شبَّ الفؤادُ وإشتعلَ الفِكرُ
شوقاً وقد يموت من لم يألفِ الهجرُ
مالي أحومُ حولَ الديارِ كطائرٍ
وخلوٌ أصبحَت هذي الديارُ وقَفرُ
عاندتُ قلبي يومَ عزَّ رحيلكمُ
فكادَ يشقُّ من حزنهِ الصدرُ
كأنَّيَ والله يومَ صدودكمُ
أسيرٌ لهُ بالقبر قد وُكّلَ الحَفْرُ
وكم طالَ الوصالُ بيننا زمَناً
لعمري كأنَّ وصالنا قد كانَ دهرُ
وما طولُ الوصال للوفا نافِعٌ
فقد يبطلُ حسنُ الوفا الغَدرُ
وقد فتكَ الدمعُ بناظِريَّ وقبلهما
فتكَت نواظرٌ آياتُها الخَفرُ
بأيّ ِ ذنبٍ تقتلونَ أسيركُمُ
وما ذنبهُ إذ لم يطلُبِ الأسرُ
وتَضحكونَ على دمعٍ أراقَهُ
وتُضحكونَ الكارهينَ لنا عُمر
ومافي قتلِ الأسيرِ شجاعةٌ
ولا في نحرِ البريءِ لكُم عُذرُ
عاتبتُ عيني قبلَ عتابَكمُ
فما من رسالةٍ إلّا وهْيَ لها حِبرُ
فيا قلبُ هلّا كفَفتَ عنِ الصِبا
فقد يُحدثُ الله بعدَ الصبرِ أمرُ
-العيلامي-