TODAY - November 20, 2010
البلاتين والماس.. للأبد
كل الدرجات.. لكل المواسم والمناسبات
لندن
انس الأسود، على الأقل في الوقت الحالي، فاللون الرمادي بكل درجاته هو موضة المواسم الأخيرة والمقبلة، لما يضفيه على المظهر من ألق وأناقة تجمع الكلاسيكية بالعصرية، فضلا عن الوجاهة، بحكم أنه يميل إلى ألوان المجوهرات والمعادن الثمينة مثل الماس والبلاتين.
فإذا كان الماس حجرا كريما للأبد، فإن البلاتين بدوره معدن ثمين، وأيضا للأبد، لأن صلابته وكثافته تجعلانه أكثر مقاومة من أي معدن آخر، بما في ذلك الذهب، وهذا ما يجعله معدن الساعة بلا منازع في عالم المجوهرات عموما والساعات خصوصا.
فبعد أن احتكرته الطبقات المالكة لفترات طويلة من الزمن، أصبح اليوم متاحا لكل من له الإمكانيات، والرغبة في الحصول على قطعة للأبد، سواء كانت خاتم زواج أو ساعة يد تورث لأجيال مقبلة.
خطوة شركات سويسرية مثل «فاشرون كونستانتين» و«أوديمار بيغيه» و«هاري وينستون» و«كارتييه» وغيرها، لاستخدامه في ابتكاراتها، خطوة مهمة وجد محسوبة. فالبلاتين يتوافق من جهة، مع تعقيداتها التي وصلت إلى مرحلة متقدمة جدا، مما حتم استعمال معدن يحفظها من التلف، ومن جهة ثانية يتناغم مع اتجاهات الموضة فيما يتعلق بالأزياء والإكسسوارات. وعلى الرغم من عدم اعتراف صناع الساعات المباشر بهذه العلاقة التي باتت تربط بين ألوانها وألوان الموضة، فإنهم يعترفون به ضمنيا، من خلال إقبالهم على الماس والفولاذ والصلب والذهب الأبيض والبلاتين وكل ما له علاقة بدرجة من درجات الرمادي.
ففي الوقت الذي يدخل الماس في الترصيعات على العلبة أو الميناء أو الأساور منذ فترة، أصبح البلاتين واحدا من أهم المعادن في صناعة الساعات. الفضل في هذا يعود إلى أنه معدن نادر من جهة، وإلى سهولة استخدامه لحماية حركات الساعات التي تتميز بتعقيد متطور، من جهة ثانية، فضلا عن أنه أيضا يضج بالأناقة والجمال.
لكل هذه الأسباب تقبل عليه كبرى شركات الساعات والمجوهرات بنهم ليكسو حركاتها المعقدة ويعطي مجوهراتها جرعة إضافية من القوة والفخامة، كما يقبل عليها هواة اقتناء التحف الثمينة. فأي واحد منهم يمتلك ساعة مصنوعة من هذا المعدن، يعرف أنه ينتمي إلى أكثر النوادي حصرية، وأن ساعة مصنوعة من البلاتين تدخله خانة الفخامة من أوسع الأبواب، وتستحق التباهي بها، سواء كانت رياضية أو كلاسيكية.
أما بالنسبة لمن ليست له الإمكانيات للحصول عليها فهناك في السوق مواد أخرى قد لا تكون بنفس الفخامة، لكنها حتما لا تفتقر إلى القوة أو الجمال مثل الفولاذ. ولا تخرج المجوهرات عن هذا الإطار، فهو يستخدم في الكثير من القطع التي تحتاج إلى دقة ترصيع، سواء كانت أقراط أذن أو خواتم زواج أو أساور يد وغيرها.
أما تناغمه مع اتجاهات الموضة حاليا فيعود إلى لونه المائل إلى الرمادي الخفيف، الذي يعتبر أحد الألوان الكلاسيكية التي تتكرر على منصات الموضة كل موسم بدرجة أو بأخرى. وأكبر دليل على هذا أنه أصبح منافسا قويا للأسود، سواء بالنسبة للرجل أو المرأة، نظرا لكلاسيكيته من جهة، وسهولة تنسيقه مع باقي الأزياء والإكسسوارات من جهة أخرى.
ما يحسب له أيضا أنه من الممكن أن يضفي على المظهر قوة صارمة ومؤثرة كما يضفي عليه دفئا وعمقا، حسب الدرجة طبعا، بجانب أنه يناسب النهار كما يناسب مناسبات المساء والسهرة، وفي كل الحالات يضفي على البشرة ألقا وبريقا. اللافت في عروض الأزياء الرجالية الأخيرة، التي شهدت احتفالات الكثير من البيوت بأعياد ميلادها مثل «كنزو» و«روبيرتو كافالي»، اللتين احتفلتا بأربعين عاما على تأسيسهما، و«دولتشي آند غابانا» بالعشرين فيما يخص الخط الرجالي، و«راف سيمونز» بـ15 سنة، أنها بدلا من أن تهاجمنا بزخات من الألوان المتوهجة حتى تعكس هذه الاحتفالات ومباهجها، شهدنا في المقابل جرعات كبيرة من الرمادي.
والسبب هو أنه لون كلاسيكي، وفي الوقت ذاته ليس بدرامية الأسود، مما يجعله أكثر مرونة. دار «دانهيل» مثلا قدمت بدورها تشكيلة دافئة لعب فيها صوف الألبكة المغزول بطريقة خفيفة جدا، دور البطولة، سواء تعلق الأمر بالقطع الـ«سبور» أو بالبدلات الرسمية، وطبعا لم تتجاهل فيها اللون الرمادي، كذلك الأمر بالنسبة لـ«جيورجيو أرماني» و«كافالي» وغيرها من البيوت العالمية.
بالنسبة لعروض الأزياء النسائية، فهي لم تختلف في هذا الشأن. من نيويورك، ميلانو إلى باريس وغيرها من العواصم، كان هذا اللون حاضرا ينافس ألوان قوس قزح، ومزيحا الأسود عن الصدارة كلون كلاسيكي لكل المناسبات.
ما رجح كفته، أنه يتمتع بدرجات متنوعة أكثر، تتماشى كلها مع أسلوب «القليل كثير» الذي ترفعه أوساط الموضة منذ بداية الأزمة المالية العالمية، وتركز فيه على الألوان الهادئة وعلى كل ما قل ودل فيما يتعلق بالتصميمات والتطريزات. هدوء يستهدف منح المرأة فرصة أكبر للحصول على البريق والتميز من خلال الإكسسوارات والمجوهرات، سواء كانت قلادة أو أقراط أذن، وبالطبع ساعة يد متميزة تزيدها أناقة وفخامة، أو كانت حقيبة يد مبتكرة أو حذاء لافتا.
هذه بعض الاختيارات التي نقترحها، وهي متوفرة في محلات سلفريدجز والمحلات الخاصة.
همسات > يستمد البلاتين مكانته البارزة حاليا في تفوقه على باقي المعادن الثمينة، لندرته ونقائه وعدم قابليته للتلف. على هذا الأساس ينصح الخبراء كل من له الرغبة في الحصول على قطعة لا تعترف بزمن وتتحداه أن يأخذه بعين الاعتبار، وأكبر مثال على هذا أن الذهب زنة 18 قيراطا، يحتوي على 75 في المائة من المعدن الصافي، مقارنة بدرجة صفاء البلاتين التي تبلغ 95 في المائة. ندرته أيضا تفوق ندرة الذهب بثلاثين مرة، ونسبة المواد المترسبة فيه قليلة جدا بالمقارنة، وقد جعلت منه قدرته على المحافظة على كامل وزنه وقيمته رمزا للخلود بين الناس.
> بالنسبة لصناع الساعات والمجوهرات، فإنه يتمتع بميزات أخرى، منها أنه معدن مرن وطيع وقابل للسحب والطريق، إذ يمكن سحب غرام واحد من هذا المعدن في خيط يصل طوله إلى كيلومترين تقريبا.