قلق العودة إلى المدارس
كيف تدعم طفلك في مواجهة قلق العودة إلى المدارس والحد من توتر بداية عام دراسي جديد؟ اعرف السبب وكن مصدر للأمان.. واتبع هذه النصائح.
مع اقتراب العودة للمدرسة في ظل كثير من التحديات، قد يواجه الآباء والأبناء قلق العودة إلى المدارس الذي قد يكون نتاج عوامل متعلقة بانتشار الفيروسات أو الشعور بعدم الأمان، أو خوف الطفل من الفشل وعدم قدرته على التعامل مع إزعاج زملائه له- ما يمكن وصفه بـ "التنمر"- أو خوف الأهل من تعرض أبنائهم لأي خطر، مما يستوجب التعامل السليم مع هذا القلق وتخطي آثاره.
قلق العودة إلى المدارس للطفل
الشعور بالقلق والخوف أمر طبيعي، فهذا ما يدلّنا على اكتشاف مصادر الخطر وتجنبها، ولكن القلق بصورة مفرطة يمكنه أن يفسد حياتكم وحياة أطفالكم، وباختلاف السبب- الذي قد لا يملك الأطفال القدرة على التعبير عنه بصورة واضحة- يمكنك ملاحظة عدد من الأعراض التي تخبرك بأن ابنك قلق بأمر ما يخص العوة للمدرسة، كما يذكر موقع verywellfamily، وهي:
- التعلق المفرط بك.
- الشعور بالاضطراب والتململ.
- الشكوى من ألم في المعدة.
- تغيّر عادات الأكل، والمعاناة مع اضطرابات النوم.
- تأتي كلماته معبرة عن أفكار سلبية ومشاعر دائمة بالخوف والقلق.
- سرعة الغضب والانفعال.
- نوبات بكاء غير مبررة.
- التركيز بصعوبة شديدة.
وبحسب خبراء الصحة النفسية للأطفال، من الممكن أن يكون شعور الطفل بالقلق من العودة إلى المدرسة بسبب عوامل مختلفة، منها:
انتشار الوباء والفيروسات
بقاء الأطفال في المنازل لفترة طويلة امتدت لعامين تقريبا، مع تداعيات انتشار وباء كوفيد- 19 منذ فبراير 2020،
والحدتث عن ظهور فيروس جديد وهو "جدري القرود"، ولّدت لدى كثير منهم شعورا بالقلق وعدم الأمان،
لأن الأطفال على قدر كبير من الوعي والتأثر بالأحداث المحيطة.
ودون أن ندري قد يتسبب الحديث المستمر في المنزل عن هذه الفيروسات، والتعرض المستمر للمنشورات التحذيرية والمواد الأخبارية حولها إلى إصابتهم بالفزع ورفض الخروج من المنزل.
قلق الفراق
إذا كانت هذه السنة الأولى للطفل لدخول المدرسة، فمن الطبيعي أن يواجه قلق الفراق عن أسرته، خاصة الوالدين،
ويظهر ذلك في الأعراض التي ذكرناها، وقد تلاحظ رفضه للذهاب إلى المدرسة، وقد يستمر الأمر لأسبوع أو اثنين،
ويمكن اللجوء لمتخصص أو محاولة التواصل مع المدرسة إذا طالت المدة.
تكوين صداقات
يخشى كثير من الأطفال ألا يتمكنوا من تكوين صداقات، ويقلقهم الشعور بالوحدة في المدرسة وكأنهم منبوذون،
ويكافحون من أجل التكيف والقدرة على التواصل مع زملائهم، ومن الممكن أنهم يعانون مع القلق الاجتماعي
والشعور بالخجل، مما يعطل تقدمهم اجتماعيا، ويعمق من الخوف والقلق.
المعاناة مع التنمر
وقد يرجع قلق العودة إلى المدارس إلى معاناة الطفل في السنوات الماضية من تنمر زملائه وتعليقاتهم السلبية على مظهره او شخصيته،
فسيكون كل عام جديد في المدرسة هو معاناة جديدة بالنسبة له، مما يستدعي التدخل الفوري
لإدارة المدرسة والاجتماع مع أولياء أمور الطلاب المتنمرين.
أما إذا كان قد استجد أمر في مظهره، كارتداء نظارة طبية أو حلق شعر رأسه كاملا أو زيادة وزنه أو نحافته،
قد يجعله ذلك يخشى التعرض للتنمر، ويعني أنه بحاجة إلى الثقة في النفس وإزالة مخاوفه عن مظهره،
وبث الطمأنينة في نفسه بأنه مقبول ومحبوب دوما.
الخوف من الفشل الدراسي
تعرفون زملاء العمل الذين يبقون لساعات إضافية بعد الدوام، وجاهزين في أي وقت لأي مهمة، الذين نطلق عليهم مدمنو العمل،
غالبا هم الطلاب الذين كانوا يدمنون المذاكرة ويرعبهم نقص نصف درجة عن الدرجة النهائية، هؤلاء الطلاب يعيشون في قلق
وخوف دائم من الفشل، قد يكون ابنك أحدهم، وقد يكون السبب هو أنت.
من الممكن أن تتعدد أسباب قلق العودة إلى المدارس وتوتر الطلاب، ولكن المهم ملاحظة أعراض هذا القلق ومدته، فإذا زادت عن أسبوعين،
مع كل محاولاتكم للتهدئة، عندها يجب زيارة طبيب مختص.
كيف أحافظ على أطفالي في المدرسة؟
بخلاف شعور الطفل بالقلق، قد يعاني الوالدان أيضا من التوتر الشديد لعدة أسباب، ولكن يمكن لهم التعامل برفق ولين،
حتى تعود الطمأنينة لنفوس الجميع، فيمكن أن يكون الوالدن مصدر دعم وأمان باتباع بعض نصائح للدراسة للوالدين، من خلال:
1. إظهار الحماس
من المهم أن يرى أطفالكم الحماس للعودة إلى المدارس، فقد يكون ذلك سببا لبث الطمأنينة في نفوسهم، فهذا يعني أنكم تثقون بعودتهم إلى المدرسة، وأنه لا يوجد ما يستوجب القلق، فتقومون معا بشراء الملابس والأدوات الجديدة.
2. تعزيز استقلاليتهم
قد يكون خوف الأطفال بناءا على عدم قدرتهم على التكيف مع التغيرات الجديدة ومواجهة العالم الحقيقي بمفردهم، ولذلك احرصوا على تعزيز السلوكيات الاستقلالية مع اقتراب العودة للمدارس، مثل تنظيف غرفتهم بأنفسهم، والتعود على الدخول للحمام وتنظيف أنفسهم، وتناول الطعام بمفردهم، وتجهيز ملابسهم.
3. الإنصات والتواصل
استمعوا إليهم بإمعان واهتمام، وقدروا مخاوفهم ولا تقللوا منها، وحاولوا الإجابة على تساؤلاتهم وطرح الأفكار التي تجعلهم يشعرون بالأمان، وكونوا على تواصل دائم معهم، ومعرفة كيف جرى يومهم بأسلوب لطيف وإجراء محادثات متبادلة تشعرهم بالثقة وتمنحهم مساحة أمان للتعبير بكل راحة.
4. روتين يومي
وجود روتين للأنشطة اليومية يساعد على منح الطفل الشعور بالأمان، ولذلك من الافضل أن يكون يومه الدراسي منظم، البداية بالاستقاظ والاستعداد، ثم تناول الفطور والذهاب للمدرسة، وبعد العودة منها يتناول الغداء ويجلس لأداء الواجب، يساهد بعدها فيلم كرتون قصير أو يلعب لعبة يحبها لمدة معينة، ثم غسيل الأسنان والنوم.
التعامل مع قلق العودة إلى المداس يحتاج إلى تعاون كل أفراد الأسرة، وإبداء المحبة والتفهم