أنواع الراوي في الرواية
الراوي يؤثر على حبكة الرواية
للرواية في الأدب العربي المعاصر مكانة كبيرة
هناك أنواع كثيرة للراوي عند كتابة الرواية
الرواية هي سرد نثري مبتكر يصوغ بشكل إبداعي حدثاً معيناً أو عقدة معينة؛ بحثاً عن حلها، وقد يجنح الروائي في روايته أو حكايته للخيال معبراً عن التجربة الإنسانية عبر سلسلة متصلة من الأحداث والحوادث، والعقد التي تدور في إطار الشخصيات المحركة لخيوط الأحداث في الرواية، وقد يكون للراوية راوٍ معينٌ أو قد تكون الأحداث نفسها هي الراوي... سيدتي التقت الأديب الشاعر صالح شرف الدين عضو شعبة النقد باتحاد كتاب مصر؛ ليحدثنا عن أنواع الراوي في الرواية في الحوار التالي.
• ما أنواع الرواية في الأدب العربي؟ وهل تختلف عن الرواية في الأدب الغربي؟
يقول شرف الدين لسيدتي: للرواية في الأدب العربي المعاصر من (1800م إلى الآن) مكانة كبيرة، وهي لغة حكاية تصاغ من خلالها أحداث في زمان ما ومكان ما قام بها أشخاص ما، لافتاً أن الرواية العربية لم تظهر بصورة شبه فنية إلا في العصر الحديث 1910 عندما ظهرت رواية زينب لمحمد حسين هيكل، ومن ثمّ فالراوي والرواية والرواة كانت تطلق على من يحفظون شعر الشعراء، والحكم والأمثال والخطب والرسائل وينقلونها مشافهة منذ العصر الجاهلي، وحتى انتشار التدوين في العصر الأموي والعباسي.
• الرواية العربية لا تختلف عن الرواية الغربية
للرواية في الأدب العربي المعاصر مكانة كبيرة
يقول شرف الدين: الرواية العربية الفنية منذ زينب وحتى الآن لا تختلف عن الروايات الغربية فقد تأثرت بها، وبرع العرب فيها لأن العرب أمة قصصية، فالسرد لديهم قديم، وأي متأمل للأمثال الجاهلية يجد عناصر السرد فيها قوية (مورد المثل، ومضرب المثل)، وبعضها حلق في عالم الخيال مثل: المثل الشهير: كيف أعاودك وهذا أثر فأسك، لكن الرواية بعناصرها الفنية؛ الزمان والمكان والأشخاص والعقدة والحل لم تظهر عند العرب قبل 1910م.
• مكونات الرواية
مكونات الرواية سهلة ومعقدة
يقول: مكونات الرواية سهلة ومعقدة في الوقت نفسه، سهلة لمن يقرؤها ولا يتأملها، الزمان والمكان والأشخاص، والعقدة والحل، وهي معقدة لأن هذه المكونات لها أسس فنية متعددة، ومتصلة ببعضها.
- فالزمان يجب أن يكون ممتداً وفاعلاً ومؤثراً في الأحداث ومشاركاً في تشابكها لتصل إلى قمة الرواية وعقدتها.
- المكان يحب أن يرسم باحترافية فينقلنا الأديب إلى الأماكن، فنتخيلها ونتأثر بها، وللمكان علاقة يجب ألا تغفل بالشخوص والأحداث.
- الأشخاص أساسيون وثانويون فالشخصيات الأساسية يجب أن ترسم فيزيائياً واجتماعياً ونفسياً في الرواية التقليدية.
- والعقدة في الرواية يجب أن تكون طبيعية لا يفتعلها الأديب فتكون نتيجة حتمية لتعقد الأحداث.
- والمفارقات، والإثارة، والحل يجب أن يترتب على العقدة ولا يفارقها، حتى لو كان حلاً مفتوحاً يتخيله المتلقي.
• ما وظائف الراوي في الرواية وما خصائصه؟
الراوي في الرواية هو: الناقل للأحداث، ومن يحكيها لنا بكل التفاصيل، وعلى قدر نجاحه في مهمته التي يبدو فيها خفياً، يكون نجاح الرواية في التأثير علينا، وعلى الأديب أن يجيد الحكي، والوصف، ورسم الشخصيات والأماكن، وإحكام العقدة، والتنوير بالحل.
• حدثنا عن أنواع الرواة
هناك أنواع كثيرة للراوي عند كتابة الرواية
هناك أنواع كثيرة للراوي (السارد) أشهرها:
الراوي العليم
(السارد العليم)، الذي يروي الأحداث بضمير الغائب هو العارف بها كلها، ويحكيها لنا دون أن يشير لنفسه مثل "خرج البطل وقابل البطلة عند بوابة حديقة الحيوان.."، البطل لا يحكي لكن الذي يحكي السارد العليم الذي يعرف كل شيء، والسارد العليم عندما يجعل الشخوص كلها تنطق بما يريده؛ فلأنه يحب الخير كل الشخوص خيرة، في هذه الحالة نسميه الراوي المهيمن أو السارد المهيمن أي المسيطر على كل شيء.
الراوي المباشر
(السرد المباشر)، حيث تروى الأحداث بضمير المتكلم: "خرجت وقابلت صديقي عند حديقة الحيوان".
السارد المشارك
وفيها يربط القارئ بين السارد المباشر ومؤلف الرواية، لذلك يفضل الكتّاب الراوي العليم، فإذا كان هناك سرد مباشر وسرد عليم في الرواية نفسها نسميه السارد المشارك، وهو يناسب الاسترجاع (الفلاش باك)، فهو يتحدث عن نفسه مباشرة، ويحكي عما حدث بسرد غير مباشر.
وبالنهاية فمن الطبيعي أن يكون الحوار في الرواية بالسرد المباشر، ومن أقوى أدوار السرد المباشر ما يكون في روايات تيار الوعي مثل اللص والكلاب لنجيب محفوظ.
• كيف يؤثر الراوي على حبكة الرواية؟
الراوي يؤثر على حبكة الرواية
يقول عضو شعبة النقد باتحاد كتاب مصر لسيدتي: الراوي هو صوت الأديب، والأديب الموهوب يختار الصوت المناسب لروايته (عليم، مباشر، مهيمن، مشارك)، فإذا أجاد الاختيار، وأحسن الاستخدام نجح في أن يؤثر فينا، وقد أجاد عميد الأدب العربي طه حسين اختيار راوي روايته الأيام، ورغم كونها سيرة ذاتية اختار السارد العليم فكانت عبارة (كان الفتى) أساساً من أسس سرده، ولم يقل (كنت)، وهذا دليل على مقدرة أدبية فائقة ومهارة إبداعية لغوية كبيرة.