كلُّ بقعةٍ عربيّةٍ .. هيَ موطِني
كلُّ صرخةُ طفلٍ
هي طعنةٌ في بدَني
كلُّ قماشٍ يُلفُّ بهِ قتيل
هو ذاتُ يومٍ كفَني
قلتُ يا شامُ لا تحزَني
فبكى العِراق
قلتُ يا عراقُ لا تبكي
فبكى اليمَن
ألا ترونا قد أسرَفنا في الحزَن!؟
ألا ترونا قد غدَوْنا مواطنونَ بلا وطَن
فالأرضُ أرضنا والزرعُ زرعنا
والنِفطُ نفطنا .. ولكن ليس لنا سوى
الدِمَن
يقتلُني..! من يدّعي العدلَ يقتلني
لو قلتُ لهُ يا مدّعيها أين العدالة
فيصحو من آثار الثمالة
ويأمرُ بعضاً من رجاله
أن يلاحِقوني فيلاحقوني
كظِلّي ، كأفكاريَ العمياء
ويقتلُني وقبلها يشتمُني
وقبلها يقذفني وقبلها لا شيء
قبلها إذ أنّني لم أولدُ بعد
ولكن قبلها .. ماذا قبلها!؟
لا أتذكّر لكنّما والدتي تُخبرني
بأنّ أبي قد ماتَ مشنوقاً
شكراً أبي على ما أورثْتَني
سأشنقُ بالحبلِ من شنقوك
وأضربُ بالنعلِ من ضربوك
لو أنّ قاتلُكَ .. بعدُ لم يجعلُني
أحفرُ قبري بيدي
لكنَّنا لو ظلَلنا أحياء يا أبي ..
سنغدو فوق رؤوسهم كالبركانْ
سنجعلهم في خبرِ الكان
سنطهّر من رجسهمُ الأوطان
وترجع من جديد
إلى مجدِها بلادي
إنّما يا ابتاهُ المسألة ، مسألة
الآنِ والأوانْ
-العيلامي-