مصيف سرجنار في السليمانية







يعد سرجنار من اشهر مصايف أقليم كوردستان وأول منتجع سياحي فيه، طاف اسمه الآفاق وتغنى الشعراء بجماله منذ القرن التاسع عشر. كان في السابق يقع خارج مدينة السليمانية وكمركز ناحية تابعة لقضاء مركز السليمانية. مع النمو الذي شهدته السليمانية، اصبحت سرجنار ضاحية من ضواحي المدينة. وهو عبارة عن واد فسيح تكثر فيه الأشجار والحدائق وتجري في وسطه نهير عذب الماء ينبع من مرتفع يقع في نهاية الوادي. ونظرا لكونه المنتجع السياحي الأول في كوردستان، فهو يحوي العديد من الفنادق والموتيلات والمطاعم والكازينوهات والكبرات السياحية. يعد المنتجع الذي يؤمه عشرات الآلاف من سكان مدينة السليمانية على مدار العام. ونظرا للأجواء اللطيفة التي يتمتع بها مصيف سرجنار وهواؤه العليل، فإن الآلاف من السياح يقصدونه من مختلف مناطق العراق.


أسم سرجنار وتأريخه
الماء العذب الدافق لسرجنار جعل الأرضية مؤهلة كي يتحول الوادي على امتداده الى اشجار باسقة. وتكثر فيها شجرة الجنار وقد استغل الجزء العلوي من الوادي لاغراض السياحة. عام 1919 قام احد الميسورين في السليمانية بشراء الجزء العلوي من الوادي. وقد كان المصيف آنذاك اوسع رقعة من الآن وتبلغ مساحته (32) دونماً وذو طوبوغرافية تتخلله المرتفعات والمنخفضات، تغطيها الخضرة والأشجار وتمر عبرها مياه الينابيع. وبعد ذلك تمت زراعة اشجار اضافية وجددت مساحتها الخضراء وأصبحت اكثر جمالاً.
ونظراً للتطور الذي حصل فيه، فقد اصبح محط انظار سكان السليمانية وأخذوا يقصدونه منذ النصف الأول من القرن الماضي مشياً على الاقدام. وتم استملاكه من قبل الدولة في العقود الأخيرة من القرن الماضي وحول الى مصيف رسمي. وكل زائر للسليمانية لابد وان يزور سرجنار في الضاحية الشمالية الغربية للمدينة.



الموقع ومكوناته
تقع مدينة السليمانية بصورة عامة عند سفح جبلي ازمر وكويزه وتتخلل المدينة العديد من التلال والمرتفعات والاودية التي تضفي عليها طابعاً جبلياً مثيراً. تحولت سرجنار الآن الى حي من احياء السليمانية واصبحت ضمن الضاحية الشمالية الغربية لحدود بلديتها. وتتألف من مرتفعات واودية على شاكلة السليمانية. فيها مساحات واسعة من الخضرة والأشجار الطبيعية والمزروعة، وتبلغ مساحتها (13) دونماً حيث تغطي الخضرة مساحة 80% منها لتكون الأعلى نسبة على مستوى اقليم كوردستان. تكثر فيها الحدائق وانواع الزهور. فيها العديد من النافورات وينابيع مياه عذبة عديدة تكون نهيراً يجري بهدوء وسط الخضرة والأشجار. وهنالك جسران يربطان جهتي الوادي مع بعضهما البعض. وهنالك شبكة من الطرق المعبدة تحيط بالمصيف - الحي. وتحت ظلال الأشجار وعند مقربة مجرى الماء توجد الكازينوهات والمطاعم والكبرات والأكشاك واماكن لألعاب الأطفال. وهنالك منتجع نوروز الذي هو جزء من المصيف، حيث قام القطاع الخاص بتطويره وتزويده بالعديد من المرافق السياحية ووسائل اللهو وتمضية الأوقات، مع تكثيف متزايد للخضرة والزهور.



سرجنار والسياحة

كانت سرجنار وماتزال المنتجع الذي يقصده سكان السليمانية كل مساء. ويتزايد توافدهم عليه اثناء ايام العطل. وقد كان في مقدمة المصايف التي شهدت نمواً في واقع خدماتها السياحية، وهي الآن غنية بمرافقها وخدماتها السياحية ويؤمها الآلاف من السياح القادمين من مختلف مناطق العراق وايران ايضاً. حتى ان المصطافين في باقي المناطق السياحية يمضون نهارهم هناك ويرجعون مساءً الى سرجنار كي يمضوا لياليهم في رباها ومراتعها وفي فنادقها وموتيلاتها.
الأوقات التي يمضيها المصطاف في سرجنار تترك آثاراً طيبة في نفسه ويتمتع خلال وجوده هناك باجواء ملؤها الحلم والرومانسية. وتبقى حاضرة في ذاكرته لمدة طويلة حتى بعد مغادرته المصيف. فذكريات هذا المصيف لا تنسى بسهولة.