ألاحظه في كل شيء رأيته
وأدعوه سرا بالمنى فيجيب
ملأت به سمعي وقلبي وناظري
وكلي وأجزائي فكيف يغيب
ألاحظه في كل شيء رأيته
وأدعوه سرا بالمنى فيجيب
ملأت به سمعي وقلبي وناظري
وكلي وأجزائي فكيف يغيب
كتبت إلى سري بسطر من الهوى
وكاتبه وجدي وحامله قلبي
روته مجاري الدمع عن حب قالبي
وحبي عن روحي وروحي عن ربي
فإن العيون النجل تبكي بلابلي
وتفني مراسيمي وتبريني عن لبي
بأن الهوى ديني وعشي وملتي
وروحي وأحشائي وكلي وقالبي
أبو الفيض الكتاني
..........
محمد بن عبد الكبير بن محمد، أبو الفيض وأبو عبد الله، الكتاني. فقيه متفلسف متصوف، من أهل فاس. انتقد علماء فاس بعض أقواله ونسبوه إلى قبح الاعتقاد وشكوه إلى السلطان عبد العزيز بمراكش، وزادوا فاتهموه بطلب الملك، فرحل إلى مراكش، وأظهر براءته مما عزي إليه، وأقام فيها زمناً ثم أذن له بالرجوع إلى فاس فعاد. ولما أراد أهلها عقد البيعة للسلطان عبد الحفيظ تولى الكتاني إملاء شروطها وفيها تقييد السلطان بالشورى، فحقدها السلطان عليه، فساءت حاله وضاقت معيشته فخرج من فاس سنة 1327 قاصداً بلاد البرير، ومعه جميع أسرته من رجال ونساء، فأرسل السلطان الخيل في طلبه وأعيد بالأمان، فلم يلبث أن اعتقل وسجن مصفداً بالحديد هو ومن كان معه حتى النساء والصبيان. ثم جلد وسحب إلى (بنيقة) في مشور أبي الخصيصات، من فاس الجديدة، فمات فيها.