تفصلنا أيام قليلة عن انطلاق بطولة كأس العالم على الأراضي القطرية، وسط مشاركة للمنتخب السعودي للمرة الثانية تواليا والسادسة في تاريخه.

ودائما ما تحمل المشاركات في المونديال، حكايات وكواليس مميزة تظل موجودة في الأذهان مع اقتراب انطلاق أي نسخة لكأس العالم، وسوف نرصدها في عدة حلقات تحت مسمى "حكاوي المونديال".

وحلقتنا الأولى مع المشاركة السعودية الأولى التاريخية بالولايات المتحدة الأمريكية 1994.

الهدف الأول التاريخي

يقول فؤاد أنور عن هدفه التاريخي في شباك هولندا وذلك في تصريحات مؤخرا لبرنامج في المرمى وملعب SBC: "تدربنا على الهدف، وبعد تسجيل الهدف كنت أركض في الملعب كله وأبحث عن محمد الدعيع للاحتفال معه، لا أعلم لماذا، لكن الهدف كان لحظة تاريخية بكل ما تعنيه الكلمة".

وتابع: "أول هدف مونديالي وأمام نجوم كبار مثل رونالد كومان الذي خطفت الكرة من أمامه لأسجل الهدف، وأنا من الأساس لاعب مهاجم وعدت للمحور مع المدربين في فترة لم يكن هناك أحد بهذا المركز واستمريت فيه، والتسجيل هو شيء عادي بالنسبة لي".

وزاد: "رغم القوة الجسمانية للهولنديين إلا أننا صمدنا أمامهم، وأتذكر أننا أدينا التمارين على نفس الملعب الذي تمرنوا فيه، ورغم خسارتنا أمام هولندا بالمباراة الأولى، ضاعف الأمير فيصل بن فهد المكافآت من أجل دعمنا وإعجابًا بمستوانا".

كما تحدث فؤاد أنور عن هدفه الثاني بشباك المغرب والذي قاد الأخضر لتحقيق فوزه الأول بتاريخ المونديال (2_1): "اعتدت التسديد من خارج منطقة الجزاء، وحدث ذلك مع فريقي الشباب، لكن في مباراة المغرب خدمتني الكرة بعد التسديد كونها التفت قبل وصولها إلى حارس المرمى ودخلت الشباك، واتخذت القرار قبل أن أصل للمنطقة الذي سددت منها".

وواصل: "فتحت باب خير لحارس المغرب بعد هدفي في مرماه، وقابلته في إحدى السنوات، وأعرف معظم لاعبي المغرب ونتحدث معا، وبعد انتصارنا على المغرب ارتفع طموحنا، وحصلنا وقتها على جولة حرة عقب الفوز بعدما كنا لمدة 15 يوماً لا نغادر الفندق".

وروى أنور أيضا: "لم نعلم من سيشارك أمام المغرب إلّا قبل المباراة بساعة ونصف، وعواد العنزي ضحية هذا التأخر، ولو لم يتم استبعاد ليو بينهاكر من قيادة المنتخب لوصلنا لأبعد من دور الـ16 بالمونديال والأسماء الجماهيرية في المنتخب سبب استبعاده من قيادة المنتخب".

كما قال: "مباراة السويد في دور الستة عشر كانت أسهل مباراة لعبتها، ولو كان بينهاكر مدربًا للمنتخب وقتها لاختلف الوضع فيه، وأبرز حدث للأخضر في تلك النسخة تأهلنا وكذلك هدف سعيد العويران الشهير في بلجيكا الذي لا يزال العالم كله يتحدث عنه".

محمد الدعيع

يتحدث حارس المنتخب السعودي الذي حضر بشكل جيد مع الأخضر في مبارياته بتلك النسخة، ويقول: "جميع اللاعبين في جيل 1994 كلهم محفزين، والهدف الثاني لهولندا أتحمله بنسبة 100 %، وسولاري قبل تلك المباراة منحني تعليمات باستغلال طولي بالخروج على كل كرة عرضية لأن التكوين الجسماني لهولندا أفضل منا، لذا أصبحت أخرج مع كل عرضية، والملك فهد اتصل بي بعد مباراة هولندا في وقت متأخر ودعمني معنويًا".

وأكد: "بعد مباراة هولندا تحدث معي مدرب حراسهم لإقناعي بالانضمام إلى نادي أياكس الهولندي وكان وقتها الفريق منافس قوي على البطولات الأوروبية، ولم أكن أعرف اللغة الإنجليزية وقتها فقمت بمناداة محمد عبد الجواد الذي يعرف الإنجليزية لمعرفة ما الموجود في الورق الذي بحوزتي وفي مخيلتي أنها أوراق دعاية فقال لي عبد الجواد أنت مجنون، هذا عقد احتراف أو اتفاقية للانتقال لنادي أياكس الهولندي بعد انتهاء مشاركتنا بالمونديال، وهذا أعطاني دافعا كبيرا لتقديم مستوى أمام المغرب وبلجيكا، ولكن كان ممنوع الاحتراف الخارجي".

وعن مباراة المغرب الثانية، قال: "حضرّت جيدًا لمباراة المغرب ووعدت الملك فهد بنتيجة المباراة قبل بدايتها، ونعم أشعر بأنني قدمت أفضل مستوى لي كحارس في تلك البطولة، وهذه أفضل مشاركة لي".

وحول هدف العويران التاريخي، قال: "كنت أتوقع أن يمرر سعيد العويران الكرة لحمزة إدريس أو ماجد عبد الله، ولكنه واصل بسرعته ومهارته إلى داخل منطقة الجزاء والمشكلة أنه سجلها بيمناه رغم أنه معروف بأنه يلعب بيسراه أكثر، وبصراحة لم يقصر في تلك الهجمة بالنظر للمسافة التي قطعها حتى سجلها رغم درجة الحرارة العالية".

وواصل: "فرحة التأهل لثمن النهائي لا توصف، ومكافأة مباراة بلجيكا كانت 25 ألف دولار، وشعرنا بصداع قوي حتى المغرب بسبب الأجواء الحارة العالية".

وأكد: "المدرب سولاري طلب مني التقدم بالركلة الركنية والشمس منعتني من ذلك في مباراة السويد، والتأهل لدور الستة عشر أبرز حدث لنا في تلك النسخة، وأعتبره إنجازا في أول مشاركة لنا، ولا يمكن نسيان الدور الهام للإداري المميز فهد الدهمش فكان أخا أكبر لنا ويتابعنا في كل صغيرة وكبيرة".




kooora.com