المصدر:
السومرية
يثير الموقف الأولي الذي أعلنه وزير الصدر، بشأن حكومة محمد شياع السوداني، تساؤلات عن طبيعة علاقة التيار بتلك الحكومة، ونظرته الخاصة تجاهها، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة، مثل تحريك احتجاجات شعبية ضدها، أو إجهاضها قبل ولادتها، لاسيما وان الصدر هاجم قبل أيام حكومة السوداني المرتقبة لكن لم يوجّه أتباعه بالنزول إلى الشوارع أو أي تحرّك لمنع تشكيل الحكومة.
وبحسب قيادات في التيّار فإنّ الصدر يسعى إلى أن تكون الحكومة إصلاحيّة، يتمكّن فيها رئيس الوزراء من محاسبة المفسدين، وفتح ملفّات قانونية، تسهم في تعزيز استقرار البلاد، لكن ذلك لم يحصل بحسب رؤيتهم، لافتين إلى أنّ الصدر غير معني بهذه الحكومة بشكل قاطع بعد مغادرة أعضاء الكتلة الصدرية مجلس النواب. والحديث عن مفاوضات جرت بشكل سرّي مع الصدر غير صحيح، الهدف منها خلط الأوراق.
على الجانب الآخر فالإطار التنسيقي يمضي في عمليّة تشكيل الحكومة وحدّد السبت المقبل للتصويت على الكابينة الوزارية، فيما يرى سياسيّون أنّ الصدر اختار الاعتكاف وترك العمل السياسي لظروف داخلية لكنه ما زال فاعلاً في المشهد العراقي. لذلك فإنّ العلاقة مع حكومة السوداني ستبقى دائماً محلّ شدّ وجذب، بل وستواجه على الدوام مخاطر تظاهرات، مؤكّدين إنّ أمام السوداني فرصة كبيرة لإقناع العراقيين، بما فيهم أنصار الصدر بقدرته على الاستقلالية والعمل لمصلحة البلاد بعيداً عن الفئوية والحزبية