لَهْفي على دارٍ خلَت مِن قاطِنيها
كأنَّ طلولُها عبَرَاتُ باكيها
واللهِ ما أحزنَتْني الدارُ إذ درَسَت
كمثلما آلمَني فقدانُ محييها
فكأنَّي يومَ إرتأيْتُ هوادجهُم
وقد تبدَّت لصبّ ٍ أنسهُ فيها
تملَّكت نارٌ جناناً فالعَجتهُ
فما إرتابَ الفتى أنَّه صاليها
يا ضاعنينَ عن الديارِ عمركم الله
من لروحي إذا هجرتمُ يرويها
ويا حاديَ الأضعان قف بهمُ قليلاً
فلا أزودُ من نظرةٍ أُعاطيها
فتىً براهُ الوجد وهوَ في غُلُوائهِ
غائرُ مقلتينِ ما جفَّت مآقيها
قَد لزَّت به الأطياف فرضَّت عظامه
مُذ لازَ إلى الرسومِ يُناجيها
فما رُمتُ عن دارها وما رامَ عنّي
جنون الهوى أنّي ملاقيها
العيلامي