إن ما قاموا به هي محاولة فاشلة ضمن محاولات، ربما تصيب إحداها لتحقيق غايتهم.
وأشار إلى أنه اعتادوا على إطلاق الأكاذيب والشائعات وأنهم لن ولم يعترفوا بأنه فعل غير أخلاقي مارسوه سواء في الماضي أو الحاضر وربما في المستقبل، فمنظومة القيم للإخوان، تم تكوينها بحيث تسمح لهم بارتكاب كل الجرائم دون أن يؤنبهم ضميرهم قيد أنملة.
ويتوقع الخرباوي أن تكرر الجماعة تلك الدعوات مرات عديدة ، وقال إن "كل من ينتظر أن يغير الإخوان من طبيعتهم الكاذبة المخادعة فهو واهم أو لا يعرفهم".
الفوضى.. وسيلة إخوانية معتادة
أما طارق البشبيشي الكاتب والباحث في الإسلام السياسي فذهب إلى أن الجماعة الإرهابية لن تتوقف عن محاولات هدم الدولة المصرية والدعوة للتظاهرات وفرض واقع فوضوي.
وقال البشبيشي "الفوضى والتهديد بالعنف هي وسائلهم المعتادة، بغض النظر عن قدرتهم على التنفيذ من عدمه، لأنهم يجنون مكاسب كبيرة من وراء دعواتهم للتظاهرات والوفوضي تتمثل في فرض اسمهم كقوة سياسية قادرة على التهديد، حتى لو كان التهديد صوتيا فقط".
وأضاف أن نهاية الإخوان بدأت بالفعل في 30 يونيو/حزيران 2013 عبر خطة زمنية متناسبة مع حجم الجماعة والدول التي تقف خلفها، مشيرا إلى أن مصر حققت نتيجة كبيرة في المواجهة مع الإخوان.
وأشار إلى أن الضربات الأمنية للتنظيم الإخواني الضخم أسفرت عن تفتته إلى 5 تنظيمات متناحرة، ونتيجة لفضح مؤامراتهم على الوطن، فقدوا القدرة على الحديث مع الناس وسقط خطابهم".
وقال "كانوا قبل 10 سنوات يكفيهم الإعلان عن مشاركتهم في أي فاعلية، أما اليوم فهم ينفقون أموالا ويحشدون أتباعهم بكل قوتهم ولا يتحرك معهم حتى أنصارهم".
وأكد أن نهاية الإخوان تنظيميًا وإعلاميًا اقتربت جدًا، وقال "لكن الأخطر هي أفكارهم التي غرسوها في المجتمع، والتي تحتاج إلى جهود مضنية لاجتثاثها".
خطة إخوانية طويلة المدى
أما هشام النجار الكاتب والباحث في الإسلام السياسي، فاعتبر أن الإخوان لديهم خطة بعيدة المدى، ومن الخطأ التعجل إعلان وفاة الجماعة الإرهابية الآن.
وقال النجار إنه "رغم الفشل المتكرر الظاهر على السطح والهزائم والانتكاسات المخزية التي قد تدفع لأن يصدر البعض حكمًا متعجلًا بانتهاء التنظيم، إلا أنه ومن المؤكد أن لديهم خطة وبرنامج هدفه العودة مجددا".
وأوضح أن خطة الإخوان تعتمد على عدة أدوات رئيسية منها نسيان المصريين لجرائمهم وخطاياهم في الحقبة السابقة، وهو خطأ تكرر سواء في حقبة السبعينات أو الثمانينات أو ما بعد ٢٠١١، لهذا هم كل فترة يقيسون ما إذا كان المصريون عازمون على نسيان ما ارتكبته الجماعة أم لا.


وقال النجار إن "الجماعة تراهن على احتمالية حدوث تغييرات في المشهد الداخلي بمصر يخدم مصالحها، ولذلك يحرصون على الظهور المتكرر في أي محاولات ولو محكوم عليها بالفشل من باب إثبات الوجود لا أكثر".
وأضاف أن "الجماعة تستخدم علاقتها بالقوى خارجية ، لتضغط بها على النظام المصري في ملفات عديدة، ولذلك تحرص باستمرار على البقاء في مشهد التحريض والتشويش والمناكفة لتثبت لهذه القوة أنها جاهزة دائما للعب هذا الدور".
واعتبر أن الأمر يبدو في الظاهر هزائم وانتكاسات متكررة وفشل دائم مع عدم خجل الجماعة من التبجح بمعاودة نفس السيناريوهات، إلا أنه يتعلق بتكتيكات الجماعة وخططها في سياق محاولات العودة وسياسة النفس الطويل وعدم الاختفاء تماما، والبقاء في مشهد الأحداث والطرق على باب المصريين مجددا على أمل واهم بنجاح محاولاتهم.
فشل إخواني مستمر
بدوره، قال عمرو عبد المنعم الباحث والكاتب في شؤون الإسلام السياسي، إن الإخوان يسيرون من فشل إلى مزيد من الفشل، مؤكدا أن ما يسعون إليه هي مجرد أحلام وأوهام لا علاقة بها بالواقع.
وبرر عبد المنعم أن هذه الأوهام ليس لها في الواقع أي مردود، لعدة أسباب منها تفكك الجماعة إلى أكثر من تنظيم لا يمكن أن يكون له دور على الأرض، كما أن كل دعواتهم من أجل التظاهر ارتكزت على استغلال البعد الاقتصادي.
وقال إن "الإخوان لم يفهموا أن الشعب أصبح لديه وعي لا يسمح لهم ولا لغيرهم بتكرار التلاعب بعقول الجماهير، وإدراكهم أن الأزمة المالية والاقتصادية هي عالمية بالأساس وليست سببًا لفشل السياسة الاقتصادية المصرية ، لكن الإخوان بقلة عقل أرادوا تأكيد فشلهم بفشل جديد".
وأضاف أنه "رغم هذا الفشل، الذي لو كان صدر من حزب سياسي أو تيار فكري لكان كافياً لاعتزالهم العمل السياسي، إلا أن الإخوان لن يكفوا عن تكرار المحاولة، طالما هم في الخارج ويتلقون أموالًا ودعمًا أجنبيًا لينفذوا ما يطلب منهم ولا يشغلهم الوطن ولا الشعب".
وتوقع عبد المنعم تكرار تلك الدعوات في الفترة القادمة، بالتزامه مع ذكرى أحداث 25 يناير/كانون الثاني 2011، أو أي مناسبة قادمة.
وقال إن "مهمة الإخوان الحالية والمكلفون بها هي تصدير القلق للدولة المصرية ورفع مستوى التحفز بحيث يعتاد الناس على تلك الدعوات، ثم في مرة يكون المجتمع ومؤسسات الدولة والأجهزة الأمنية متراخية ينفذون ضربتهم، وهذا لن يحدث طالما هناك وعي شعبي جديد وقوي".
فيما أكد سامح عسكر الكاتب والباحث في الإسلام السياسي أن الإخوان لن يتوقفوا أبدًا عن القيام بدور الجماعة المناهضة للدولة المصرية.
وقال إنهم "لا يمارسون السياسة بالمعنى المتعارف عليه، بل يتحركون من منطلقات أصولية متشددة ومتطرفة بدليل اختيارهم ليوم الجمعة موعدًا للتظاهر وما فيه من رمزية دينية".
وأضاف أن الجماعة الإرهابية تفرط في استخدام شعارات تكفيرية ضد رموز الدولة المصرية إضافة إلى استخدام شعارات دينية متعصبة، مؤكدا أن الجيل الحالي من جماعة الإخوان هو جيل تكفيري بامتياز، لاسيما المنضمين للجان النوعية والكماليون فهم يستحلون الدماء على خلفية ارتكاب المخالف لهم جريمة أحل بها دمه واستحق بها القتل والاغتيال.