ما هو علم النفس التطوري؟
يدرس علم النفس التطوري العقل البشري، ويبحث في آليه عمله ووظائفه والترابطات ما بين الوظائف والبيئة المحيطة، مع مراعاة المثيرات والشروط التي تخلق بمجموعها السلوك البشري.
يجمع علم النفس التطوري ما بين علم النفس المعرفي والانتخاب الطبيعي، حيث عدَّ العقل البشري بداية على أنَّه برنامج واحد ذو غرض عام، ولكنَّ القدرة المذهلة للعقل البشري وما يتمتع به البشر من قدرة على القيام بالكثير من الوظائف معاً جعلت العلماء يذهبون إلى عدِّ العقل عبارة عن وحدات منفصلة تؤدِّي كل وحدة وظيفة محددة، مع وجود تناغم كبير وعظيم بين جميع الوحدات؛ وهو ما ينسجم مع فكرة الانتخاب الطبيعي التي تشجع فكرة صنع أنظمة محددة للقيام بوظائف محددة، بحيث تكون من السرعة والقوة ما يمكِّنها من أن تسبق البرنامج ذي الغرض العام.
تفترض البيولوجيا التطورية أنَّ الكائنات قد تطورت من خلال الانتخاب الطبيعي، أي المحافظة على الصفات التي تضمن لها البقاء والقوة، وإهمال تلك التي لا تفيدها في التكيف مع البيئة.
يفترض علم النفس التطوري أنَّ عقولنا أيضاً قد خضعت إلى البيولوجيا التطورية، وأنَّ الحالة النفسية للإنسان لا تعتمد على تجارب الإنسان فحسب، بل على برامج جينية قد تطورت عبر ملايين السنين، وهذه البرامج هي مَن حظيت بأفضلية البقاء حتى يومنا هذا.
كما يذهب علم النفس التطوري إلى افتراض أنَّ المشاعر والحالات العاطفية خاضعة إلى التطور أيضاً، وتقول أنَّ مصدر المشاعر النفسية هو ما اختبره أجدادنا القدماء، ومن ثم زيد عليها ما نتعرَّض إليه من تعقيدات اجتماعية.
إذاً، علم النفس التطوري فرع من فروع علم النفس، وهو يبحث في مجمل العمليات التي تسبب التغيرات التي تحدث طوال فترة حياة الإنسان من الولادة وحتى الشيخوخة؛ مثل حل المشكلات، واكتساب اللغة، والأخلاق، والسلوكات.