توجد مجموعة من الزخات الشهابية ينتظرها هواة الفلك كل سنة لأنها كثيفة التساقط.
الشهب تتساقط في ليلة التاسع من أكتوبر/تشرين الأول في مشهد يُرى في الوطن العربي وتسمى الظاهرة زخة شهب التنينيات (شترستوك)
يشهد شهر أكتوبر/تشرين الأول هذا العام، في الثلث الأول والأخير منه، تساقطا ممتعا للشهب في المساء، فيمكن مشاهدتها في السماء بمعدلات أكبر من المعتاد، وتسمى تلك الظاهرة بزخات الشهب (Meteor Showers).
وتحدث زخات الشهب بسبب أن الأرض، في أثناء دورانها حول الشمس، يمكن أن تمر ببقايا بعض المذنبات أو الكويكبات التي تعترض خط سيرها، وتدخل تلك البقايا الصخرية إلى الغلاف الجوي بسرعات شديدة تبلغ عشرات الكيلومترات في الثانية الواحدة، ومع احتكاكها بالغلاف الجوي تحترق محدثة الشهب التي نراها ونستمتع بها.
زختا أكتوبر
ولهذا السبب، فإن زخات الشهب لها مواعيد محددة كل عام تتفق ولقاء الأرض مع تلك البقايا، وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول تشهد الأرض مرورا بين بقايا مذنب دوري يدعى "21 بي/ جياكوبيني زينر" (21P/Giacobini-Zinner) في الأسبوع الثاني من الشهر. ويشير ذلك إلى تساقط الشهب في ليلة التاسع من أكتوبر/تشرين الأول، في مشهد يُرى في الوطن العربي، وتسمى الظاهرة زخة شهب التنينيات (The Draconid Meteor Shower).
لكن القمر سيكون في السماء هذه الليلة في طور قريب من البدر، وذلك يرجح درجة من الصعوبة في رؤية الشهب، بخاصة أنها ليست أفضل الزخات، ويتوقع لشخص في منطقة نائية (الصحراء مثلا) أن يرى ما مقداره 5-10 شهب في الساعة فقط، وفي منطقة المدينة لا يتوقع أن ترى الكثير.
ولكن يبدو أن شهر أكتوبر/تشرين الأول لن يتركنا نمر من دون هدية، حيث تمر الأرض خلال الفترة بين 26 سبتمبر/أيلول و22 نوفمبر/تشرين الثاني ببقايا المذنب هالي (Halley’s Comet)، ويحدث ذلك تحديدا في ليلة 22 أكتوبر/تشرين الأول إذ تبلغ زخة شهب الجباريات (Orionids Meteor Shower) ذروتها، ويمكن للمشاهد في منطقة نائية أن يرى ما يصل إلى 15-20 شهابا في الساعة.
في ليلة 22 أكتوبر/تشرين الأول تبلغ زخة شهب الجباريات ذروتها (ناسا)
كيف أرى الشهب؟
لا يتطلب رصد الشهب أي أدوات معقدة، فكل ما تحتاج إليه هو فقط شيء للاستلقاء عليه، ورفع رأسك للسماء. وفي حالة زخة التنينيات، فإن الشهب تميل إلى الخروج من جانب الشمال السماوي، أما في حالة الجباريات فإنها تميل إلى الخروج من الجنوب قليلا، لكن في كل الأحوال تظهر الشهب في كل السماء.
ويفضل دائما أن تتابع الشهب في مناطق نائية بعيدة عن إضاءة المدن، حيث يمكن أن تحصل على أفضل فرصة ممكنة لرصدها، بخاصة في حالة وجود القمر أو ضعف الزخة. وزخة التنينيات يمكن لك أن تخرج لتراها في أي وقت طوال الليل بدءا من المساء، أما الجباريات فتتحسن شهبها مع اقتراب الفجر.
زخات ممتعة طوال العام
وبوجه عام، توجد مجموعة من الزخات الشهابية ينتظرها هواة الفلك كل سنة لأنها كثيفة التساقط، أولها الرباعيات (Quadrantids) التي تبلغ ذروتها في الثالث من يناير/كانون الثاني، ويمكن خلالها رصد أكثر من 120 شهابا في الساعة.
الزخات الشهابية لها أنواع ينتظرها هواة الفلك كل سنة لأنها كثيفة التساقط (ناسا)
وهناك كذلك البرشاويات (Persides) التي تبلغ ذروتها في 12-13 أغسطس/آب، ويمكن خلالها أن ترى الشهب بمعدل 80-100 شهاب في الساعة، وفي 13 ديسمبر/كانون الأول يكون أوج زخة التوأميات (Geminids) التي يبلغ عدد الشهب بها 100 في الساعة.
وتعدّ البرشاويات تحديدا أهم زخات الشهب التي تظهر في الوطن العربي، لأن أوجها الدقيق عادة ما يتوافق مع الليل في المنطقة العربية، بخلاف الزخات الأخرى.