ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﻃﻔﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﺻﺒﺎﺣﺎً، ﺃﻳﻘﻆ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ؟.فلم تستيقظ الأم ، ﺑﻜﻰ ( ﻣﺎﻣﺎ الفطور انا جائع)
ﺻﺮﺧﺖ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ: ﻓﻄﻮﺭ ﺍلان؟
اذهب وﻧﺎﻡ.
ﻫﺮﺏ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﺃﻣﻪ ﻭ ﻗﺪ ﺃﺧﺎﻓﺘﻪ ﺑﺼﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﻋﺐ.
ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺘﻠﻔﺎﺯ ﻭﺟﻠﺲ ﻗﻠﻴﻼً، ﺛﻢ ﺃﺳﺮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﻭﻗﺪ ﻏﻠﺒﻪ ﺍﻟﺠﻮﻉ، ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻑ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟدولاﺏ ﻟﻜﻲ ﻳجهز لنفسه ﺍﻟﻔﻄﻮﺭ.
ﺳﻘﻂ ﻭ ﺃﺳﻘﻂ ﻣﻌﻪ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﻛﻮﺍﺏ ﻭ ﺻﺤﻮﻥ.
ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻭﺳﺎﺭﺕ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻟﺘﺮﻯ ماذا حدث، ﺍﺧﺘﺒﺄ الطفل ﺗﺤﺖ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ فﺃمسكته وسحبته من ﻗﻤﻴﺼﻪ ﻭﺃﺷﺒﻌﺘﻪ ﺿﺮﺑﺎً ﻭﻫﻲ تقول :
ﻟماذا لم تقل ﻟﻲ ﺇﻧﻚ ﺗريد أن تأكل، تأكل السم...
ﻫﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﻟﻢ ﻳﺄﻛﻞ وربما شبع من السم الذي دعت به امه.
ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻇﻬﺮﺍ، ﺃﻋﺪﺕ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ بعد ان شعرت هي بالجوع فأﻛﻞ الأبن معها ﺑﺸﺮﺍﻫﺔ ﻭﺍﺗﺴﺨﺖ ﻣﻼﺑﺴﻪ. ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺻﺮﺧﺖ: ﺃﻧﺖ ﻏﺒﻲ لا تعرف أنﺗﺄﻛﻞ، ألم ترى ﻣﺤﻤﺪ أبن ﺧﺎﻟﺘﻚ اصغر منك وﺃﻋﻘﻞ ﻣﻨﻚ؟
ﺍﻏﺮﻭﺭﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭﻫﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﻓﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻤﻞ ﺇﻓﻄﺎﺭﻩ.
ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻇﻬﺮﺍً ﻋﺎﺩ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﺮِﺡ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﺍﺳﺘﺒﺸﺮ، ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺤﺪﺙ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻭﻋﻦ ﻓﻴﻠﻢ ﺭﺁﻩ ﻓﻲ ﻗﻨﺎﺓ ﻛﺬﺍ، ﻭﻋﻦ ﻣﺴﻠﺴﻞ ﺣﺪﺙ ﻓﻴﻪ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ...
وﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻣﺴﺘﻠﻘﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﻬﺪﻭﺀ: ﺑﺎﺑﺎ ﺑﺎﺑﺎ، لماذا لا ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻲّ؟
ﺣﺮّﻙ ﺭﺃﺱ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺑﻴﺪﻳﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺗﻴﻦ ﻓﺈﺫﺍ بالوالد (ﻓﻲ ﺳﺎﺑﻊ ﻧﻮﻣﺔ)
ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻋﺼﺮﺍً..
ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺻﺪﻳﻘﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ! ﻭﻗﺪ ﺗﺄﻧﻖ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﻟﺒﺲ ﺃﺟﻤﻞ ﺛﻴﺎﺑﻪ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﻢّ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﺳﺤﺒﺘﻪ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻣﻦ ﻳﺪﻩ ﺑﺸﺪﺓ ﻭﻗﺎﻟﺖ له: الم اقل ﻻ ﺗﺪﺧﻞ علي مع الضيوف؟. اذهب وشاهد ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ، او اذهب لتلعب ﻣﻊ اطفال ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ.
ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻣﺴﺎﺀً...
ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭ ﻗﺪ ﺍﺗﺴﺨﺖ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ، ﻭﻋﻼ ﺻﻮﺗﻪ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ،
ﺭﺃﺗﻪ الأﻡ ﻭ ﺭﻓﻌﺖ ﺻﻮﺗﻬﺎ: (ﺍﻟﻠﻪ ﻻ بارك فيك ﻳﺎ اهبل)! ماذا فعلت بملاﺑﺴﻚ.
ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺸﻜﻮ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺿﺮﺑﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻛﻼﻡ (ﻗﻠﻴﻞ ﺃﺩﺏ)!
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺿﺮﺑﺘﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ.
ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺴﺎﺀً..
ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ، ﻭﺍﺟﺘﻤﻊ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻟﻠﻌﺸﺎﺀ، ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺛﻪ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ، ﻟﻜﻨﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﻫﻢّ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ والده: ﺃﻧﺎ ﺗﻌﺒﺎﻥ وليس لدي وقت لأستمع إلى شكاويك دعني ارتاح قليلا.
ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻣﺴﺎﺀً...
ﻧﺎﻡ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻟﻌﺎﺑﻪ ﻓﺄﺗﺖ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﻟﺘﺤﻤﻠﻪ، ﻭﺃﻣﻄﺮﺗﻪ ﺑﻘﺒﻼﺗﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ، ﺛﻢ ﺗﻤﺘﻤﺖ: ﺃﺣﺒﻚ ﻳﺎ ﺃﺷﻘﻰ ﻃﻔﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ!
ﺿﺤﻚ ﺍلأﺏ ﻭﻗﺎﻝ: صدقتي يا ام انور فعلا شقي ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ وعلي تربيته.
ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻬﻢ؟
ﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺗﺮﺑﻴﺔ؟ ﻭﺇﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻜﺮﺭ ﺍلأﺧﻄﺎﺀ؟!
ﻭﺣﺘﻰ ﻣﺘﻰ ﺳﻨﻈﻞ ﻧﺮﺑﻲ ﺃﺑﻨﺎﺀﻧﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍلإﻫﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻫﻞ؟!
ﻭﻣﺘﻰ ﺳﻨﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ؟
ربنا يعينكم على تربيه انفسكم قبل الابناء
كثير من الناس يسعى ويكد ويتعب ليؤمن مستقبل أولاده ظنا منه أن وجود المال في أيديهم بعد موته أمان لهم، وغفل عن الأمان العظيم الذي ذكره الله في كتابه: (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا).
.