ومات الحلم الذي كنت أتمنى بقاءه
لكن لابد لكل شئ أن يزول ..
نظر إليّ _ محتضرا _ وقال سامحني
ما خُـلقت لأعيش أبدا فآن الرحيل ..
وأغمض عينيه في ألم ٍ
وأنا أرجوه باكيا
لا تتركني وحيدا
هل بات الرجوع مستحيل؟!
هل ستتخلى عني وأنا في أشد الاحتياج إليك؟
أهكذا ينتهي الحلم الطويل؟!
ألا تذكر كم سهرت الليل من أجلك
وكم من الوقت قضيته معك
ولم أرض بغيرك بديل ؟!
لماذا لم تجبني؟
هل مت؟ هل انتهيت؟
لن تموت إلا بموتي
سأذكرك دائما .. واذكرني في عالمك ولو بالقليل ..
هاهو الرعد يعزف أنشودة فراقنا
مسدلا الستار على الحلم الجميل ..
والبرق يقذف بقايا نوره
على وادي الحزن البغيض والهم الثقيل ..
ممطرة هي السماء
مكتظة بالغيوم السوداء
رافعة شعار الحزن في وقت الأصيل ..
وبين هذا وذاك أحمل حلمي في كفنه الأبيض
ورجفة العذاب تزلزلني
والدمع في عيني كينبوع النهر يسيل ..
حتى وصلت إلى ربوة اعتادت قدومي
ما قصدت لغيرها يوما سبيل ..
هي ربوة ما كان فيها كائن
إلا ضريحٌ
آتيه قاطعا ألف ميل ..
أدفن فيه كل حلم يسعدني قليلا
ثم يدميني بجراح ليس لها مثيل ..
"هنا ترقد أحلامي"
عبارة كتبتها بحروف من دمي
مزخرفا بها القبر المستطيل ..
ورحلت عن ربوتي وتركت فيها
عبقٌ عاش بين ثناياها ما استـُزيل ..
**********************************************