في رثاء السيد صالح الحكيم (رحمه الله) وتوثيق تاريخ وفاته
قصيدة: صَنَعتَ نَفسَكَ
الشاعر المهندس حسن محمدجواد الجزائري
أغلقْ جفونَكَ ثُمَّ استَقبل القَدرا
وأخمد جِراحَكَ إِنَّ الموتَ قد حَضَرا
أقبلْ لأَهلِكَ إِنْ يَلقوكَ تَعْرِفهُمْ
ما أَنصَفَ الدَّهرُ رَأساً شَيْبُهُ ظَهَرا
لا تُخبِر الأَهل عن جُرحٍ سَكَنْتَ بِهِ
مَنْ يَسكُنِ الجُّرح لا يُعنيهِ إنْ صَدَرا
أَسَّستَ للسِبطِ داراً قَدْ أردتَ بها
نَهجاً لِسِلمٍ وَهذا الفِكرُ انتَشَرا
صَنَعْتَ نَفْسَكَ لا أَهلٌ ولا وَطَنٌ
وَكُنتَ فَرداً مَليءَ العَيْنِ مُفتَخِرا
فَقَدْ بَلَغتَ علوماً قد غُبِطتَ بِها
حَتى عَلوتَ وذاكَ العُمر ما هُدِرا
كفكف دُموعَكَ وارمُقْ نَظرَةً لأَبٍ
قَد كانَ يأمُلُ أَنْ يَلقاكَ مُنْتَصِرا
لَمْلِمْ تُرابَكَ وامكُثْ حَيثُما مَكَثوا
وَاذهَبْ لِرَبِّكَ إِنَّ الوَعدَ فيكَ جَرى
نَمْ في سُكونٍ وَإِنْ لِلقَبْرِ وَحشَتُهُ
مَنْ جارَ حَيدَرَةً يَستأنِسُ الحُفَرا
إِنّي نَسَجْتُ (أبا إحسانَ) في صُوَرٍ
أَرَّختُها صالِحاً بالنورِ قَد ذُكِرا
(1444هجرية)