هنا

[الكوتش]

قمة المناخ تعري الإخوان وتكشف ازدواجية المعايير الغربية.. ماذا حدث؟




قمة المناخ كوب 27 - رويترز
من على أرض السلام انطلقت قمة المناخ بحضور دولي واسع، إلا أن النجاح "منقطع النظير"، لم يرق لتنظيم الإخوان الذي دأب على "تشويه" مصر.
ففي كل محفل محلي أو دولي، كان تنظيم الإخوان حاضرًا بأجنداته السياسية التي لا تعترف بحدود الوطن، محاولا تشويه صورة البلد التي لفظه شعبها في ثورة شعبية اقتلعته من جذوره قبل قرابة 9 أعوام.

وبينما استطاعت مصر خلال الأعوام التسعة القفز بخطوات كبيرة على طريق استعادة مكانة البلد الأفريقي بين أشقائه، وترميم جدرانه التي غلف العنف كل جزء فيها، والعدو سريعًا نحو مداواة جرحى إرهاب التنظيم الإخواني، لم يتوان الأخير عن محاولة تشويه القاهرة، بكل ما أوتي من قوة.
تلك المحاولات والتي لم تنقطع يومًا، كانت قمة المناخ التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ حاليًا حدثًا اعتبره فرصة "ثمينة" للنيل من مصر، مستغلا قصة السجين المصري علاء عبدالفتاح الذي يقبع خلف قضبان السجون، لاتهامات جنائية حوكم عليها بموجب قانون لا يميز بينها وغيره من السجناء، وكما هو معمول في معظم بلدان العالم.
فماذا حدث؟
بعد يومين من انطلاق قمة المناخ والتي سميت بـ"قمة التنفيذ"، وما صاحبها من حفاوة منقطعة النظير بتنظيم مميز وبأجندة مثقلة بالقضايا وضعتها القاهرة على طريق التفعيل نحو إيجاد حلول لأزمة التغير المناخي التي ضربت آثارها معظم البلدان حول العالم، حاول تنظيم الإخوان الإرهابي العثور على ثغرة لنشر سمومه منها.
تلك الثغرة والتي وجد التنظيم "الإرهابي" ضالته فيها، كانت ذلك المؤتمر الصحفي الذي عقدته شقيقة السجين المصري البريطاني علاء عبدالفتاح، والذي يقضي عقوبة بالسجن 5 أعوام (بدءًا من ديسمبر/كانون الأول الماضي) لاتهامه في قضية جنائية.
وما إن عقد المؤتمر الصحفي، وبدأت سناء عبدالفتاح شقيقة السجين المصري في سرد ادعاءات وما اعتبرته مظالم تعرضت لها دون دليل على صحة كلامها أو روايتها، حتى انبرى أحد الحضور والذي كان نائبًا برلمانيًا مصريًا يدعى عمرو درويش بمبادرة شخصية منه، في الاعتراض على ما زعمته شقيقة السجين.
وفيما حاول البرلماني المصري الرد على تصريحات سناء، هاجمت أمين منظمة العفو الدولية أنياس كالامار والتي تنادي بحرية الرأي والتعبير، عمرو درويش، وخاصة عندما قال إنهم (أسرة عبدالفتاح) يحاولون الاستقواء بالخارج، بل إنها أمرت قوات الأمن التابعة للأمم المتحدة بطرده من المؤتمر، لاستكمال روايتها، التي لم تسرد أي دليل عليها.

ازدواجية المعايير
تلك الواقعة والتي تبدو "طبيعية" وتحدث بشكل يومي في أي بلد من البلدان التي حضرت مؤتمر المناخ، إلا أن أقلام الإخوان وروايات التنظيم الإرهابي "المقولبة" والمعدة سلفًا كانت حاضرة برؤيتها "الخبيثة" تحاول إثارة الفوضى، وصرف الأنظار عن نجاح مؤتمر المناخ، وتبنيه قضايا لأول مرة في تاريخه على جدول أعماله، بينها بحث آلية تعوض البلدان المتضررة.
وفي محاولة منها لاستغلال تواجد العديد من القادة والروساء في مصر للمشاركة في فعاليات القمة، حاول تنظيم الإخوان عبر أبواقه الإعلامية وأنامل عناصره الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي، إثارة عناصره السجناء والذين حوكموا في قضايا إرهابية جراء ما اقترفته أيديهم في حق مصر والمصريين، وخاصة بعد رفض القيادة السياسية في مصر، التصالح مع من تلوثت يداه بدماء المصريين.
أبواق الإخوان
إلا أن مغردي مواقع التواصل الاجتماعي كانوا لهم بالمرصاد، فأعربوا عن استيائهم من إثارة قضية علاء عبد الفتاح خلال فعاليات قمة المناخ، ومنحها مساحة من الاهتمام والتركيز الإعلامي على حساب أهداف قمة المناخ الرئيسية والتي يواجهها ملايين البشر.
فحساب يدعى مجدي علوان، قال في تغريدة عبر حسابه بـ"تويتر": "شتان بين عبدالفتاح خان وباع وطنه وناسه ومول من مخابرات أجنبية وعمل لتفتيت بلده وتشريد ناسه.. وبين عبدالفتاح ضحى بنفسه من أجل بلده وطرد الإخوان وثبت أركان الدولة، وحطها على طريق الخير والرفاهية وجاله (وأتى) العالم كله لغاية (حتى) عنده"، على حد قوله.
وحساب يدعى الفرعون المصري، تصور سيناريو ساخرًا بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك، قال فيه نقلا عن سوناك: "أنا محتاج أخد علاء وأنا راجع معايا". ليرد عليه الرئيس المصري: "للأسف مش هيخرج (لن يخرج)، الدولة المصرية دولة مؤسسات والعميل بتاعك محكوم عليه حكم قضائي واجب النفاذ (..) بالنسبة لموضوع الإضراب عن الشرب دى (هذه) حرية شخصية، ودا (هذا) قراره وأحنا (نحن) كدولة متفهمين ذلك وندعم إرادة الشعب وعلاء فرد من الشعب".
ولم يقتصر مهاجمة الإخوان على المصريين فحسب، بل إن مواطنًا سعوديًا يدعى أبوديار السلمي، قال: "من يتوقع أن الإخوان سيعودون لحكم مصر كمن يتوقع أن يعود مرسي من قبره. هذه الجماعة من أغبى الجماعات السياسية التي رأيتها. هم يعرفون أن ثورتهم التي يدعون لها ولدت ميتة، لكن يريدون الضحك على الفقراء..هم يكرهون أن يروا بلدهم مصر بخير".
وقالت المواطنة التونسية رحمة طالبي: اليوم في قمة المناخ انبهرت ببرشا (كثيرًا) دول وأهمهم مصر والإمارات بصراحة ناس طايرة يخمموا في حاجات سنين ضوئية وما نوصلولهمش (خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكر بون بنسبة45% للوصول إلى صافي صفري في منتصف القرن الحالي .. التخلص التدريجي من دعم الوقود الأحفوري.. يعطيهم الصحة".
العفو الرئاسي
ورغم استغلال الإخوان واقعة علاء عبدالفتاح وشنه الهجوم على مصر من بوابتها، إلا أن السجين المصري شأنه شأن غيره، قد يصدر بحقه عفو رئاسي، بعد مبادرة القيادة السياسية في الحوار مع شبابها والعفو عن السجناء الذين لم تتلوث أياديهم بدماء المصريين.

تلك المبادرة أسهمت -حتى الآن- في الإفراج عن 1040 محبوسًا احتياطيًا منذ إعادة تفعيلها في 26 إبريل/نيسان الماضى، بحسب البرلماني المصري محمد عبد العزيز عضو لجنة العفو الرئاسي.
وعن المبادرة، قال عبدالعزيز، إن بناء الجمهورية الجديدة يستلزم اتخاذ إجراءات لصالح الشباب السياسى الذى اختلف في الرأي في مرحلة من المراحل ولا يمكن أن يختلف على الوطن.

[علي الاسدي**]

شكرا على النقل

[الكوتش]

صديقى العزيز // على الأسدى
كل الشكر والتقديروالاحترام لك