المصدر:
السومرية نيوز
السومرية نيوز – تقرير
سلطت السومرية، الضوء على حياة فئة من الأقليات "المنبوذة" في أغلب الأحيان من قبل المجتمع العراقي.
حي الزهور" قرية بسيطة تابعة لمحافظة الديوانية يسكنها "الغجر"، ويتكون الحي الفقير من مدرسة واحدة أنشأتها اليونيسيف، إضافة إلى بيت صحي لا يفي بالغرض للمرضى.
اهالي قرية الزهور التي يسكنها الغجر يعانون من غياب الحقوق رغم امتلاكهم الجنسية العراقية، حيث شكوا من تجاهلهم وعدم تقبل المجتمع لهم، وفق تقصي برنامج رحال الذي تبثه السومرية.
من يدخل القرية كأنما يخوض تجربةً مع التاريخ، وكيف كان يعيش الإنسان البدائي، طرق غير معبدة، بيوت طينية، أعشاب يابسة، مياه آسنة، دخان كثيف يعتلي سماء القرية.. هكذا يبدو المشهد في قرية "الزهور" التي تبعد 20 كيلومتراً جنوبي شرق مركز محافظة الديوانية، القرية التي يتغير اسمها مع تعاقب الأنظمة وهوسها بتغيير الأسماء و"صناعة التاريخ".
يقول أحد سكان القرية في حديث لبرنامج "رحال"، إن "الكثير من أهالي القرية تهجروا بسبب إساءة المجتمع"، مبيناً أن "المجتمع عنصري، والغجري محارب".
فيما يقول مواطن أخر من سكنة القرية ذاتها، إن "دائرة البلدية قبلت بي عامل معهم، لكن عندما علموا بأني غجري اعطوني أجر زهيد (6 الاف دينار عراقي فقط)".
بدوره، شكا مواطن اخر من الطبقية التي يتعرض لها الغجر مؤكدا أن "الغجر ليس لهم أي حقوق".
إلى ذلك، أكد مكتب مفوضية حقوق الانسان، أن "قرية الزهور متابعة من قبل مكتب مفوضية حقوق الانسان في محافظة الديوانية، وهناك لجنة متخصصة بشؤون الأقليات".
وأضاف ان "هناك تحديات كبيرة تواجه سكان قرية الزهور، من خلال الواقعين الخدمي والإنساني، وانعدام فرص العمل".
وتابع، "عملنا بالتعاون مع الجهات الحكومية على اصدار البطاقة الوطنية لسكنة القرية، وكان هناك تحدٍ كبير".
وأوضح أن "منظمات المجتمع المدني عملت الكثير من البرامج في سبيل ادماج الغجر بالمجتمع ".
وفي هذه القرية يعيش 400 شخص في 65 عائلة تقطعت بهم السبل بعد هدم منازلهم إثر هجوم إحدى الجماعات المسلحة على قريتهم عام 2004، حيث هجر الكثير من السكان قريتهم بسبب الظروف الصعبة والاضطهاد الذي مر بهم.
وتقدر المنظمات العراقية المعنية أعداد الغجر في العراق بـ 400 – 500 ألف، لكن الطبيعة المتنقلة لحياة الغجر تجعل من الصعب معرفة العدد الدقيق لهم.
وهناك إحصائيتان حكوميتان، إحداهما صدرت في عام 2000 وقدرت أعدادهم بأكثر من 200 ألف نسمة، فيما انخفض العدد حسب إحصائية أخرى صدرت في عام 2005 إلى 50 ألف نسمة.
وتشير بعض الإحصائيات إلى أن أعداد الغجر في إقليم كردستان وصل إلى أكثر من 50 ألفاً حيث بنى لهم المسؤولون هناك مساكنَ خاصة جنوب مركز المحافظة، فضلاً عن بناء مركز ثقافي لهم.