6 أبطال يرسمون الخطة.. كيف تفوز بكأس العالم؟



كيليان مبابي نجم باريس سان جيرمان ومنتخب فرنسا

تعد المشاركة في نهائيات كأس العالم بمثابة حلم لكل لاعب كرة قدم، أما الفوز بالبطولة فيتطلب عقلية خاصة جدا.
وتعتبر المثابرة والهدوء والمجهود الشاق، بجانب لحظات التجلّي بالطبع، من ضمن أبرز العوامل التي يمكنها أن تصنع بطل المونديال.

لكن.. كيف تفوز بكأس العالم.. وكيف تُصنع عقلية الانتصار في هذا الحدث الكبير؟
من مذكرات الكاتب الرياضي سيمون كوبر، يُجيب 6 لاعبين حملوا كأس العالم من قبل عن هذا السؤال، عبر تقرير أعدته شبكة "فاينانشيال تايمز"، وتُلقي "بوابة العين الرياضية" نظرة عليه.
مبابي ومنتخب فرنسا
يتحدث كيليان مبابي نجم منتخب فرنسا عن أيامه الأولى مع الديوك حين كان في الـ18 من عمره، حيث يقول: "الأمر صعب.. اللاعبون الكبار لا يريدون أن يمنحوك موقعهم، وهذا ما يجعلهم لاعبين عظاما، وبالأخص عندما تنضم إليهم بصفة (لاعب عظيم في المستقبل)".
ويتذكر نجم باريس سان جيرمان الساعات الأخيرة قبل خوض نهائي كأس العالم 2018 ضد كرواتيا حيث يقول: "كنت متوترًا قليلًا ولم أنم جيدًا ليلة المباراة، لكن كلما اقتربت، كان يقل ذلك التوتر".
ويتابع: "عندما تلعب نهائي كأس العالم فأنت على ثقة بأنك ستفوز.. أراهن أن الكروات كانوا مؤمنين بأنهم سيفوزون، لذلك يكون الأمر مُحبطًا للغاية عندما لا تفوز حينها".


لا ينظر مبابي إلى الوراء، بل إلى المستقبل، ويقول: "الآن لا أفكر في هذه البطولة بأي شكل ولا أنظر إلى أي صورة تخصها. أظن أن الأمر عاطفي أكثر بالنسبة إلى الجماهير التي تأتي لتشكرك كونك مصدر فخر لهم".
واختتم: "أحب أن أتذكر مشاهد الاحتفالات.. أتذكر كل التفاصيل.. لقد فزت بأول كأس عالم في مسيرتي وأتمنى أن تُعاد تلك اللحظات مرة أخرى".
انتصار قبيح لمنتخب البرازيل.. لكنه انتصار
كان الظهير الأيمن البرازيلي كافو من المحظوظين بالتتويج بكأس العالم في مناسبتين، عامي 1994 و2002، ويقول عن ذلك "في نهائيات 1982 و1986 لعبنا بشكل رائع للغاية، لكن الميداليات التي نحملها حول أعناقنا تخص تتويجنا في عام 1994".
ويبرر كافو: "الحقيقة هي أننا لم نك لنحمل خمس نجوم على قميصنا إن لم نلعب بهذه الطريقة.. نعلم أن الجماهير انتقدتنا ونعلم أننا كنا نفوز بركلات الترجيح، لكننا فزنا.. أليس كذلك؟"، مختتما: "شخصيًا.. لا أندم على الإطلاق".


عندما لا يكون المونديال إنجازك المفضل
كان بيرند هولسنباين أحد لاعبي منتخب ألمانيا الغربية الذي استضاف نهائيات كأس العالم 1974 وتُوج بلقبها، والذي يعتبر فرانز بيكنباور وجيرد مولر وولفجانج اوفيراث ضمن رموزه.
ولا يبدو إنجاز 1974 من المفضلات في قائمة هولسنباين، حيث قال: "لقد كنت قائدًا آنذاك لفريق آينتراخت فرانكفورت، ويمكنني القول إن الفوز ببطولة كأس الاتحاد الأوروبي كقائد للفريق على نفس مقدار الفوز بكأس العالم".
ويتحدث "بيرند" عن الإنجاز الألماني الأهم: "في 1954 تابعت الانتصار في بيرن كطفل على شاشة التلفزيون.. فريتز وولتر - لاعب سابق لمنتخب ألمانيا في مونديال 1954 - هو أيقونتي المفضلة".
ويوضح: "الفوز في 1954 كان مصدرًا للإلهام والظهور على الساحة من جديد. بالنسبة لي، الفوز في 1974 كان أقل أهمية".
هل يحمل هولسنباين أي ذكريات تخص المباراة النهائية في 1974؟.. يجيب صاحب الكتاب على لسانه: "حقًا لا يمكنني تذكر أي شيء يخص تلك المباراة".


من بلاد دييجو مارادونا
يُعد هدفا دييجو أرماندو مارادونا في شباك انجلترا خلال ربع نهائي مونديال 1986 من اللحظات الأيقونية في تاريخ كأس العالم، حيث كان الأسطورة الراحل هو النجم الأوحد، ليس لـ "راقصي التانجو" فقط، ولكن للبطولة كلها.
ربما لا يمكنك أن تلاحظ، لكن خورخي فالدانو كان موجودًا في إطار الهدف الأيقوني الذي سجله مارادونا في شباك إنجلترا عندما راوغ 6 من لاعبيها، بمن فيهم حارس المرمى.
في صورة مزاح، ينتقد فالدانو زميله مارادونا في الكواليس بعد المباراة قائلا: "لماذا لم تمرر لي؟ لقد كنت أطلب الكرة".
يصدم مارادونا زميله: "لقد رأيتك.. لقد كنت أفكر في الأمر. لكنني وجدت نفسي أنجح في مراوغتهم جميعًا، لذا فضلت أن أسجل".
يجيب فالدانو مصدومًا: "يا رجل.. كنت تستطيع رؤيتي وأنت تسجل ذلك الهدف؟.. بالتأكيد أنت تمزح".
لعب خورخي فالدانو لسنوات في ريال مدريد، بينما كان مارادونا نجمًا لبرشلونة حين لعب في إسبانيا، وعندما سئل: هل يعجبك مارادونا؟.. أجاب فالدانو: "أنا أحب مارادونا.. أنا من البلاد التي أنجبت مارادونا".


من المقعد الفني
كارلوس ألبرتو بيريرا هو أحد الأسماء التي فرضت نفسها كبطل لكأس العالم من المقعد الفني، حين قاد البرازيل للتتويج في 1994.
ويشرح المدير الفني البرازيلي أهمية المدير الفني في كأس العالم من وجهة نظره بالقول: "ليس صعبًا أن تعلم البرازيليين كيف يلعبون كرة القدم. الأمر الأهم هو أن تنظمهم كفريق، أن تحفزهم، وأن يعلموا قيمة التضحية.. فالتضحية ليست كلمة كبيرة بالنسبة لهم".
هل تغيرت حياة بيريرا بعد الفوز بالمونديال؟ يجيب: "الفوز بكأس العالم لا مثيل له.. يمكنك بعدها أن تُبدل مهنتك. علمت لاحقًا أن بمقدوري أن أصبح مديرًا تقنيًا بنسبة عمل أقل. لكنني أجد المتعة دائمًا حين أعمل على صعيد يومي مع الأندية".
ويوضح: "مشاعر الفوز والهزيمة لاحقًا لا تساوي شيئًا بالمقارنة مع التتويج بالمونديال رفقة البرازيل. إنه إنجاز لا يُضاهى".
ويضرب بيريرا مثالًا بالمدرب الفائز بمونديال 1978 مع الأرجنتين: "انظر إلى سيزار مينوتي.. لا أظن أنه فاز بأي لقب مع أي ناد دربه بعد ذلك".


عليك أن تخسر لتفوز
بحلول عام 2008، كان جيرارد بيكيه قد حجز مركزًا أساسيًا مع نادي برشلونة والمنتخب الإسباني، وبالكاد قد أتم عامه الـ21.
بعد عامين، كان بيكيه قد ربح كل شيء.. الدوري الإسباني وكأس الملك ودوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية، بجانب الإنجاز الأهم.. كأس العالم الوحيدة في تاريخ إسبانيا.
ويقول بيكيه: "لقد حدث كل ذلك تصاعديًا بشكل سريع لدرجة أنني ظننته الأمر الطبيعي.. تظن أنك تدخل بطولة مثل دوري الأبطال أو كأس العالم ولديك الأفضل بين كل الفرق المنافسة.. لذا عليك أن تغتنم هذه الفرصة".
واختتم حديثه: "عندما بدأت أخسر بعض الألقاب لاحقًا، كانت تلك هي اللحظة التي أدركت فيها قيمة ما فزت به".