تقرير حالة بلدان العالم من حيث امتلاك أنظمة للحد من خطر الكوارث في 2022 (مكتب الأمم المتحدة للحد من خطر الكوارث)
تسهم أنظمة الإنذار المبكر كثيرا في تقليل أخطار الكوارث الطبيعية، ورغم تأكيد الخبراء أهمية هذه الأنظمة في ظل تزايد عدد الكوارث الطبيعية فإن كثيرا من دول العالم لا زالت لا تكترث بها.
وحسب ما ذكره تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة للتقليل من خطر الكوارث، بالتعاون مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري تحت عنوان "الوضع الشامل لأنظمة الإنذار المبكر المتعددة؛ فإن أقل من نصف دول العالم لا زالت لا تمتلك أنظمة للإنذار المبكر.
وأوضح التقرير -الذي عالج آخر الإحصاءات في هذا المجال- أن الدول التي تمتلك أنظمة الإنذار المبكر تمكنت من تقليل عدد الوفيات والأشخاص الذين تأثروا بالكوارث بنسبة تصل إلى 8 مرات.
95 دولة فقط تمتلك أنظمة للإنذار المبكر من الكوارث (بيكسابي)
الاستثمار في أنظمة الإنذار المبكر
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: لماذا نصف دول العالم لا تمتلك أنظمة للإنذار المبكر رغم أهميتها؟ هل لأن تكلفتها عالية جدا مما يجعلها في غير متناول الدول الفقيرة والدول ذات الدخل المتوسط؟ أو أن هناك عدم اكتراث بالموضوع؟
الجواب عن السؤال نجده في ثنايا البيان الصحفي الصادر يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وهو ليس جوابا مباشرا، لكن البيان يلمّح إلى أن تكلفتها ربما هي السبب في أن الدول التي لا تمتلك مثل هذه الأجهزة هي الدول الفقيرة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في البيان الصحفي "دول العالم لا تستثمر في حماية حياة مواطنيها ولا في أنظمة الإنذار المبكر (…) الدول التي لم تسهم في ارتفاع الغازات الدفيئة وفي الأزمة المناخية هي التي تدفع الثمن غاليا".
وأضاف "العالم يعرف اليوم زيادة في عدد الكوارث الطبيعية والمناخية المتطرفة، لكن لا يجب أن تتحول إلى ظواهر قاتلة لأنه يمكننا اجتناب ذلك".
وحسب ما جاء في البيان الصحفي، فإن هناك صنفين من أنظمة الإنذار المبكر: الأول خاص بكارثة واحدة، والثاني يتعلق بعدة كوارث، ويمكن استخدامه للتحذير من عدة كوارث كالفيضانات والأعاصير وغير ذلك من الكوارث الطبيعية.
أنظمة الإنذار المبكر تقلل الأخطار الناجمة عن الكوارث بنسبة 8 أضعاف (بيكسابي)
وحسب ما جاء في التقرير، فإن آخر الإحصاءات التي تعود إلى مارس/آذار الماضي تشير إلى أن هناك 95 دولة فقط صرحت بامتلاكها أنظمة للإنذار المبكر، بينما كان عددها عام 2015 يبلغ 47 دولة فقط.
وبلغ عدد الدول التي قدمت معلومات حول استعداداتها لمواجهة الكوارث 120 دولة، منها 10 دولة عربية فقط.
مبادرة أممية لدعم الدول الفقيرة
ويستعد مكتب الأمم المتحدة لتقليل خطر الكوارث بالتعاون مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لإطلاق مبادرة لتعميم استخدام أنظمة الإنذار المبكر في الدول الفقيرة تستمر حتى عام 2027.
وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس -في البيان الصحفي- "باستطاعتنا أن نعمل بشكل أفضل، يجب أن نحرص على تزويد الدول الفقيرة بهذه الأنظمة، وأن نقوم بذلك بصورة سريعة جدا".
التقارير العلمية تحذر من ارتفاع عدد الكوارث الطبيعية في العالم (بيكسابي)
وحسب ما جاء في التقرير، فإن دول العالم مطالبة بالتعاون والتضامن من أجل تحقيق الأهداف المسطرة في "اتفاقية سينداي" للحد من خطر الكوارث الطبيعية التي يمتد مفعولها من 2015 إلى 2030.
وذكر التقرير أن مكتب الأمم المتحدة للتقليل من خطر الكوارث والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية سيعرضان خلال قمة شرم الشيخ للمناخ خطة عمل دولية للحدّ من خطر الكوارث الطبيعية، ستكون أكثر فاعلية لبلوغ أهداف "اتفاقية سينداي".