عيد منتصف الخريف في الصين.. ليلة لمّ الشمل




عيد منتصف الخريف أحد الأعياد التقليدية في الصين، يجتمع أفراد الأسرة في هذه المناسبة، ويأكلون كعك القمر الذي يرمز إلى لم شمل العائلة.
يعود تاريخ مهرجان منتصف الخريف إلى أكثر من 3000 عام، في هذا اليوم يعتقد الصينيون أن القمر يصبح أكثر لمعانًا واكتمالًا، بالتزامن مع وقت الحصاد في منتصف الخريف.

يحمل الأطفال في هذا اليوم "الفوانيس" من جميع الأحجام والأشكال ويجوبون الشوارع والطرقات، كما يحملون "منارات رمزية تضيء طريق الناس"، في إشارة إلى السعي للرخاء والحظ السعيد.


أما "كعك القمر" فهو عبارة عن معجّنات غنية عادة ما تكون مليئة بالفاصوليا الحلوة أو صفار البيض أو اللحم أو معجون بذور اللوتس، يتم تناولها بشكل تقليدي خلال هذا العيد.
ويعتبر كعك القمر نوعا من الحلويات الصينية التقليدية التي يحرص الصينيون على تناولها.
ويعد طعاما شهيا أساسيا في هذه المناسبة، حيث يقدم للأصدقاء وأفراد العائلة ويحمل مضامين أخلاقية وتربوية تكمن في لم شمل الأسرة، ويوجد قول صيني مأثور يقول "إن القمر يصير بدرا في عيد منتصف الخريف، ويكون مذاق كعكة القمر شهيا".


يرسّخ عيد منتصف الخريف لمفهوم "التجمع"، مثل اجتماع العائلة والأصدقاء، أو جني المحاصيل، يقال إن القمر أكثر لمعانا في هذا اليوم ما يعني لم شمل الأسرة.
ويحتفل الصينيون بهذا اليوم بطرق مختلفة منها "الاستمتاع بالعشاء مع العائلة"، وعادة ما يكون هذا العيد إجازة رسمية للذين يعملون في أماكن مختلفة للحصول على وقت كافٍ للم شملهم، وعادة ما يجتمع أولئك الذين يبقون بعيدًا عن منزل والديهم مع الأصدقاء، ويحتفل الشباب بلقاءات رومانسية مع أحبائهم على ضوء القمر.
ويوافق عيد تشنج تشيو اليوم 15 من الشهر الثامن حسب التقويم الزراعي الصيني، وله تاريخ عريق، حيث كان الأباطرة الصينيون في العصور القديمة يحتفون بالشمس في الربيع وبالقمر في الخريف.


وتوجد مخطوطات قديمة لـتشونج تشيو في عهد أسرة تشو (بين القرنين 11 و256 ق.م) سجلت ذلك.
وأخذ الأرستقراطيون والمثقفون الأباطرة هذه العادة في التمتع بجمال البدر والتعبير عن حفاوتهم به في هذا اليوم.
وبعدها انتشرت هذه العادة بين أبناء الشعب لتتكون مظاهر الاحتفالات التقليدية بالعيد، وأصبح عيد تشونج تشيو عيدا ثابتا في عهد أسرة تانج (618-907)، وازداد مقامه في عهد أسرة سونج (960-1279)، وأصبح أحد الأعياد الرئيسية الصينية في عهد أسرتي مينج وتشينج (1368-1911).


ويكون البدر في اليوم الخامس عشر من كل شهر حسب التقويم الزراعي الصيني مستديرا وحجمه كبير، ويوافق اليوم الخامس عشر من الشهر الثامن "منتصف الخريف" موسم نضوج الفاكهة ويكون الطقس جميلا، لذلك يحب الناس أن يجلسوا مع أفراد أسرهم وأصدقائهم في الهواء الطلق في ليلة هذا العيد ليتمتعوا بجمال البدر ويتذوقوا الفاكهة الطازجة، ويمارسون الألعاب وينظمون النشاطات للتمتع بسحر وجاذبية البدر في المناطق المنظرية السياحية.