الأطفال يتعلمون كثيرا من سلوكهم ومواقفهم من خلال مراقبتهم للبالغين في حياتهم (بيكسلز)
يمكن اتباع العديد من الطرق لتنمية الذكاء والقدرات العقلية عند الأطفال بمساعدة الأهل، لأن هذا الاهتمام أساسي لحياتهم المستقبلية تمامًا كالاهتمام بصحتهم البدنية والنفسية.
ومن الضروري عدم إهمال هذا الجانب الذي تعدّه الأسرة من الأهداف الأساسية التي تسعى إلى تحقيقها؛ ذلك أن التحفيز الذي يتلقاه الطفل كل يوم له تأثير مباشر على نمو ذكائه، وهذا ما أكدته الأبحاث، فكلما نما الطفل يتطور عقله أيضا، ويكون ذكاؤه أفضل.
التحفيز الدائم من الأهل
تعتقد تحرير الزعيم الحاصلة على ماجستير في علم النفس الإكلينيكي أن "معدل الذكاء لا يتغير مع العمر، لكن الأداء والسلوك هما العاملان الأساسيان في التغيير والنمو والتطور، إضافة إلى الجهد والمثابرة اللذين يدفعان الطفل إلى تعلم أشياء جديدة واكتساب مهارات لا يعرفها، كما أن التحفيز الدائم من الأهل يدفعه إلى تنمية قدراته العقلية. ويمكن تنمية الذكاء اللغوي بالاستمرار في حب القراءة والاطلاع، كما أن تشجيع الطفل على ممارسة هواياته وتوفير مقومات تلك الهوايات يتيح له فرصة لتطويرها، ومن ثم تطوير نفسه من خلالها".
وتكمل الزعيم شرحها بأن الأهل لهم دور أيضًا في توفير البيئة المناسبة للدراسة، وتشير إلى أهمية التغذية السليمة التي هي مفتاح سلامة عقل طفلك وجسمه، إضافة إلى تشجيع الوالدين على تنمية المهارات بكل أنواعها، ومن أهمها الرياضة التي ترفع مستوى ثقة الطفل بنفسه وتنعكس إيجابًا على نشاط الدماغ.
دور الاهتمام العائلي
أما المدربة بولكسندرا زخران فترى أن "المدح والثناء للأطفال على نجاحاتهم ينمّي كثيرا من القدرات العقلية، وكذلك الاهتمام والدفء العائلي يلعبان دورا مهما في تطوير الذكاء لدى الطفل وتحفيزه على النمو السليم، فالعلاقة العاطفية الجيدة بين الأهل والطفل تبني لديه مهارات التفكير العليا".
ولفتت إلى أهمية سرد القصص التي تحث الأطفال بطريقة غير مباشرة على التحلّي بالشجاعة والأخلاق الحسنة والصبر ومواجهة المشكلات، كما أنها تحسّن لغتهم وتنمّي مهاراتهم الذهنية، من دون نسيان أهمية الألعاب المناسبة لأعمار كل طفل والتي تحفز النمو الفكري لديهم، ومنها: الألعاب التي تحتوي على نظام متسلسل وترتيب معين، وتلك التي تحتاج من الطفل استخدام يديه وترتيب العناصر فيها بشكل ما، مع ألعاب التفكير التي تساعد الطفل على زيادة مهارات التواصل والتفاعل، فضلا عن الألعاب التي تؤدي إلى تعزيز التفكير المنطقي والعقلي لدى الطفل متل الشطرنج والسلم والثعبان وغيرهما.
وتوصي زخران بتجنب تجاهل اختبار ذاكرة الأطفال، فبعد الانتهاء من قراءة قصة أو مشاهدة فيلم يمكن للأهل أن يطلبوا من الطفل إعادة سرد القصة، فهذا ينمي القدرة اللغوية والتعبيرية والخيالية لديه.
كما يجب التركيز على تنمية المهارات الرقمية ليستوعب المفاهيم الرياضية في المحادثات، وذلك بالقول -مثلا- إن العشاء سيكون جاهزًا في أقل من 5 دقائق، هل تريد كعكة كاملة أم نصف كعكة؟ الآن لديك 5 تفاحات. فهذا النشاط الحسابي يحمل طفلك إلى منطقة قياس الأشياء بالعقل.
ودعت زخران إلى ترك الطفل يحلّ مشاكله بنفسه، حتى يصبح قادرا على اتخاذ القرارات، فغالبًا ما يقع الأهل في هذا الخطأ في تربية أطفالهم وهو حلّ مشاكلهم، ظنا منهم أنهم بذلك يجعلون الحياة سهلة عليهم، لكن يجب ترك مساحة أكبر للطفل، حتى ينمي قدراته، ويتمكن من مواجهة صعاب الحياة.
يجب إفساح المجال دائما للطفل لتجربة أشياء جديدة وتشجعيه على ذلك (بيكسلز)
تجربة أشياء جديدة
وتنصح زخران الأهل بقولها "أفسحوا المجال دائما للطفل لتجربة أشياء جديدة، وشجّعوه على ذلك، من تعلم الموسيقى والرسم، إلى السباحة وألعاب الدفاع عن النفس، ومن زيارة المتاحف إلى الكتابة والقراءة والتمثيل".
ومن أهم الأشياء التي يجب على الأهل الانتباه إليها الاستماع للطفل جيدًا ومناقشته في آرائه وأخذها على محمل الجد.