الفصائل الفلسطينية توقع اتفاق مصالحة في الجزائر لإجراء انتخابات وتشكيل حكومة وحدة

فرانس24

صورة وزعتها الرئاسة الجزائرية عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك تظهر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (يسار) يصافح الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي (يمين) خلال اجتماع للفصائل الفلسطينية في العاصمة الجزائرية في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2022 © صفحة الرئاسة الجزائرية على فيس بوك/أ ف ب

وقعت الخميس الفصائل الفلسطينية المجتمعة برعاية الجزائر، بالأحرف الأولى أمام كاميرات التلفزيون الجزائري على وثيقة أطلق عليها اسم "إعلان الجزائر". وتلتزم تلك الفصائل المتناحرة منذ 15 عامًا بموجب هذه الوثيقة، بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون عام لوضع حد للانشقاق الذي يمزق صفوفها. وشارك 14 فصيلا فلسطينيا في هذا الاجتماع الذي جرى برعاية الرئيس عبد المجيد تبون، بما في ذلك حركتا فتح وحماس.


وقعت الخميس الفصائل الفلسطينية، بعد يومين على لقاءات جمعت بينها في الجزائر العاصمة، اتفاق مصالحة تلتزم بموجبه بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون عام.
واتفقت الفصائل الـ14 المشاركة ومن بينها حركتا حماس وفتح على وثيقة "إعلان الجزائر"، ووقعها بالأحرف الأولى رؤساء الوفود أمام كاميرات التلفزيون الجزائري.
وأبرمت فتح وحماس في السنوات الأخيرة عدة اتفاقات وتفاهمات تنص على إجراء انتخابات وتشكيل حكومة وحدة، من بين أمور أخرى، لكن لم يتحقق أي منها.
وسبق حفل التوقيع عزف النشيدين الجزائري والفلسطيني أمام حضور كبير من أعضاء الحكومة وقادة الأحزاب الجزائرية وسفراء دول عربية.
إعلان

ووقع الإعلان في "قصر الأمم" حيث أعلن رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 1988 "قيام الدولة الفلسطينية"، كما أشار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
وقال رئيس وفد حركة فتح عزام الأحمد من المنصة: "وقعنا على هذا الإعلان حتى نتخلص من هذا السرطان الخبيث الذي دخل الجسم الفلسطيني وهو الانقسام". وأضاف: "نحن نشعر بالثقة والتفاؤل أن هذا الإعلان سينفذ ولن يبقى حبرا على ورق". وتابع للتلفزيون الجزائري: "الفلسطينيون منقسمون منذ أكثر من 15 عاماً، وهذا أضعف قضيّتنا".
أما زعيم حركة حماس إسماعيل هنية فأشاد بـ"يوم أفراح بداخل فلسطين والجزائر وكل الأمة العربية ومحبي الحرية". وأضاف هنية: "ولكن هو يوم أحزان في داخل الكيان الصهيوني". ونقل موقع حماس عن زعيم الحركة إسماعيل هنية قوله: "نحن مرتاحون حيال لقاء الجزائر، والحوار بيننا خيّمت عليه أجواء من الإيجابية".
نظامان
ينص "إعلان الجزائر" على إجراء انتخابات بحلول تشرين الأول/أكتوبر 2023 لرئاسة الجمهورية وللمجلس التشريعي الفلسطيني الذي يعمل بمثابة برلمان للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والقدس الشرقية.
وكان رئيس السلطة الفلسطينية وزعيم حركة فتح محمود عباس قد أرجأ عام 2021 إلى أجل غير مسمى الاقتراع الذي كان ليكون الأول منذ 15 عاما، مبررا ذلك بأن إجراءه ليس "مضمونا" في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها. وقد انتقدت حماس القرار في حينه.
وأدت الانتخابات التشريعية الأخيرة في عام 2006 إلى انتصار حركة حماس الإسلامية - التي تعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية - وهو انتصار لم تعترف به فتح والمجتمع الدولي.
وفي عام 2007، اندلعت اشتباكات دامية بين الحركتين، ما أدى إلى ولادة نظامين سياسيين منفصلين: الأول تقوده السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 ويقطنها 2,9 مليون فلسطيني، والثاني تقوده حماس في قطاع غزة الذي يقطنه 2,3 مليون فلسطيني ويخضع لحصار إسرائيلي.
"اتفاق تاريخي"
وعُقد الاجتماع الذي سعت الجزائر بشدة لتنظيمه، قبل وقت قصير من انعقاد قمة جامعة الدول العربية المقررة في العاصمة الجزائرية يومي 1 و2 تشرين الثاني/نوفمبر.
وقام الرئيس الجزائري الأربعاء بزيارة "مجاملة" للمشاركين من أجل "تشجيعهم" على إرساء المصالحة.
وقال أنور أبو طه عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الموجود أيضاً في الجزائر : "نقدّر جهود الجزائر من أجل الوحدة الفلسطينية ومواجهة الاحتلال الصهيوني".
لكن تم في اللحظة الأخيرة حذف فقرة من الإعلان تتناول تشكيل حكومة وحدة وطنية. وطالبت فتح بأن يلتزم المشاركون في حكومة الوحدة الوطنية بمقررات "الشرعية الدولية"، وفق مصادر قريبة من الاجتماع، وهي نقطة رفضتها حماس.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران: "توافقنا على إجراء انتخابات للمجلس التشريعي، والرئاسة والمجلس الوطني الفلسطيني في غضون عام. كانت النقاشات إيجابية ونشكر الجزائر".
شكوك
وعزّز الشكوك حول هذه المصالحة غياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي لم يكن في الجزائر العاصمة بل في كازاخستان.
وتمّ تأجيل الانتخابات التشريعية والرئاسية الأولى منذ خمسة عشر عاماً، والتي كان من المقرّر إجراؤها في 22 أيار/مايو و31 تموز/يوليو 2021، إلى أجل غير مسمى.
وأطلق الرئيس الجزائري تبون مبادرة في نهاية العام 2021 للمصالحة بين فتح وحماس، وتمكّن في أوائل تموز/يوليو من الجمع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإسماعيل هنية في الجزائر العاصمة، في لقاء اعتبر "تاريخيا".